|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  9  / 10 / 2021                                 محمد ناجي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

وقفة مع العوار … الانتخابات واجب !

محمد ناجي
(موقع الناس)

تَتابع انظمة الاستبداد والطغيان ، بمختلف مسمياتها ، ادى الى انتشار وشرعنة وسيادة نهج وثقافة وقيم الاستبداد في كل مفاصل المجتمع العراقي ، والتي اكتسبت بمرور الزمن والتكرار صفة مقدسة ، وبالنتيجة أدت إلى اصابة الانسان والمجتمع والعقل السياسي والثقافي والديني بالعمى والعور وفقدان الذاكرة ... ولم يفلت من هذا المصير الّا ماندر من أصحاب العقول النيرة ، والضمير الحي .

اليوم كما بالأمس نلاحظ التضليل والخداع والارتزاق في بازار الانتخابات . ومع الشعور بالخوف والهلع من ارتفاع نسبة المقاطعة المتوقعة ، وما تعنيه من سحب الغطاء السياسي والإعلامي و(ليس الدستوري) عن النظام ، ترتفع معها الترديد بطريقة دينية وعشائرية لمقولة : الانتخاب واجب ، والمواطن وحده وليس غيره من يتحمل مسؤولية الفشل !

وهنا من الضروري الاشارة إلى :

١- في النظام الديمقراطي الحقيقي ، وليس ديمقراطية سوق مريدي أو ربع الله ، الانتخاب حق وليس واجب ، ولو كان واجب فالقانون يفرض عقوبة على من لا يقوم بالواجب .

٢- المسؤول عن الفشل هو (المنظومة والعقل السياسي والثقافي والديني العراقي) ، والذي لا يمكن أن ننتظر منها غير عرض بضاعتها الفاسدة في البازار ، وأن تطلب من الناس أن يختاروا (الأفضل من بين الفاسدين) الذين تعرضهم عليهم ! والمفارقة الخبيثة أن (منظومة الفساد …) تعود وتحمّل الناس مسؤولية فشلها لأنهم أختاروا من بضاعة الفساد التي عرضتها عليهم هي وليس غيرها ، وهي تحملهم المسؤولية حتى لو امتنعوا بتاتا عن المشاركة في الاختيار ، لأنهم يرون أن الخلل في النظام برمته ، وأن الانتخاب ليس سوى جزء منه ، ولن يأتي بجديد غير تدوير وجوه الفساد ! فالمعادلة عندها هي : تريد أرنب أخذ أرنب … تريد غزال اخذ ارنب !

٣- من الواضح للعيان أن المواطن ، وبعد أن مر أكثر مما يكفي من الزمن ، وتكرار التجارب السلبية ، فقد الثقة بهذه (المنظومة والعقل السياسي والثقافي والديني العراقي) ، وطالب ولايزال يطالب بتغييرها ، فنزل وتظاهر في الشارع ، واليوم يستخدم أسلوب آخر من أساليب التعبير عن الرأي والموقف والعمل السياسي السلمي واللاعنف وهو مقاطعة الانتخابات ، وربما لاحقا العودة لاستخدام الاساليب الاخرى وهي التظاهر - الإضراب - العصيان المدني ... والتي تتعمد منظومة الفشل وحبربشيتها انكارها واستنكارها وتشويهها وشيطنتها .

والخلاصة : نكرر التأكيد أن الامتناع عن المشاركة في الانتخابات حق ، وهو هنا يمثل إعلان براءة من نظام الفشل والفساد والفاسدين ، واعادة للقرار المسلوب الى صاحبه الطبيعي وهو المواطن . أما من يريد المشاركة في الانتخابات فهو حر ، ولكن ليبتعد عن نهج وعقلية التخندق العشائري البائس (نحن - هم … أبيض - أسود …) وتخوين الآخر والحط من رأيه ، وتسويق أوهام ومخاطر عن الطريق المسدود ، والحرب الأهلية ، والقتال الشيعي - الشيعي … وغيرها ، ورمي التهمة على عاتق الناخب الممتنع وليس نظام الفساد - شلع قلع - المسؤول الأول والأخير عما جرى ويجري وسيجري في خراب العراق !

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter