|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  12  / 3 / 2009                                 محمد النهر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لماذا دُمِّرَت " حلبچة " ؟ !
ملاحظات شاهد عيان

محمد النهر

تقترب الذكرى السنوية لمأساة حلبچة ، وقبل فترة بدأت محاكمة مسؤولي النظام الدكتاتوري في هذه القضية ، وكالعادة سوف تنبري بعض الاقلام لایجاد تبرير لهذه الجريمة البشعة كل من منطلقه سواءً لتبييض صفحة النظام الدكتاتوري أو لخلفية معاداة الشعب الكردي منطلقين من افكار ومواقف عنصرية متنكرين للحقائق الدامغة والادانة الشاملة لهذه الجريمة من قبل الرأي العام العراقي والعالمي . ولقد ركزت هذه الاقلام وكررت ما قالته سابقاً بان المستهدف بهذه الاسلحة هي القوات الايرانية التي تحاول احتلال الاراضي العراقية ، وكان ذلك يعطي المبرر لاستخدام هذه الأسلحة المحرمة دولياً .

وفات هؤلاء بأن حلبچة ليست المنطقة الأولى التي تحتلها إيران ، فقد احتلت إيران ابتداءً من ( 1982) قضاء الفاو وأجزاء من الشريط الحدودي المحاذي للبصرة والعمارة في جنوب العراق وكذلك مناطق من الشريط الحدودي في كردستان ابتداءً من منطقة هورمان قرب ( بيارة وطويلة ) ومناطق من جبل ( سورين ) تبعد (10 كم ) عن (حلبچة) و مناطق من ( بنجوين و شار با ژیر وجبل قنديل ) و منطقة لولان في المثلث الحدودي العراقي الإيراني التركي ، ولم يستخدم فيها السلاح الكيماوي من قبل النظام الدكتاتوري إلا في الهجوم الكبير قرب العمارة ، و الملاحظة المهمة هنا إن هذه المناطق جميعها مهجرة أي خالية من سكانها .

لقد كنت ضمن أنصار الحزب الشيوعي العراقي قاطع السليمانية و كركوك في منطقة شارباژير كانت مقراتنا في احد الوديان و هي منطقة مهجرة من السكان ، ومن هناك وكذلك من منطقة ( بشدر ) شنت إيران سلسلة هجماتها المسماة ( الفجر ) بين عامي( 1985- 1986) وأربكت وعقّدت وضع الأنصار والبيشمرگة إذ وضعتها بين نارين واضطرتها إلى ترك مقراتها والبحث عن أماكن بديلة و كشفتها أمام الطيران الحربي العراقي في وقت كانت القوات الحكومية تسد علينا الطريق من الجهة الأخرى ، و كانت الهجمات الإيرانية تعتمد على زج أكبر عدد ممكن من المقاتلين ( البازدار ) في الوديان من دون تنسيق أو غطاء جوي وبشكل مكشوف و لهذا كانت هدفاً سهلاً للطيران الحربي العراقي مما أفشل جميع هذه الهجمات من دون تدخل القوات البرية و لم يستخدم النظام الدكتاتوري السلاح الكيماوي لضرب هذه القوات الإيرانية المنعزلة والمتواجدة في أودية جبلية خالية من السكان .

ولكن النظام الدكتاتوري لم يتورع عن استخدام السلاح الكيماوي ( العتاد الخاص ) كما يسميه بكتبه الرسمية ضد المواطنين الأكراد في القرى والريف الكردي في السليمانية و اربيل و بهدينان و قصف مقر الحزب الشيوعي العراقي في بهدينان في أيار 1987 والذي استشهد فيه الرفيقين أبو فؤاد وأبو رزگار وإصابة 120 نصير توفى قسم منهم فيما بعد .

وهذا كتابه الرسمي يفضح ذلك : "كتاب سري للغاية و شخصي و على الفور من مديرية الاستخبارات العسكرية العامة إلى رئاسة أركان الجيش العدد 7371 بتاريخ 31 آذار 1987 " :
إلى / رئاسة أركان الجيش ، الموضوع / استخدام السلاح الخاص ضد ......
ب- مقرات عملاء إيران في حوض قرى( تكية ، بلك جار، سويسنان ، التابعة لناحية قرداغ ).
وفي كتاب آخر توصي بضرب حوض ( باليسان ) والقرى الكائنة قرب الطريق العام ( چوار قرنه – خليفان ) . وعلى أن يكون التنفيذ بواسطة ( القوة الجوية ، طيران الجيش ،المدفعية ) وفي أمر آخر التنفيذ بواسطة ( القوة الجوية ، القاذفات الأنبوبية و والسمتيات ليلا ) .
وحسب هذه الكتب الرسمية فقد نفذت هذه الضربات في حوض باليسان في اربيل ومناطق قرداغ في السليمانية في نيسان 1987 .

في ربيع عام 1987 نزلنا ( مجموعة من أنصار حزبنا ) في قاطع السليمانية وكركوك من جبل قنديل منطقة ( دوله كوگه ) بعد أن أجبرتنا الظروف العسكرية إلى اللجوء إلى هذه المنطقة الوعرة ، نزلنا باتجاه منطقة قرداغ مروراً بسهل باليسان وقد أخذنا احتياطاتنا الضرورية بعد علمنا بضرب سهل باليسان وبعض قرى اربيل بالسلاح الكيماوي ، حيث كانت المنطقة خالية من السكان كلياً بعد أن كانت ريفاً مزدهراً وقرى عامرةً . كانت هناك قرى مهدمة ومحترقة لم يتبقَ منها سوى بعض الماشية والكلاب التي فقدت البصر وانتفخت بطونها بسبب تعرضها للكيماوي .

و بعد أكثر من أسبوع لم نشاهد في المنطقة أي من السكان إلى أن وصلنا إلى منطقة قرداغ ومنها إلى مقر قاطع السليمانية و كركوك لأنصار الحزب الشيوعي قرب قرية (تكية ) . كان الأهالي في قرداغ يعيشون أجواء أخبار ضرب باليسان و بهد ينان بالسلاح الكيماوي والتهديد بضرب قرداغ والإشاعات عن تسميم عيون المياه من قبل عملاء السلطة . ولم يطل بنا الوقت حتى ضُرِبَت سويسنان بالسلاح الكيماوي ، وكعادة الأهالي اتجهوا إلى الملاجئ الخاصة بهم لتقديرهم بان القصف كان سلاحاً عادياً مثل المرات السابقة مما أدى إلى إصابتهم بالعمى المؤقت وآلام في الصدر والرأس ، و استقبلت طبابة قاطع حزبنا أكثر من خمسين حالة فيما استقبلت طبابة الحزب الديمقراطي الكردستاني أعدادا منهم كذلك . وبعدها عممت طبابة قاطع حزبنا على الأهالي المعلومات الخاصة عن التفريق بين السلاح العادي والكيماوي لتجنب الإصابات . وقد عاودت السلطة الفاشية قصف بعض مناطق قرداغ بالسلاح الكيماوي أكثر من مرة ، غير أن الأهالي تمسكوا بقراهم ومزارعهم ومصالحهم مستفيدين من خبرتهم الذاتية لتفادي القصف وما حصلوا عليه من معلومات من أنصار حزبنا وبشمرگة الأحزاب الكردية لتجنب الإصابات بذلك .

إلى أن حل التاريخ المشئوم لقصف حلبچة ، وقبله بأسبوع اشتعلت الجبهة العراقية الإيرانية المحيطة بمدينة حلبچة بقصف مدفعي وصاروخي كثيف ليلاً ونهاراً ، وكانت القوات الإيرانية تقصف من خلال جبل سورين بمحاذاة ناحية خور مال و ناحية سيد صادق و كذلك من المرتفعات المطلة على منطقتي بيارة وطويلة . كان للجيش العراقي فوجان احدهما في معسكر عنب قرب حلبچة والثاني في المدينة بالإضافة إلى الأجهزة العسكرية الأخرى وكذلك الآلاف من الجحوش وبمساندة الطيران . غير أن ذلك لم يوفر الصمود فقد انهارت الجبهة العراقية تماماً عند أول هجوم بري إيراني وانسحبت بشكل غير منظم إلى سهل شهر زور تحت حماية الهيلكوبترات ، وتركت مدينة حلبچة بدون حماية لتدخلها قوات البازدار الإيراني ، وبعد أن تأكدت من خلوها من أي مقاومة أو قوات عراقية خرجت إلى أطرافها .

كنا في منطقة قرداغ نتابع الوضع وكان للفوج السابع ( هورمان ) لأنصار حزبنا الشيوعي مقر وتواجد دائم قرب حلبچة وكان منتسبيه اغلبهم من مدينة حلبچة وريفها وكان يزودنا بالمعلومات عن الوضع أولاً بأول من خلال اللاسلكي وكنا نزود قيادة الأنصار بتلك المعلومات و لأهمية الموضوع طلبت منا قيادة الأنصار أن نعمم تلك المعلومات على قواطع أنصار حزبنا مباشرة ، إلى أن اضطر الفوج السابع إلى الانسحاب بكامل قواه وسلاحه بسلام إلى قرداغ بعد أن اختلط مع القوات الحكومية المنسحبة وكأنهم من (الجحوش) وكانت أي صدفة سيئة بالتعرف على احدهم من القوات الحكومية و الجحوش يعني القضاء عليهم بالكامل .

في صباح اليوم المشؤوم ( 16 – 3 – 1987 ) كان الطيران العراقي الحربي والاستطلاع والهليكوبتر يجوب السماء بشكل محموم وبمستوى منخفض منذ الفجر ، إلى أن ظهرت طائرة ( البلاتوز ) وهي طائرة للمكافحة الزراعية حورها النظام للأغراض العسكرية وهي التي كانت تستخدم لرمي السلاح الكيماوي ، وهذا معروف لسكان الريف خاصة منطقة قرداغ التي شهدت عددا من الضربات الكيماوية ، عندها قدرنا إن ضربة كيماوية ستحصل . وأخذت أنباء الفاجعة تتوالى ، لقد ضربت حلبچة بالكيماوي ، وهذه المرة بسموم تقتل فوراً ، ولهذا استشهد خمسة آلاف مواطن ثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال خلال دقائق قليلة لم تسنح لبعضهم فرصة حتى الوصول إلى باب البيت و الشارع و الصور الموثقة و التي نشرت فيما بعد تؤكد ذلك ، وكذلك أكثر من سبعة آلاف جريح في مدينة لا يزيد سكانها على ( 70 ) ألف نسمة ، أي استشهد أو أُصيب واحد من كل سبعة أشخاص ، و اضطر الباقون من الناجين التوجه إلى إيران كلاجئين . فلماذا هذا التدمير والإبادة لمدينة حلبچة وسكانها ؟

بعضهم ممن يريد أن يزكي النظام الدكتاتوري يقول لان الإيرانيين كانوا لا يزالون في المدينة ، وهذه كذبة مفضوحة لان الطيران الحربي العراقي والهليكوبتر والاستطلاع والذي له السيطرة المطلقة على الجو كان منذ الفجر فوق المدينة وبارتفاع منخفض وهي مدينة صغيرة اغلب بيوتها من طابق واحد وعلى الطراز الشرقي وهذا يعني إن الطيران العراقي ذو الخبرة رصد كل شيء فيها وتأكد من خلوها من الإيرانيين وتأكد من أن الإيرانيين خارجها .

إن سبب هذا التدمير والإبادة هو الحقد على مدينة حلبچة وسكانها من قبل نظام حكم عنصري فاشي ، وسبب هذا الحقد موقف المدينة من هذا النظام . في الانتفاضة الأولى في كردستان (1984) التي شملت مدينة السليمانية وبعض الاقضية والنواحي والمجمعات القسرية لم تساهم مدينة حلبچة في هذه الانتفاضة و السبب تركيز قوات النظام و قوة الجحوش بالإضافة إلى الاقتتال بين الأحزاب الكردية ونتيجة لذلك صعوبة وصول الأنصار و البيشمرگة إلى مدينة حلبچة و ضواحيها ، وبسبب هذا الاقتتال اضطرت العديد من الأحزاب أن تبني مقراتها الرئيسية في جبل سورين صيف 1983 على بعد عدة كيلومترات من حلبچة ، كان هناك مقر قاطع السليمانية و كركوك للحزب الشيوعي و اللجنتان المحليتان للتنظيم المدني في السليمانية وكركوك والفوج التاسع ( السليمانية ) والفوج الخامس عشر ( قرداغ ) بالإضافة إلى الفوج السابع (هورمان) و كذلك قوات هورمان لحدك و قيادتي الحزب الاشتراكي الكردستاني ( حسك ) و الحزب ألاشتراكي الكوردي (باسوك ) .

وركزت هذه الأحزاب و قواتها على المدينة وضواحيها في نشاطها وعلى ريف شهر زور المجاور ، كما كان هناك نشاط لأوك في مناطق أخرى من شهر زور وفي المدينة ، كما كان الأهالي يأتون إلى مصيف وشلال احمد آوى و يلتقون ويحتكون بالأنصار والبيشمرگة . إن هذه النشاطات والاحتكاك بأجواء المدينة وريفها و نشاط التنظيمات الحزبية المدنية لمختلف الأحزاب و الظروف القاسية التي تعيشها جماهير المدينة و الاضطهاد الذي تلاقيه من قبل أجهزة النظام و بوادر التقارب بين الأحزاب الكردية و بين حزبنا و واوك و أمل المصالحة بينهما ، كل هذه الظروف أدت إلى أن تكون مدينة حلبچة هي المبادرة في إشعال انتفاضة الشعب الكردي عام 1986 التي شملت العديد من المدن والمجمعات ، وقد سيطرت الجماهير على المدينة لفترة من الوقت فيما التجأت القوات الحكومية و الجحوش إلى الثكنات العسكرية والمواقع الحكومية المحصنة إلى أن وصلت التعزيزات الحكومية إلى المدينة . وبرغم من قمع الانتفاضة إلا أن القوات الحكومية لم تستطع إلى حين ضرب المدينة بالسلاح الكيماوي من استعادة سيطرتها على المدينة مثل السابق بل كانت المدينة في الليل بيد الأنصار والبيشمرگة تقريبا حيث فتحت عدد من الأحزاب مقرات لها حول المدينة ، وكان للفوج السابع (هورمان ) لأنصار حزبنا مفرزة ليلية دائمة في المدينة و قدم الفوج مسؤوله السياسي الرفيق (يوسف) من أهالي الكوت شهيدا في إحدى الليالي داخل المدينة ، وفي النهار كانت الأجهزة الأمنية و الجحوش يخشون من الانتقام منهم ليلا ولهذا خففوا من قبضتهم على السكان . ولهذا عاقب النظام مدينة حلبچة و سكانها بهذا الشكل البربري و حتى لا يتبين للعالم مدى العداء و الكره الذي يكنه سكان حلبچة للنظام الدكتاتوري بعد أن فقد السيطرة على المدينة و انسحبت قواته منها ، ومن اجل أن يكون مصير المدينة عبرة لغيرها من المدن والقرى الكردية إذا ما فكرت بالتمرد عليه .

لم يفق الناس والعالم من هول صدمة مأساة حلبچة ليبدأ النظام سلسلة هجومات الانفال مستفيداً من تجربة المعارك السابقة مع الانصار والبيشمرگة ، فقد عرف بانه لا يستطيع ان يحقق شيئاً بالهجوم هنا وهناك لذلك قسم كردستان الى اجزاء متسلسلة وبدأ بالجزءالاول من شهرزور الى قرداغ ثم گرميان ومنها الى اجزاء اربيل وبهدينان ليحرق الاخضر واليابس ولتبلغ ضحايا هذه الهجومات المجرمة 180 الف من سكان هذه المناطق . لقد قاوم الانصار والبیشمرگة فی کل مکان وقدموا العدید من الشهداء دفاعا عن السکان مما سمح بتسرب عشرات الالوف الى المدن القریبة . وفي تقديري انه لولا هذه المقاومة البطولية لكان عدد ضحايا الانفالات اكثر من نصف مليون شخص . لقد رافقنا الفوج السابع ( هورمان ) البطل في هذه المهمة القتالية المستمرة الى نهاية الانفال الثالثة في گرميان وانسحابنا الى اربيل وهم يحملون همومهم وقلقهم على عوائلهم ومدينتهم ومن اربيل اتجهوا بقرار الى عوائلهم اي الى المجهول للبحث عن عوائلهم في المخيمات والقرى الكردية في ايران .

بعد نهاية الانفالات في اربيل عدنا الى جبل قنديل ومن هناك وفي ربيع 1989 سنحت لي الفرصة بهوية احد الاحزاب الكردية بزيارة رفاقنا الانصار من الفوج السابع ( هورمان ) و بعض رفاق منظمة مدينة حلبچة للحزب الشيوعي وهم متفرقين مع عوائلهم في مناطق تواجد اللاجئين ، وهناك اطلعت عن كثب على معاناة أهالي حلبچة ومطالبهم وسعيهم لتحقيق هذه المطالب من الجانب الإيراني والدولي وحماية المساعدات التي تصلهم بعد الحملة العالمية والتضامن الدولي معهم ومنع تسربها للسوق الإيراني .

واليوم أصبحت قضية حلبچة ليست فقط قضية كردية أو عراقية بل قضية عالمية تخص أمور الإبادة البشرية ، و تتسع عاماً بعد عام حملة التضامن العالمي مع حلبچة و ضحايا وأهالي حلبچة ، ولكن مما يبعث على الأسف و الحزن إننا نرى و نسمع باحتجاجات أهالي حلبچة المتكررة من الضحايا الذين أصيبوا أو الناجين منهم ومطالباتهم بإنصافهم وتحقيق حقوقهم و عدم تجاهلهم من قبل السلطات المحلية وسلطات إقليم كردستان ، علما إن هذه المطالبات نشأت منذ الأيام الأولى للفاجعة ، إذ برغم نزوح المصابين والناجين إلى إيران بعد القصف الكيماوي مباشرة وبشكل عشوائي إلا إنهم استطاعوا أن يشكلوا وفدا منهم إلى قيادات الأحزاب الكردية في كردستان العراق وكذلك إلى قيادة الحزب الشيوعي العراقي شارحين وضعهم وعارضين مطالبيهم و كذلك شكواهم من بعض الأمور التي حصلت .

إنهم جماهير حلبچة المكتوية بنار الكيماوي و التي فقدت كل شيء ولذلك تجد روح المطالبة بحقوقهم ومطالبهم لا تحدها قيود و لا غرابة باستمرارهم على هذه المطالب لحد الآن آملين أن تجد طريقها إلى التنفيذ .


 


 


 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter