|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  31  / 3 / 2015                                 محمد ناجي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



كلمات على جدار الاستبداد  *

ضحية نهج الاستبداد وثقافته ... لابس من غير هدوم !

محمد ناجي

السلطة المستبدة حريصة على البقاء في مركز القرار لأطول فترة ممكنة ، وفي تاريخنا وحاضرنا تسعى للبقاء مدى الحياة ، فلا تتخلى عن الكرسي بغير الموت أو الانقلاب العسكري أو شبه العسكري . وهي ترى ، بحق ، أن عدوها الأول هو الإنسان/المواطن ، والعلم ، ولذا فهي توظف كل الإمكانيات المتوفرة لديها ، شرعية وغير شرعية ، عنفية وسلمية ، لتحقيق هدفها والتغلب على عدوها . وأول ما تلجأ إليه هو تبرير شرعية وجودها في السلطة ، فتستخدم الدين والسياسة والمال والموروث الثقافي ، في خطاب عاطفي/ثوري لكسب قبول الناس وتأييدهم لها . وكل هذا يتم بتخطيط وعملية منهجية هدفها تغييب العقل وتسفيه العلم والمعرفة وبالتالي مسخ الإنسان وتغييب عقله ، ليسهل عليها التحكم به وتسييره وفقا لمشيئتها
.
لذا لا نستغرب أن يفقد ضحية نهج الاستبداد وثقافته ، البصر والبصيرة ولا يرى نور الشمس في عز الظهر ، حتى أنه يظهر وسط الناس عاريا ... لابس من غير هدوم ... مثل الإمبراطور الذي توهم أنه يرتدي ملابس فاخرة عجيبة غريبة ... آخر مودة ! ليثير سخرية الناس وتهكمهم ، فهذه هي النتيجة الطبيعية لهذا النهج والثقافة .

نماذج ضحايا الاستبداد التي تثير السخرية ، موجودة في كل الملل والنحل ، نراها في كل مكان ، وتطل برأسها في كل وقت ، وهي تقوم بدور محامي الشيطان ، وتحمل بيدها ولسانها هراوة شرطي السلطة ، في الشارع ... في الصحافة ... في الفضائيات ، في مواقع الانترنت ... في الفيسبوك وتويتر ، لتثبت ولاءها لـ(ياهو الجان) من الطواطم والديناصورات ، التي ثبت فشلها وأصبحت خارج الزمن . وهي تدافع بعاطفة ومزاجية عالية ، ودون حياء ، عن قضايا خاسرة ، وبطريقة – عنزة ولو طارت - وبالطبع لا تتردد في توزيع الاتهامات والمؤامرات من كل شكل ولون ، ذات اليمين وذات الشمال ، ولكنها في كل الحالات ، تظل موضع تندر وسخرية ، لعجزها عن ستر عورتها ...... ولا عزاء للمغفلين !


* المقال ضمن سلسلة مقالات بنفس العنوان .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter