| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

                                                                                     الثلاثاء 10/4/ 2012



أمراض تنقلها الأطعمة والمياه الملوثة
(2)

 د. مزاحم مبارك مال الله  

في هذه الحلقة سنتناول الأمراض التي تنقلها الأطعمة والأشربة الملوثة وبأختصار:ـ

الأمراض الفايروسية:ـ

ألتهاب الكبد الفايروسي:

أكتشف العلماء عدد من الفايروسات التي تصيب الكبد، وبعضها ينتقل عن طريق الماء والطعام الملوث ،وأهمها نوعا ألتهاب الكبد الفايروسي A وألتهاب الكبد الفايروسي نوع E

·      ألتهاب الكبد نوع Aالفيروس هو من نوع HAV

مرض سار واسع الأنتشار يشكّل 20 ـ 25 % من حالات ألتهاب الكبد الفيروسي، ولكن هذه النسبة قد تدنت الى أدنى مستوياتها في الدول التي طوّرت وحسّنت ظروفها الأجتماعية والصحية. أكتشف في 1973 ،يبلغ قطر الفيروس 27 نانوميتر(والنانوميتر = جزء واحد من مليون جزء من المليمتر)، وهو من الفيروسات المعوية ويحتوي على الحامض النووي (أر أن أي)، مقاوم للحرارة والمطهرات الأعتيادية كالأيثر والكحول والحوامض ألاّ أنه يفقد فعاليته بالفورمالين والقاصر.

ينتقل الفيروس عن طريق الفم بواسطة السوائل والغذاء الملوث به، هذه الفيروسات تطرح بخروج المصاب،لذا ننصح بضرورة أستخدام المعقمات والمطهرات في المرافق الصحية لبيت المصاب، وأيضاً ننصح بضرورة أن تكون للمصاب أدوات تناول الطعام الخاصة به(من صحون وملاعق وغير ذلك).

تتراوح فترة حضانة المرض بين 15 و50 يوماً، ويبدأ طرح الفيروس في براز المصاب بأسبوع أو أسبوعين قبل ظهور الأعراض، وتنخفض قوة العدوى بعد أسبوعين من ظهور الأعراض. الأعراض السريرية للمرض مشابهة لأعراض الأنفلونزا(الحمى الفجائية، غثيان،ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن)، بعد ذلك يكون لون الأدرار قاتم والبراز فاتح اللون، مع أصفرار بياض العينين وأحياناً أصفرار الجلد. المرض  أما يكون بلا أعراض خصوصاً بين الأطفال أو خفيف لمدة أسبوع ـ أسبوعين، ونادراً ما يكون شديد يستمر عدة أشهر، و تزداد شدة  المرض كلما كان المصاب متقدماً بالعمر، يكتسب المصاب الشفاء التام بعد الأصابة مع المناعة التامة ضده. يتم أكتشاف نوع الأصابة مختبرياً، لايوجد علاج خاص للمصابين وأنما نوصي بالراحة وتناول الطعام الخالي من الدهون والبهارات، ينصح بالخضروات الطازجة.

·      ألتهاب الكبد نوع E الفيروس هو من نوع  HEV

كان يطلق عليه نوع لاأي ولا بي المعوي، يحصل المرض على شكل أصابات متفرقة أو على شكل موجات وبائية بعد الكوارث الطبيعية كالفياضانات والزلازل والحروب ،كما وجد في السياح الذين يزورون المناطق التي يتوطن فيها هذا النوع من الفيروسات.

هو من نوع الحامض النووي(أر أن أي)،ينتقل الفيروس عن طريق الأطعمة والأشربة الملوثة خصوصاً تلك التي تتلوث بمياه الصرف الصحي، هناك بحوث تقول بأمكانية أنتقاله من بعض الحيوانات كالماشية.

فترة حضانة المرض تتراوح بين 2 ـ 6 أسابيع ويعدّ المرض معدٍ طيلة ايام الحضانة وخلال الأيام الأولى من الأصابة وبعدها يكتسب المريض الشفاء التام ولاتوجد حالة مزمنة في هذا النوع. لاحظ العلماء وجود الفيروس في براز المصاب قبل أسبوعين من ظهور الأعراض وكذلك بعد حوالي شهرين من بدأ الأصابة.

أعراضه تشبه أعراض نمط (أي) ولكنها تحدث في سن الشباب أكثر من الأطفال الذين يصابون بنمط (أي). كما تم تسجيل أصابة الحوامل بهذا النوع من الفيروس خلال الأشهر الأخيرة تؤدي الى مقتل الجنين بنسة 20% من المصابات.

يتم تشخيص المرض مختبرياً، لايوجد علاج قاطع بالوقت الحاضر ولكن علاجات تكميلية أضافة الى ضرورة أدخال الحامل المصابة الى المستشفى والأهتمام بها بشكل خاص.

الفايروس الدوار

كان الأطباء وعلى مدار السنة وخصوصاً في أوقات تقلبات المناخ من أرتفاع وأنخفاض درجات الحرارة يلاحظون حصول موجات من أصابات الأسهال لدى الأطفال وخصوصاً دون سن الخامسة من العمر،وبقيت أبحاثهم مستمرة حيث سادت الحيرة كثير من العلماء لمعرفة السبب خصوصاً وأن هؤلاء المصابين بالأسهال لايوجد أي دليل على أصابتهم بالكوليرا أو السلمونيلا أو الشيكلا وغيرها، الى أن جاء عام 1973حيث توصلت عالمة الأحياء المجهرية البروفسورة الأسترالية(بيشوب)الى أكتشاف مسبب هذه الحالة المرضية وأطلقت عليه أسم الفايروس الدوار أو(روتا فايروس)كونه يشبه العجلة(روتا ـ كلمة لاتينية تعني عجلة)، وقد تم أكتشاف هذا الفايروس في بطانة الأمعاء.

فايروس"روتا" واسع الأنتشار في كل أرجاء العالم، وهو من الفايروسات القوية لايتأثر بالضوء أو الحرارة، لذا يبقى حياً ملتصقاً على السطوح والألعاب لمدة حوالي عشرة أيام.

تزداد نسبة موت الأطفال جراءه في البلدان التي تعاني من ظروف بيئية وصحية متخلفة وكذلك تزداد هذه النسبة طردياً مع هبوط مستوى الوعي الصحي أضافة الى محدودية الخدمات الصحية الواجب تقديمها على شكل طوارئ. ينتقل بالعدوى من خلال تناول الأطعمة والأشربة الملوثة وكذلك بواسطة الأواني والأيدي الملوثة به(وتعد أيدي الأمهات أحد أدوات أنتشار المرض من طفل الى أخر)، مسبباً ما يُعرف بـ "النزلة المعوية". الفايروس يصيب الكبار والصغار ولكنه هو المسبب لـ 95% من حالات الأسهال للفئة العمرية بين سنتين وخمسة سنوات، وكذلك يصيب الأطفال بعمر ستة أشهر وأقل.

فترة حضانة المرض(وهي الفترة الزمنية المحصورة بين الأصابة وبين ظهور أعراض وعلامات المرض)48 ساعة له أنجذاب شديد جداً الى النسيج الخلوي لبطانة الأمعاء فيسبب هبوط قدرتها الأمتصاصية مفضياً الى أسهال مائي(يبدأ بسيط ثم يتسارع)،تقيؤ، أرتفاع بدرجة الحرارة، مغص معوي حاد، وبأستمرار الأسهال فأن الطفل سيفقد السوائل والأملاح والتي تسبب الجفاف حيث يتوفى بسببه 10 ـ 20 % من الأطفال الذين يصابون بالجفاف وبدرجات متفاوتة.

أن أكثر الأطفال عرضةً للخطورة هم من عمر 6 ـ 24 شهراً كون خلال هذا العمر يبدأ الطفل بالزحف والمشي والتسنين أضافة الى فضوله بتناول أي شئ ليضعه بفمه.

ونتيجة للحملة الدولية التي قادتها منظمة الصحة العالمية فقد تمكن الأطباء من أنقاذ حياة ملايين الأطفال ولازالوا من خلال تعويض السوائل المفقودة أضافة الى التوعية الصحية.تمكن العلماء من أنتاج لقاح ضد هذا الفايروس ليعطي المناعة للطفل وبالتالي تقليل الخسائر والجهود والضحايا.

ملاحظة مهمة:ـ من أسوأ التصرفات التي ينتهجها الكثير هو أعطاء المضادات الحياتية وغيرها من العلاجات للأطفال الذين يُصابون بالأسهال، في حين أن علاج الأصابة بروتا فايروس هو تعويض السوائل سواء الوريدية أو الفموية + الأستمرار بالرضاعة الطبيعية وعدم أستخدام أي علاج لأنه سيسئ الحالة بل يغدو الطفل حقلاً لأجراء تجارب الأدوية عليه.

شلل الأطفال

فايروس شلل الأطفال كان منتشراً بشكل واسع جداً في كل أنحاء العالم، ألآّ أنه وبعد أكتشاف اللقاح للأطفال دون الخامسة، فقد أنخفضت نسبة الأصابات بحدود 99%. الفايروس يصيب الأطفال مسبباً أما الموت نتيجة شلل الجهاز التنفسي أو أعاقة دائمية نتيجة شلل الأعصاب الحركية للأطراف السفلى.

شلل الأطفال شديد العدوى حيث يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن، ألاّ أن فترة حضانته من 4 الى 14 يوم. يدخل الفيروس جسم الانسان عبر الفم وكذلك الأنف ويتكاثر في الأمعاء، وتعد فضلات الانسان أفضل وسيلة لأنتشاره.

أعراض وعلامات المرض

عند الاصابة بهذا الفيروس توجد ثلاث احتمالات لمراحل المرض وهي تختلف تبعاً لمناعة الطفل المصاب:

  • الحالة الأولى، قد يصل الفيروس إلى الحنجرة فقط ويتوقف هناك ولا تظهر أي أعراض وذلك بسبب مناعة الطفل الطبيعية أو بسبب إصابة الطفل سابقا ً فأصبحت لديه مناعة أو أن الطفل ملقح باللقاح المضاد للمرض.في هذه الحالة، لاتظهر على الطفل المصاب أي علامات مرضية ويكون حامل للفيروس فقط.
  • الحالة الثانية، قد يتجاوز الفيروس الحنجرة ويصل إلى الجهاز الهضمى ومنه إلى الدم وهنا سيواجه  الأجسام المضادة التي تكونت بعد دخوله إلى الدم.في هذه الحالة، تظهر على المصاب بعض العلامات والأعراض تتمثل في ارتفاع الحرارة والقيء وتصلب عضلات الرقبة والظهر. تختفي هذه الأعراض بعد عدة أيام بلا أي أضرار آخرى.
  • في الحالة الثالثة، وهي الأشد خطورة، يتسلل الفيروس إلى الجهاز العصبي فيصيب الخلايا الحركية في النخاع الشوكي بالتلف، وفي هذه الحالة يُـصاب الطفل بشلل في الأطراف السفلى.تظهر على المصاب بعد إصابة الجهاز العصبي بعض الأعراض وتتمثل في ارتفاع درجة الحرارة والصداع مع وجود آلام عامة، غثيان وقيء، وقد يعاني من تشنج العضلات، يعقب ذلك مرحلة الشلل. تستمر الأعراض العامة للمرض لمدة ثلاث أسابيع تقريبا ً ، تختفي بعدها تاركة الإعاقة الدائمة للطفل في هذه الحالة.

ـ يتبع ـ

 

أمراض تنقلها الأطعمة والمياه الملوثة (1)

 

 

free web counter