|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  10  / 12 / 2011                                 محمد النهر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اوراق أنصارية

محمد النهر

أتاحت لي ( أوراق أنصارية ) للرفيق النصير جلال رومي ( أحمد عرب ) التي ستصدر قريبا الفرصة أن أكتب هذه المقدمة لها حيث واكبت مسيرة جلال رومي في الأنصار منذ وصوله الى سوريا في بداية شهر تموز 1980 متوجها الى كردستان ولغاية خروجه من كردستان عام 1990 . وتكمن أهمية هذه الأوراق الأنصارية إنها سلطت الضوء على مسألتين مهمتين تخص حركة الأنصار عموما ، الاولى لم يسلط الضوء عليها سابقا حتى في المذكرات الشاملة للرفيق أحمد باني خيلاني ( أبو سرباز ) وهي قرار قيادة قاطع السليمانية وكركوك لأنصار الحزب الشيوعي العراقي إرسال النصير جلال رومي للعمل مع السيد بهاء الدين نوري في فترة إنشقاقه عن الحزب عام 1984 والتي نجح فيها جلال رومي برغم الصعوبات والمخاطر التي رافقت مهمته ، علما إن السيد بهاء الدين نوري تجاهل في مذكراته ذكر التحاق أحمد عرب ( جلال ) به ، وفي الحقيقة إن انشقاق بهاء الدين نوري والتمهيد له عندما كان بهاء الدين لا يزال يعيش بين الأنصار جوبه بعمل تنظيمي وفكري مكثف أدى الى عزلة كبيرة له ، كما إن مراهنة بهاء الدين نوري على بعض الرفاق والأنصار الذين لديهم آراء ومواقف مخالفة لسياسة الحزب أو بعض المواقف الشخصية وتقديره بانهم سيلتحقون به كان خاطئا وأثبت الواقع عدم صحته لأن مواقف بعض الرفاق والأنصار مهما كانت مختلفة مع سياسة الحزب إلا إن مسألة الإنشقاق عن الحزب كانت مرفوضة بشدة من قبلهم ،

وفي الحقيقة يمكن للمتابع أن يقدر مقدار صعوبة العمل الذي جوبه به بهاء الدين نوري في القاطع والذي أدى الى عزلته وهو القيادي المخضرم في الحزب الشيوعي وقائد قاطع السليمانية وكركوك لأنصار الحزب الشيوعي والذي يملك علاقات واسعة وراسخة مع العديد من الرفاق والأنصار وأبناء المنطقة وأحزابها السياسية وتعتبر المنطقة مسقط رأسه ، ولكن حرص الرفاق والأنصار على وحدة الحزب وكذلك مكانة الحزب الشيوعي في المنطقة أدى الى عزلته . والمسألة الثانية التي تسلط ( أوراق أنصارية ) الضوء عليها هي تجربة مفارز الأنصار السرية التي كانت تعمل بالخفاء وهي تجربة غنية وصعبة لم يسلط الضوء عليها بالشكل الكافي سابقا وقد عاش جلال رومي هذه التجربة في قرداغ ودربندخان وكرميان في فترة الاقتتال مع الاتحاد الوطني الكردستاني ( أوك ) حيث التحق بالمفارز السرية للبتاليون 15 في قرداغ ودربندخان وكرميان والتي كان يقودها آمر البتاليون الرفيق حمه رشيد قرداغي والذي تطوع في البقاء في هذه المناطق بعد انسحاب قوات قاطع السليمانية وكركوك للحزب الشيوعي الى شهرزور ومن ثم الى المناطق الحدودية ، واستطاعت هذه المفارز العمل في ظروف غاية في الصعوبة والخطورة حيث إن أوك يملك ليس البشمركة فقط بل له تنظيمات وأصدقاء في جميع هذه المناطق ، هذا بالإضافة إلى مطاردة قوات السلطة والجحوش لرفاقنا الأنصار . واستطاعت هذه المفارز البطولية الصمود والعمل بفضل خبرة وصمود عناصرها وقيادة الرفيق حمه رشيد قرداغي النصير القديم وذو التجربة والخبرة والذي يعرف المنطقة جيدا ويتمتع باحترام وتعاون سكانها . وكذلك عاش جلال رومي تجربة هذه المفارز السرية في أرياف أربيل بعد الأنفالات بعد أن تم حرق الأخضر واليابس واستخدام السلاح الكيمياوي من قبل السلطة الفاشية وإفراغ الريف من سكانه في نهاية الثمانينات وفي الأوراق التالية يأخذنا النصير جلال رومي ( أحمد عرب) الى تفاصيل هذه الأحداث والتجارب .     


 


 


 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter