|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  21  / 2 / 2016                                 محمد ناجي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



باختصـــــــــــــار ...

أيها المثقف ... كن شجاعا ولا تدفن رأسك في التراب ... كالنعامة !

محمد ناجي
(موقع الناس)

تردد باستمرار ، عند كل أزمة ، أو في كل حالة فشل أو فساد ، مقولات تحول المسؤولية من الطرف/ الشخص المسؤول ، وترميها على عاتق المواطن/الشعب ، الذي لاشك في مسؤوليته ، ولكن نصيبه ليس بقدر الحاكم/صاحب القرار ، والمثقف/رجل الدين ، فهما الأكثر مسؤولية عن كل ما يحدث في البلد من فشل وفساد وخراب . وكما يقول المثل الشعبي : السمجة تجيف من راسهه ! ثم تنتقل الجيفة إلى بقية أنحاء الجسم . وهؤلاء (الحاكم/صاحب السلطة والقرار ، والمثقف /رجل الدين ) يمثلون العقل والمنظومة السياسية والثقافية ، وفي الأنظمة الاستبدادية – وهي السائدة على مر تاريخ العراق – تُشكل تحالف وتبادل مصلحة ومنفعة ، مدح وتعظيم وتسويق مقابل مال وجاه ونفوذ . وهكذا فإن مدح وتقديس الحاكم والتطبيل يبدأ من الأعلى ، من المثقف ورجل الدين ، وينزل إلى رجل الشارع وليس العكس – كما يشيع بخبث مقصود ومدروس من قبل السلاطين ووعاظهم – فيقع رجل الشارع والسذج من مثقفي القطيع في فخ هذه الأكذوبة ، ويبدأ مهرجان التطبيل والردح في الشارع ويتحول إلى عادة وتقليد راسخ .

صفحات تاريخنا وتراثنا مفتوحة لمن يشاء ، ولكن يكفي من يمتلك عقلا حرا وذاكرة سليمة ، أن يعود إلى أيام المقبور صدام ومهرجاناته ، فوقائعها لا تزال طريّة ، وأغلب رموزها لا تزال حيّة ، ليجد الدليل الواضح على صحة ما نكتب في (إبداع) كل المدّاحين والدمبكجية ، أما من يترك هؤلاء ويقدسهم ويبرر لهم ، فلا ننتظر أن يكون له رأي آخر ، رغم أن هذا الموقف بحد ذاته يمثل مفارقة تدعو للسخرية !

والخلاصة ... هؤلاء (السلاطين ووعاظهم ومن يبرر لهم) يتهربون من المسؤولية عما ارتكبوه من جرم بحق المواطن/الشعب والثقافة العراقية بوجهها الإنساني ، حيث مسخوا الإنسان والثقافة ، ويلقون بالمسؤولية على الضحية وهم :

ألقوه في اليم مكتوفا وقالوا له : إياك إياك أن تبتل بالماء !

وبالعراقي الفصيح : خبزه لا تثلمين باكة لا تحلّين ... وأكلي لمّن تشبعين !

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter