| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

الأحد 3/10/ 2010



تشريح الخصية
وتكوين الحيامن
ومشاكلهما الصحية
(القسم الثاني)

د. مزاحم مبارك مال الله

الخصية تتعرض الى عدد من الحالات المَرَضية ومنها الألتهابات، الأورام، الدوالي، ألألتواء وهناك حالة نطلق عليها الخصية المهاجرة ولأهمية"عدم دراية الناس أن أهمال معالجتها ربما يسبب العقم" فسنسلط الضوء عليها.

الخصية المهاجرة (المعلقة):
من واجب الطبيب أو القابلة المأذونة أو حتى الأم أو من معها من ذوي الخبرة أن يفحصوا حديث الولادة بحثاً عن أي تشوه خلقي أو نقص في كل أنحاء جسده وكما يبدو ذلك للناظر.

وعدم وجود الخصية في كيس الصفن هي أحدى الحالات التي يتم العثور عليها أثناء هذا الفحص والكشف.
ففي المراحل الجنينية تتكون الخصية في أعلى البطن تحت الكليتين ملتصقة بالجدار الخلفي للبطن، وبعد أن يكتمل تكوين الخصيتان(تبدأ أو تبدءان)بالنزول من أعلى ألبطن الى أن تصل (أو تصلان) الى كيس الصفن في الأشهر الأخيرة أو قبل الولادة عبر القناة الأربية التي لها فتحتان أحداهما في الداخل والأخرى في الخارج، وغالباً ما تبدأ رحلة النزول هذه بين الشهر الخامس والسادس من عمر الجنين.

هذه الرحلة هي رحلة معقدة تخضع للكثير من العوامل وأهما العامل الهورموني فالرحلة تشمل الخصيتين والأوردة والشرايين الخاصة بهما.
الخصية أو الخصيتان تتوقفان لفترة من الزمن في أسفل البطن قبل أن تتوجهان الى كيس الصفن فهذا التوقف يفسح المجال لنزول البربخ والأنبوب الناقل للسائل المنوي والمصاحب لكل خصية.

الخصيتان أو الخصية المهاجرة (أوالمعلقة) حالة ليست قليلة الحدوث (5%من الأولاد) وفيها لم تتمكن أو تتمكنان من مواصلة الرحلة فتتوقف أو تتوقفان في وسط أو أسفل البطن لأسباب متعددة، ألاّ أن هذه الحالة تحصل عند الأطفال غير مكتملي الأشهر التسع داخل أرحام أمهاتهم، وان خصية معلقة أو مهاجرة واحدة (وغالباً) ما تكون اليمنى هي اكثر من حالات الخصيتين.أن موقع توقف الخصية أو الخصيتين هو أما في داخل البطن أو في القناة الأربية أو خارج القناة عند أعلى الكيس.

أن فراغ كيس الصفن أو فراغ أحد جانبيه هي العلامة الموثوقة الأولى لهذه الحالة ومما يؤسف له أكتشاف الحالة في وقت متأخر بعد حصول المضاعفات، والحالة لاتخلو من الشعور بالألم.

أسبابها:ـ
1. الخصية المتحركة/ التي فيها يكون كيس الصفن خالي من أحدى أو كلتا الخصيتين وهذه الحالة ناتجة عن نشاط العضلة التي تحيبط بالخصية والحبل المنوي مما يؤدي الى رفع الخصية من الكيس الى المنطقة الأربية ويكون ذلك اثناء الجو الحار او بكاء الطفل أو أثناء التعرض الى شدّة خارجية،هذه الحالة تعتمد على (شدّة المسبب) وهي حالة طبيعية لاتحتاج الى علاج فالخصية تكبر ويكبر الكيس فتقل حركتها.
2. خلل هورموني أما لدى الأم أو عند الجنين.
3. عدم أستجابة خصية أو خصيتين لهذه الهورمونات.
4. الفتق المغبني.
5. عدم نزولها (نزولهما) من البطن.
6. أنسداد في القناة الأربية.

المضاعفات :ـ
1. أذا لم تُكتشف الحالة وتعالج مبكراً فالخصية تتعرض للتلف جراء درجة الحرارة الجسمية حيث ليس بأمكانها أن تعيش فيها(راجع القسم الأول)فتفقد قابليتها على تكوين النطف، وبالتالي فالذكر سيعاني من العقم فيما لو كانت الخصيتين معلقتان، أما أذا كانت واحدة فبأمكان الأخرى (السليمة) أن تعوّض.
2. ضمور الخصية أو الخصيتين.
3. الأورام (الحميدة أو الخبيثة).

العلاج:ـ
• حالتان من كل ثلاثة تنزل فيها الخصية طبيعياً.
• أما تلك التي تبقى معلقّة فالعلاج أما بالهورمونات في سن الرابعة من العمر أو بالعملية الجراحية.أن تأخر العلاج الى مابعد هذا العمر يعرض الخصية الى التلف.

مشاكل الحيامن
تبرز مشاكل الحيامن في الغالب الأعم بعد الزواج وتحديداً حينما تصل نتائج تحاليل وفحوصات الزوجة الى نتائج سلبية(أي لاتوجد مشكلة تمنع الحمل لديها)، فيعمد الزوج (وهنا أيضاً نواجه مشكلة رفض عدد غير قليل من الأزواج) الى أجراء تحليل السائل المنوي.
التحليل يجري بعد التوقف عن الجماع لمدة لاتقل عن أربعة أيام على يُجرى التحليل خلال نصف ساعة من الحصول على العينة من الرجل.

هذا التحليل يتضمن الأمور التالية:ـ
1. حجم السائل المنوي (الطبيعي 2 ـ 6 سي سي )/الحجم القليل يشير الى قلة الحيامن، وزيادة الحجم يعني أن الحيامن تسبح بكمية كبيرة من السائل فتكون فرصة الأخصاب ضعيفة أيضاً.
2. فترة محافظته على طبيعته الفيزياوية (حالة اللزوجة)/ سرعة اللزوجة، أي أذا فقد السائل المنوي طبيعته السائلة خلال فترة أقل من نصف ساعة فهذا يعني عدم أستطاعة الحيامن من الوصول الى البويضة وهي فعالة.
3. عدد الحيامن/ أذا تدنى العدد عن 20 مليون حيمن فأحتمالية الأخصاب تكون قليلة،علماً أن الحيمن متناهي الصغر حيث لايتجاوز حجمه (50 مايكرون).
4. نسبة الحيامن المتحركة وشكلها.
5. نسبة الحيامن الفعالة (النشطة).
6. نسبة الحيامن الميتة وغير المتحركة والمشوهة.
7. درجة الحامضية / الحيامن تعيش في أجواء قلوية،أي كلمّا زادت الحامضية كلما تعرضت الحيامن الى التلف.
8. هل يوجد دم مع السائل وهل توجد خلايا ألتهابية.
كل هذه الأمور يجب أن يتم التحري عنها في تحليل السائل المنوي.وبكل تأكيد فأن خصوبة الرجل أو قدرته على أخصاب البويضة ستعتمد على نتائج هذه التحاليل.
 
أمور يجب معرفتها:ـ
أولاً ـ صنّفت منظمة الصحة العالمية حركة الحيامن الى أربعة أنواع:ـ
1. نوع A سريعة للأمام تتحرك بسرعة في خط مستقيم.
2. نوع B بطيئة للأمام وليس بخط مستقيم.
3. نوع C غير متقدمة الحركة،أي الذيل يتحرك ولكن الحيمن في مكانه غير متحرك.
4. نوع D غير متحركة نهائياً.

وبناءً على ذلك فأن النوعين C و D غير صحيان.

ثانياً ـ الحيمن الطبيعي له رأس بيضوي وعنق أو جسم متوسط وكذلك ذيل طويل،وهناك اشكال غير طبيعية غير قادرة على الأخصاب مثل تلك التي لها رأس مدوّر، أو دبوسي، أو كبير جداً أو حيمن له رأسين أو فقدان الذل،وأذا حصلنا على 15% من نسبة مجمل الحيامن الخاضعة للتحليل بشكل طبيعي فأنها قادرة على الأخصاب.
بعض الحقائق:
* متوسط ما يقذفه الرجل 20 مليون حيمن في كل عملية جنسية صحيحة.
* أعداد قليلة جداً لاتتجاوز بضعة آلاف تتمكن من الوصول الى منطة تخصيب البويضة (قناة فالوب).
* الحيمن يعيش في داخل الأعضاء التناسلية الأنثوية 48 ساعة بينما البويضة تبقى 24 ساعة.

وهناك أسباب تكمن وراء النتائج غير الصحية لتحليل السائل المنوي أو تلك التي تؤثر في القدرة الأخصابية للرجل:ـ
1. الأمراض الكروموسومية، أي يوجد خلل في عدد الكروموسومات الجنسية للرجل كما في متلازمة كلينفلتر.
2. أمراض الخصية(المهاجرة، الملتوية،الدوالي،أنسداد الحبل المنوي أو عدم وجوده أصلاً،الأورام)
3. عادات وطرائق حياة الرجل (مثلاً الركوب المستمر للدراجات الهوائية،العمل في الأماكن عالية الحرارة، التعرض للأشعاعات والمواد الكيمياوية السامة،التدخين، الكحول،المخدرات،بعض أدوية الأمراض المزمنة).
4 . الأمراض المنقولة جنسياً.
5. التعرض الى أصابات أو أجراء عمليات جراحية في المنطقة التناسلية.
6. داء السكري غير المنظّم، الأمراض النفسية.
أن الفحوصات الهورمونية (فحص الدم) لا يتم أجراؤها ألاّ أذا كانت نسبة الحيامن متدنية في السائل المنوي.

وكيف نحسب العدد الكلي للحيامن السليمة والتي لها القدرة على الأخصاب:ـ
مثال:ـ
أذا كان العدد الكلي للحيامن 50 مليون،وأن حجم السائل المنوي 3 سي سي،نسبة جيدة الحركة 50% ونسبة ذات الأشكال الطبيعية 50 % فيكون العدد الكلي للحيامن السليمة = 50 × 0.5 × 0.5 × 3 = 37.5 مليون حيمن سليم قادر على الأخصاب.

أن أشكاليات تحليل السائل المنوي يمكن تحديدها بـ:ـ
1. خطأ بتجميع العينة مع تلوث الحاوية المختبرية.
2. وقت طويل بين الحصول على العينة وبين بداية التحلي.
3. الأصابة بمرض خلال ثلاثة أشهر سبقت التحليل خصوصاً أرتفاع الحرارة الحاد.
 
لذا فالتحليل يجب أعادته خلال 3 ـ 6 أشهر خصوصاً وأن الخصية تنتج حيامن جديدة كل 72 يوم.
 

يتبع

 

تشريح الخصية وتكوين الحيامن ومشاكلهما الصحية (القسم الأول)
 

 


 

free web counter