|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  6  / 8 / 2008                                 مؤيد راعي البله                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

اسطورة الشعب العراقي العظيم

مؤيد راعي البله - السويد
 moaalb48@hotmail.com

لم اقصد من هذه المقاله الانتقاص من اي فرد من ابناء الشعب العراقي الذي انا واحد منهم وانما هذه هي الحقيقه فنحن كبقية الشعوب لدينا مبدعين من علماء واطباء وادباء ومثقفون ولكنهم اقليه يشكلون وزنا نوعيا وليس عدديا حالنا حال دول المنطقه التي تحيط بنا في ظل التخلف السائد منذ مئات السنين .

تعوّد بعض العراقيين على ترديد مقولة الشعب العراقي العظيم في مناسبات عدة وهناك من يختلف مع هذه النظرة.
اولا علينا ان نعرف مفهوم الشعب العظيم وهو ما ينطبق اليوم الى حد ما على شعوب اوروبا واليابان وربما الولايات المتحده التي وصلت الى مرحله متطورة في جميع المجالات مثل حقوق الانسان والديمقراطيه والتقدم العلمي والتكنولوجي وعلوم الطب ..الخ.

هناك حقيقه فقد يظهر عظماء من هذا البلد او ذاك في فترة تاريخيه معينه من الزمن ولكنها ليست حاله مستديمه. ففي اليونان ظهر الفلاسفه العظماء امثال افلاطون وارسطو وغيرهم. كذلك بنى الاغريق اكبر امبراطوريه عرفها التاريخ بقيادة الاسكندر المقدوني. فهل اليونانيون اليوم هم شعب عظيم وبلدهم متخلف عن بقية دول اوروبا بمراحل طويله.
وهناك مثل اخر من آسيا حيث اسس جنكيزخان اعظم امبراطوريه في آسيا توارثها من بعده تيمورلنك وهولاكو . فهل الشعب المنغولي شعب عظيم ! ومنغوليا هي اليوم من اكثر بلدان آسيا تخلفا.
لقد قدمت الشعوب الاوربيه واميركا ومؤخرا اليابان 99% من العلوم في جميع المجالات من طبيه وتكنولوجيه وفضائيه...الخ التي سُخرت لخدمة الانسان ورفاهيته.

ففي بلاد ما بين النهرين بنى السومريون وبعدهم البابليون الكلدانيون والاشوريون اقدم الحضارات في التاريخ والتي يعترف بها العالم. ولنفرض ان عراقيوا اليوم هم احفاد هؤلاء فهل يحق لنا ان نورث انجازات اجدادنا قبل اكثر من 5000 سنه ونحن لم نقدم اي شيء مما يخدم البشريه.
بعد تأسيس الدوله العراقيه الحديثه عام 1921 وحتى سقوط نظام صدام حسين ظهر بعض المبدعين والمناضلين ولكنها ليست حاله عامه بل اقتصرت على مجالات معينه ففي مجال الشعر ظهر الجواهري الكبير والرصافي والسياب ومظفر النواب وغيرهم وفي اللغه والادب الاب الكرملي و مصطفى جواد وفي الاجتماع علي الوردي وفالح عبد الجبار والفيزياء عبد الجبار عبدالله ومناضلين سياسيين مثل محمود الحفيد ومصطفى البارزاني وفهد(يوسف سلمان) وجعفر ابو التمن والجادرجي وعبد الكريم قاسم وحسن سريع وغيرهم ومن بين هؤلاء المذكورين من فدى نفسه لهذا الشعب مثل فهد و عبد الكريم قاسم وحسن سريع والكثيرين. ومعظم هؤلاء لم ينصفوا فعبد الكريم قاسم الذي اسس الجمهوريه العراقيه وبنى مدينة الثوره وقدم انجازات لم يقدمها اي حاكم اخر لايملك قبرأ وحتى المدينه التي بناها للفقراء والكادحين وسماها الثورة غيّر اهلها اسمها وسموها الصدر وازالوا صور صدام الكبيرة ووضعوا محلها صورا اكبر لبعض المراجع الدينيه الذين لم يبنوا ولا حتى طابوقه واحدة في هذه المدينه فأين هي عظمة هذا الشعب!.

في عام 1963 جاء البعثيون والقوميون الى السلطه بأنقلاب دموي وقتلوا قادة الثورة و الالاف من الشيوعيين ومن انصار عبد الكريم قاسم والابرياء في حين لم يقتل ولا بعثي واحد طيله حكم عبد الكريم قاسم. فقط تم اعدام البعثي فاضل الشكره لاشتراكه في مؤامرة الشواف في الموصل. وفي عام 1968 جاء البعثيون الى السلطه و كان عددهم لا يتجاوز 200 عضوا بثورة بيضاء سرعان ما تحولت الى مجزرة حمراء امتدت لفترة 35 عاما لاسباب عدة منها تهافت الكثير من العراقيين الى الانتماء لحزب السلطه من اجل الحصول على وظيفه في الدوله او في القوات المسلحه او في احدى الاجهزة القمعيه حتى يشيدوا هذا الحزب على دماء وجماجم العراقيين.ان صدام لم يأتي من بلد او كوكب اخر بل صنعه العراقيون انفسهم........... فأين هي عظمة هذا الشعب!.
في الحرب العراقيه الايرانيه عندما (حرّر) الجيش العراقي مدينة المحمرة العربيه نهب الجنود والضباط ممتلكات سكان هذه المدينه الامنه. وفي حرب الكويت عندما تم (ضم المحافظه ال19 الفرع الى الاصل) تم نهب كل شيء حتى وصل الى حد نهب اعمدة الترفيك لايت وما زلنا ندفع التعويضات حتى هذه اللحظه!

وبعد سقوط نظام صدام 2003 استضاف الكثير من العراقيون والبعثيون .. الارهابيين العرب والمسلمين لقتل اكبر عدد من الابرياء العراقيين. واقترفت جرائم لا تعد ولا تحصى منها اختطاف وقتل المواطنه البريطانيه ماركريت المتزوجه من عراقي والتي كانت تساعد العراقيين ولمدة 30 عاما.
واليوم تنهب اموال الشعب العراقي وتهرب ثرواته النفطيه من قبل احزاب السلطه الحاكمه وغير الحاكمه وهناك امثله لا تعد ولا تحصى على خطأ مقولة الشعب العراقي العظيم لا مجال لذكرها.
في عام 1991 وبعد انتهاء هزيمة صدام في الكويت كنت في قاعه لاستراحة العاملين في احد مراكز العمل في ستوكهولم نشاهد الاخبار على التلفاز وكان صدام يطلق الرصاص في الهواء ومئات الالاف تهتف له . وقف احد العمال وكان من بنغلادش وقال يخاطب الحاضرين ما هذا الشعب الغبي رئيسهم دمر شعبه وبلده وهم يهتفون له... الم يكن الامام على(ع) على حق حينما قال ( لقد ملأتم قلبي قيحا ) . فأين هي عظمة الشعب العراقي مما حدث ويحدث اليوم . ان من يدّعي بأن الشعب العراقي شعب عظيم جاهل للحقيقة .

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter