د. مزاحم مبارك ماالله
السبت 28/4/ 2012
أمراض تنقلها الأطعمة والمياه الملوثة
(4)د. مزاحم مبارك مال الله
التسمم الغذائي:حالة طارئة جداً تستوجب نقل المصاب أو المصابين الى المستشفى.
أحدى أهم الحالات التي يسببها الطعام و/أو الشراب هي التسمم الغذائي، والذي ممكن أن يكون نتيجة تلوث جرثومي(بكتريا ،فطريات ،خمائر ،فايروسات)وممكن أن يكون نتيجة تلوث غير جرثومي (مواد كيمياوية أو أشعاعية)، علماً أن التسمم البكتيري يشكل 80% من حالات التسمم الغذائي حيث أستطاع العلماء حصر 12 نوع من أنواع البكتيريا المسببة لهذه الحالة، ولاحظ العلماء أن بكتيريا السالمونيلا هي أكثر الأنواع المسببة للتسمم البكتيري حيث يوجد (2000) ألفي صنف منها وتتواجد في مياه الصرف الصحي، مياه الأنهار ومياه البحار، موجودة في خزانات المياه البيتية وفي الأماكن المزدحمة كالسجون والمعتقلات والمستشفيات والثكنات العسكرية، كما أن المطاعم وعربات بيع الأشربة والأطعمة هي مرتع لهذه البكتيريا ، علماً ان البيض والحليب ومشتقاته ولحوم الدواجن وباقي الحيوانات الداجنة هي حواضن لهذه البكتريا وتكون سبباً في الأصابة أو نقل العدوى فيما لو لم يتم طهيها بشكل جيد. ومن خلال الدراسات الأحصائية ظهر ان الأطفال الأقل من عمر سنة والكبار الأكثر من 60 عاماً هم الأكثر عرضة لحالات التسمم الغذائي البكتيري.
والتسمم الغذائي هو حالة مرضية مفاجئة تظهر أعراضها خلال فترة زمنية قصيرة على شخص أو عدة أشخاص،وأسبابه:ـ
1. الميكروبات، أو سموم الميكروبات أو بكليهما.
2. الملوثات الكيمياوية (كتلوث الغذاء بمبيدات الحشرات، أو التسمم بمعادن ثقيلة كالزئبق والرصاص).
3. مواد سامة بطبيعتها.
الشك بتشخيص التسمم يمكنا ن يكون من خلال التقيؤ، الأسهال(وأحياناُ دموي)، آلام بطن مبرحة، بعض الحالات تظهر على شكل شلل في الجهاز العصبي، وبعضها يصاحبها ارتفاع بدرجة الحرارة، وفي بعض الحالات الأخرى يحصل تسارع بضربات القلب مع ضيق النَفس وصداع شديد.
التسمم الغذائي يختلف عن عدوى الألتهابات في الجهاز الهضمي، فالتسمم يحصل نتيجة السم أما العدوى فتحصل نتيجة مهاجمة الميكروبات للأغشية المخاطية الخاصة بالأمعاء فتحدث أضراراً تتفاوت بشدتها، ومن المهم جداً ان نفرّق بين التسمم الغذائي وبين الوباء، فالتسمم آني والسبب على الأغلب يكون معلوماً من خلال تناول نفس الأكل أو شرب نفس السائل، أما الوباء فهو مرض ينتشر بين الناس بطرائق مختلفة وله مقدمات فلايحصل دون ظروف أو أعراض مسبقّة.
أنواع التسمم:ـ
أولاً ـ التسمم الميكروبي:ـ
1. تناول غذاء أو شرب ماء يحتوي على أعداد كبيرة من الميكروبات تفوق طاقة الجسم المناعية ، كما يحصل دوماً في بكتريا السالمونيلا.
2. بعض أنواع الأصابة يحصل جراء السموم التي تفرزها الجراثيم(وليس بسبب الجراثيم نفسها) حينما تتكاثر في المواد الغذائية/ وهذا غالباً ما يحصل في المعلبات، فتبدو العلبة منتفخة، أو حين فتحها تفوح منها رائحة كريهة.
3. عن طريق تكاثر الميكروبات في داخل الأمعاء فتفرز سمومها، وهذا النوع يحصل جراء تلوث لحوم الدجاج والأغنام وكذلك الخضار والتوابل.
ثانياً ـ التسمم الكيمياوي:ـ
1. التسمم بالمعادن :كما يحصل في عصائر الفاكهة المعبأة في عبوات بلاستيكية والمواد السامة هي الكادميوم، القصدير،الزنك والرصاص .
2. التسمم بالمبيدات: حينما يتم رش حقول الخضروات والفاكهة ويتم تناولها دون غسلها بشكل جيد، كما أن هذا التلوث يمكن أن يحدث داخل البيوت نتيجة سوء استخدام هذه المبيدات.
3. التسمم بالمواد الكيمياوية وخصوصاً المنظفات والمعقمات جراء الأستخدام الخاطئ.
4. التسمم بالمواد الحافظة والمطيبات حينما تضاف الى المواد الغذائية الجاهزة وخصوصاً المكيّسة والمعلبة.
ثالثاً ـ التسمم الغذائي المباشر:ـ
1. التسمم عن طريق الأسماك ـ أما بسبب المواد الكيمياوية المستخدمة في أصطياد الأسماك أو بسبب من الطبيعة السمية لتلك الأسماك، علماً ان هناك أنواع من الأسماك تتأثر مباشرة بالكاز أو النفط فتدخل أجسامها مباشرة(أثناء أصطيادها أو نقلها) كالشبوط والجري.
2. نباتات فيها سموم ـ القرنابيط والسبيناغ وفول الصويا تحتوي على مواد سامة في حالة عدم طبخها فتمنع أمتصاص اليود من قبل الجسم لتنتهي بقصور الغدة الدرقية.كذلك هناك نوع من الأفطر يكون سام جداً.
أجراءات يمكن أتباعها تمنع حصول التسمم الغذائي:ـ
1. الأهتمام والعناية المتميزة بنظافة اليدين.
2. تناول الأطعمة الطازجة أفضل من الجاهزة والمعلبة وكذلك من تلك التي تم أعدادها قبل يوم.
3. عدم تناول أي طعام مشكوك فيه سواء من ناحية الحفظ أو اللون أو الرائحة.
4. الأهتمام بحفظ الطعام بالثلاجات في الأجواء الحارة، أضافة الى عدم تخزين كميات من اللحوم في المجمدات.
5. الأمتناع قدر المستطاع عن تناول طعام الأسواق والمطاعم.
6. تحاشي أقتناء المواد الغذائية الجاهزة حتى وأن كانت غير نافذة الصلاحية فظروف تخزينها وحفظها ربما تكون سبب فب فسادها.
7. أبعاد الأطفال عن تناول الحلويات وغيرها ذات الألوان.
8. هناك أطعمة يظهر فسادها حين تحضيرها كالحليب أو البيض.
9. عدم أقتناء المعلبات المطعوجة أو المنتفخة، أضافة الى انه من الضروري تفريغ كل محتويات العلبة حين فتحها وعدم أبقاء ما يبقى منها في العلبة.
الزحار (البكتيري) الديزنتري
حالة مرضية حادة جداً تسببها نوع من البكتيريا أطلق عليها في عام 1950 تسمية (شيكالا أو شيغالا)تقديراً للعالم الياباني الكبير(كايوشي شيغالا)الذي أكتشف هذه السلالة من البكتيريا العدوانية، الأحصاءات تشير الى أصابة أكثر من 140 مليون أنسان سنوياً جرائها وأن عدد الوفيات ليس بالقليل خصوصاً بين الأطفال.
تكثر هذه البكتريا في الصيف وفي ظروف الكوارث الطبيعية، وفي التجمعات السكانية بما فيها رياض الأطفال والمدارس والمستشفيات وغيرها.
الأنسان هو العائل وناقل هذه البكتريا والتي تقسم الى أربعة أصناف، المصدر الرئيس للعدوى هو ماء الشرب الملوث والخضروات الورقية كالمعدنوس والخس، كما أن الأيادي الملوثة والحشرات تسهم بشكل مباشر بنقل هذه البكتريا التي تمتاز ببقائها حيّة ولمدة أسابيع في مياه الشرب غير المعالجة وكذلك في الأغذية الطازجة ومناشف الأيدي.
تصل العصيات الى الأمعاء فتتكاثر خلال 24 ـ 48 ساعة وبعدها تبدأ بأفراز سمومها فتؤثر على بطانة الأمعاء الدقيقة والغليضة، يعاني المريض من أسهال مائي ـ دموي ـ قيحي/ الأسهال بسبب فقدان بطانة الأمعاء لوظيفة الأمتصاص، الدم بسبب التقرحات الحاصلة جراء السم، أما القيح فسببه الألتهاب الحاد الذي حصل. كما يعاني المريض من أرتفاع بسيط بدرجة الحرارة ،ومغص معوي وغثيان، أما في الحالات الأصعب فأن البكتيريا تخترق جدار الأمعاء وخصوصاً عند الأطفال مسببةً التسمم الدموي الخطير،أن أستمرار الأسهال يؤدي الى الجفاف وحموضة الدم مما يعني أن حياة المصاب في خطر حقيقي.هناك نوع من هذه البكتيريا تفرز نوعين من السم أحدهما يؤثر على الجهاز الهضمي والأخر على الجهاز الصبي الذي يؤدي الى التشنجات العصبية الحادة.
ـ يتبع ـ
أمراض تنقلها الأطعمة والمياه الملوثة (3)
أمراض تنقلها الأطعمة والمياه الملوثة (2)
أمراض تنقلها الأطعمة والمياه الملوثة (1)