| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهران موشيخ مهران

 

 

 

السبت 20/11/ 2010

 

اللواء قاسم عطا
كاريزما ربانية بنبوة فريدة في الملف الأمني

د. مهران موشيخ مهران

قبل الدخول في الموضوع الموسوم اعلاه لا بد لي من الاعتراف والاقرار بمنتهى الصدق من ان الشؤون الأمنية و القتالية ليست من أختصاصي، إذ لم يسبق لي وان درست او مارست العلوم العسكرية او الامنية او الاستخباراتية، بل وانني لم اؤدى حتى الخدمة العسكرية الاجبارية لاني دفعت البدل النقدي، على عكس السيد ـ الناطق بأسم عمليات بغداد، اللواء قاسم عطا الذي درس العلوم العسكرية والامنية وتخرج من الكلية العسكرية ضابطا وتدرج في السلك المهني العسكري الى ان ارتقى الى مرتبة لواء في الجيش! ويشغل منذ سنوات منصب الناطق باسم قيادة عمليات بغداد. رغم هذا الفرق الشاسع بيني وبين اللواء قاسم عطا في التكوين والخبرة وامتلاك ناصية المعلومة العسكرية الاكاديمية! ، لي من الدراية والكفائة والقدرة  وهذا هو شان الألاف  المتعلمة من ابناء الشعب العراقي) في مناقشة ودحض معظم التصريحات غير المنطقية التي ترسخت  في ذهنية هذا القائد! ، مسجلا في نفس الوقت ذهولي واعجابي المنقطع النظير للخيال الخصب الذي يمتلكه الرجل  في كشفه للعمليات الارهابية الدموية (حتى قبل حدوثها احيانا !) والتي تقوم بتنفيذها دائما وابدا ـ حسب تأكيدات اللواء قاسم عطا ـ عناصر القاعدة وبدعم من دول الجوار العربي وفلول صدام حسين فقط !… ان خاتمة كل سيناريوهات اللوحة الأمنية التي يعدها السيد اللواء تتوج بالقائه القبض على جميع منفذي العملية خلال ساعات قلائل، احيانا في موقع الحدث وقبل الانتهاء من عملية انقاذ الجرحى من بين الانقاض، براعة بوليسية لا يضاهيها الا قصص اجاثا كريستي وافلام شارلوك هولمز البوليسية. وللاشادة بالقدرات الامنية ـ المخابراتية الجبارة التي يتحلى بها اللواء عطا نستذكرتصريحه ادناه :

بعد دقائق قليلة من احدى الانفجارات الهائلة في 2007 \ 2008 التي اودت بحياة العشرات من القتلى والجرحى … صرح د.علي الدباغ من ان الانفجار احدثته سيارة ملغمة كان يقودها انتحاري ... وبينما اشلاء الضحايا كانت لا تزال متناثرة والذهول يعم وجوه المدنيين اللذين هرعوا للمساعدة، ذكرمصدر عسكري من ان الانفجار احدثته قنبلة ... ثم جاء تصريح اللواء قاسم عطا من معقله، وليس من موقع الحدث، معلنا من ان العملية نفذتها... امرأة! تحمل الجنسية العربية!! ومختلة عقليا !!!. معلومات من هذا القبيل هي معطيات في منتهى السرية ولا يمتلكها سوى المخطط والمشرف على عملية التنفيذ، نتساءل، كيف توصل اللواء قاسم عطا الى هذه الحقيقة خلال دقائق؟! ، اظن أن الجواب واضح .

منذ تولي اللواء قاسم عطا مهمة الناطق باسم عمليات بغداد الى يومنا هذا سقط ،على اثر اغتيالات فردية وتفجيرات القتل الجماعي، عشرات الالاف من الشهداء و الجرحى، ونجم بسببها معوقين وارامل وايتام بمئات الالاف. بعد كل عملية دموية ارهابية يسرع السيد قاسم عطا مشكورا بتقديم موجز رسمي يتضمن شرح حيثيات العملية الدموية وتحديد الجهات التي تقف ورائها ثم يذكر عدد الشهداء والجرحى وعدد الذين القي القبض عليهم مؤكدا بان الجميع اعترفوا بفعلتهم وهم ينتمون الى عناصر القاعدة وسيحالون الى المحكمة لنيل جزائهم العادل، مضيفا بانه سيتم كشف اسمائهم لاحقا بعد الانتهاء من التحقيقات الجارية معهم الان . تصريح يخفف من وطأة ألم الكارثة ويزرع الثقة عند الجماهير بخصوص القدرات العالية لاجهزتنا الامنية وسلامة تركيبتها البشرية وحصانتها المنيعة من الاختراق !. ولكن مع مر الايام والاشهر اتضح للجماهير زيف مضمون وفحوى كل هذه التصريحات، نورد منها للتذكيرفقط حادثة ... اختطاف وقتل حمامة سلام الصحفيين العراقيين الشهيدة اطوار بهجت ، اغتيال نقيب الصحفيين الشهيد التميمي، تفجيرات وزارة الخارجية والمالية ومحافظة بغداد وشهداء مصرف الزوية و...و...و... ورهائن كنيسة سيدة النجاة وما تبعها من بركان انفجار السيارات المفخخة التي اجتاحت كل مناطق بغداد و دم العراقيين يسيل ويسيل

سنتوقف عند مجزرة سيدة النجاة تحديدا في محاكاتنا لفاعلية عمليات بغداد ومناقشة تصريح اللواء قاسم عطا، لان احتلال مبنى مدني (كنيسة) لمدة 6 ــ 7 ساعات واحتجاز المتواجدين في المبنى رهائن وقتل العشرات منهم سابقة خطرة، لا يستثنى تكرارها وربما بسيناريو مغاير. نؤكد للقارئ الكريم بان محاججتنا تستمد مصداقيتها من التصريحات (الموثقة) التي ادلى بها المسئولين عن الملف الامني ونقاشنا يستند الى اقوال شهود هم شقيقتين رهينتين، سقط امام اعينهن شقيقهن شهيدا برصاص المسلحين، وكذلك اقوال والدهم، شاهد عيان واكب من موقع الحدث خارج الكنيسة فصول الجريمة الوحشية منذ الساعة الاولى الى نهايتها في منتصف الليل . لمشاهدة الفيديو

http://kashfun.blogspot.com/2010/11/blog-post_06.html

 اعلن اللواء قاسم عطا في الساعة 22.00 عن انتهاء عملية  تحرير الرهائن واضاف ــ النصوص المكتوبة ادناه باللون الاحمر :

اولا - العدد الاجمالي للمصلين عند اقتحام الارهابيين للكنيسة كان بحدود 25 غير صحيح، اقل التقديرات الموثقة تؤكد ان عدد المصلين لحظة دخول الارهابيين كان يتجاوز ال 200  ان حساب عدد القتلى والجرحى من المصلين اضافة الى عدد المصلين الذين تم تحريرهم والمصلين الذين استطاعوا الهروب في اللحظات الاولى من احتلال الكنيسة يبرهن الفبركة الهزيلة للخبر في محاولة بائسة لطمس الحقائق .

ثانيا -  سقط 7 قتلى و5 جرحى... غير صحيح،  عدد القتلى من المصلين 58 الى جانب الحارسين الاثنين المكلفين بحراسة الكنيسة، اما عدد الجرحى 75 شخصا. يا لبشاعة الكذب والتسويف ، ويا لمرارة الاستخفاف من ارواح الضحايا المصلين و ذويهم .

ثالثا - القي القبض على 5 من منفذي العملية بينهم عربفي حين وزير الدفاع صرح: العملية تمت بنجاح و تم قتل جميع المهاجمين وكلهم عرب .

بناء على ما سبق يستوجب محاسبة و مقاضاة اللواء عطا على النقطتين الاولى والثانية المذكورة اعلاه، انه مطالب بالاعتذار من عوائل وذوي الشهداء والجرحى  امام عدسات التلفزة. إذ يجب عليه، باعتباره ناطق باسم عمليات بغداد، نقل المعلومة والصورة الحقيقية للجرائم الارهابية دون اختزال ارقام الضحايا، والابتعاد عن تقديم صورة مبالغ فيها لقدرات الاجهزة الامنية .

ان النقطة الثالثة من تصريح اللواء قاسم عطا (القي القبض على 5 من منفذي العملية بينهم عرب) يتعارض كليا مع ما صرح به السيد وزير الدفاع قائلا ( العملية تمت بنجاح وتم قتل جميع المهاجمين وكلهم عرب )، ويترتب على هذا التعارض بين التصريحين وتقاطعهما جملة من الاستفهامات والاستفسارات الخطرة. ان المسئولين على الملف الامني في بغداد وعلى رأسهم السيد القائد العام للقوات المسلحة مطالبون بكشف مجمل الحقائق المتعلقة بمذبحة كنيسة السيدة نجاة علنا امام الجماهير... واحالة من يستحق المقاضاة الى محكمة خاصة لينال المتورطين جزائهم العادل .


النمسا في 18 نوفمبر 2010

 

free web counter