د. مزاحم مبارك ماالله
الأربعاء 29/9/ 2010
تشريح الخصية
وتكوين الحيامن
ومشاكلهما الصحية
(القسم الاول)د. مزاحم مبارك مال الله
الخصية ، عضو التناسل الأول عند الذكور وتوجد خصيتان، كل منهما في أحد جانبي كيس الصفن، بيضاوية الشكل.
والخصية عضو معقد التشريح مؤلفة من 400 فجوة وكل فجوة تحتوي على أنبوبين ملتويين أو أكثر، طول كل أنبوب حوالي 60 سم ، يتحدان ليكونا أنبوباً مستقيماً واحداً ، ثم يتحد كل 6 ـ 12 أنبوب مستقيم لتشكيل ما يعرف بالقناة الناقلة، هذه القنوات التي يبلغ عددها حوالي 20 تدخل الى تركيب يُطلق عله البربخ.
في داخل الخصية توجد فصوص وكل فص مقسم الى فُصيصات، في داخل هذه الفصيصات توجد الأنابيب المنوية وكل أنبوب مكوّن من عدة طبقات من الخلايا.
في داخل هذه الأنابيب توجد ما يُعرف بالأذناب والخلايا الداعمة أضافة الى خلايا متخصصة أخرى تقوم بأفراز هورمون التوتستيرون أضافة الى خلايا النطف الأم التي تكوّن فيما بعد النطف.
الخلايا المنوية تنقسم الى نوعين، الأولية والتي تتحول بالأنقسامات الى ثانوية وتحمل نصف عدد الكروموسومات الموجودة في الأنسان، تنضج هذه الخلايا لتتحول الى الحيامن الناضجة (النطف) لتدخل في الأنابيب المنوية.
والخصية تتكون من عدة تراكيب معقدة وهي من الداخل الى الخارج :1) الغلالة البيضاء، 2) الطبقة الغمدية، 3)الطبقة الليفية العميقة،4) الطبقة المعلقة، 5) الطبقة الليفية السطحية ـ الصفاق ـ ، 6) الطبقة تحت الجلدية (وهي استمرار للنسيج تحت العجان)، 7) طبقة الصفن الليفية، 8) جلد الصفن وهو رقيق مطاط شديد الحساسية.
القنوات المنوية:ـ
تفرز الخصية السائل المنوي الى الخارج عبر أنابيب وقنوات وهي:ـ
1. الأنابيب المستقيمة (في السطور السابقة).
2. الشبكة الخصوية (الناتجة عن أتحاد الأنابيب المستقيمة).
3. البربخ، وهو أنبوب صلب يقع خلف الخصية يفصلها عنه تركيب مبطن في الطبقة الداخلية الحشوية من الطبقة الغمدية، هذا التركيب نطلق عليه (جيب البربخ) والبربخ ملتوي جداً على شكل حلوزون بحيث على وضعه هذا يكون طوله 5 سم في حين أن طوله الحقيقي من غير الألتواء يبلغ 6 أمتار.
4. الأسهر، أنبوب رفيع جداره عضلي صلب، قطره 2 ملم وطوله 40 سم يتوسع في نهايته، يمكن لمسه بالأصبع في اعلى الصفن، ينقل الحيامن من البربخ الى الأحليل. يبدأ الأسهر من البربخ ويسير عبر الصفن فالقناة المغبنية الى الحوض لينتهي بغدة البروستات (تنتج السائل) التي تتحد مع الحويصلة المنوية لتتكون القناة القاذفة.
5. الحويصلة المنوية، وهي خزان الحيامن، وهما حويصلتان كل منهما على جانب الأسهر، الحويصلة تتكون من العنق والجسم والقاعدة، تفرز السائل المنوي.
6. القناتات القاذفتان، تتكونان من أتحاد الأسهر وعنق الحويصلة المنوية، توجدان في داخل البروستات، طول الواحدة 2.5 سم ـ تصبان السائل المنوي المحمل بالحيامن في أحليل البروستات.
وظائف الخصية :ـ
الأولى :ـ أنتاج الحيامن.
الثانية :ـ أفراز هورمون التوستيرون.
تكوين الحيامن :
تتكون الحيامن (النطف) في جميع الأنابيب المنوية أثناء مرحلة البلوغ وتستمر مدى الحياة، تحت تأثير هورمونات المراكز العليا في الدماغ.
الحويصلة المنوية تحتوي على سكر الفركتوز، أينسيتول، أحماض أمينية، وبروستاكلاندين ومواد أخرى.
تقوم الحويصلتان المنويتان بأفراغ كل هذه المحتويات لحظة القذف في العملية الجنسية داخل القناة (القناتين القاذفتين) بعد أن يكون الأسهر قد أفرغ محتوياته.
تتغذى النطف على سكر الفركتوز ثم تقوم البروستات بأفراز سائل حليبي شفاف قاعدي التفاعل (PHأكثر من 7.5) يحتوي على الفايتمينات والكالسيوم لتخفيف لزوجة السائل المنوي .
تكوين النطف :ـ
تتكون النطف تحت تأثير ثلاثة أنواع من الهورمونات ويتطلب تكوين النطف وبقائها حيّة درجات حرارة أقل من حرارة الجسم (34 ـ 35 درجة مئوية ) في حين حرارة جسم الأنسان تبلغ 37,3 درجة مئوية، وهذا التأمين لا يمكن ألاّ في كيس الصفن، علماً أن الحيامن تموت بدرجة حرارة 42 درجة مئوية (كما في حالات الخصية المهاجرة، أرتفاع حرارة الجسم المَرَضية، دوالي الخصيتين أضافة الى العوامل الفيزياوية كالعمل في الأفران والمعامل الحرارية)، والحيامن منذ بدايات تكوينها الى أن تنضج تستغرق 72 ـ 74 يوماً.
تكون الحيامن بعد تكوينها ساكنة ولكن بعد وصولها الى البربخ تبقى 18 ساعة فتصبح حينها قادرة على الحركة وهو ما يُطلق عليه الحيامن الناضجة.
الحيامن تتحرك في وسط حامضيته خفيفة (يتراوح الـ PH بين 6 و6.5)، علماً أن حامضية الأفرازات المهبلية تكون مرتفعة ( PH = 3.5ـ 4 )، وهنا فأفرازات البروستات تعمل على تخفيف حموضة المهبل لأجل توفير الأجواء لأتمام تلقيح البويضة بالحيمن، الحيمن يتحرك داخل الجهاز التناسلي الأنثوي بسرعة 3 ملم / دقيقة.
الحيامن تعيش عند الرجل عدة أسابيع أما بعد قذفها فتعيش لفترة لا تتجاوز الـ 72 ساعة، أما أذا جمّدت الى 100 درجة مئوية تحت الصفر فأنها تبقى حيّة لمدة سنة كاملة.
كمية السائل المنوي المقذوف في المرة الواحدة يتراوح بين 2 ـ 4 سنتمتر مكعب وفي كل سنتمتر مكعب يوجد 100 مليون حيمن.
الحيمن الناضج يتكون من ناحية الشكل من ثلاثة أجزاء، الرأس، العنق والذيل (الذنب)، وتدخل أهمية تكامل شكل الحيامن في البحث عن أسباب عدم القدرة على التلقيح، وخصوصاً الذيل الذي يُحرك الحيمن، فأن قدرة الحيامن على الحركة تُعدُّ ذات أهمية بالغة لهذه الأسباب.
أذاً، 1) عدد 2) شكل و3) حركة الحيامن هي العوامل الثلاث التي يجب أن نبحث عنها في حالة عدم القدرة على الأخصاب.
ـ يتبع ـ