| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

الأربعاء 26/1/ 2011



ألتهاب الكبد الفايروسي
مرضٌ معدٍ (2)

أعداد / د. مزاحم مبارك مال الله

في القسم الأول تناولنا بأيجاز أنواع ألتهاب الكبد الفيروسي وقد وصفنا الصورة المرضية والتي يبدو أهم المشتركات هي :ـ

1. أن كل الأنواع لها فترة حضانة ليست قصيرة.

2. أن كل الأنواع تكون معدية قبل وبعد ظهور الأعراض والعلامات.

3. أهم علامة في الصورة المرضية الحادة هو أصفرار كرة  العين (اليرقان)، ولابد من معرفة أن أصفرار العين هو ليس خاص بالعين ذاتها وأنما الصفار موجود في كل أنحاء الجسم ولكنه يظهر في كرة العين لأنها بيضاء اللون وأن المادة الصفرار شديدة الأنجذاب لنسيج كرة العين، وبالتالي فهو سريع الظهور في العين ولكن لاننسى أن كل أنسجة واعضاء الجسم الأخرة قد وصلت أليها المادة الصفراء. 

4. الأصفرار ناتج عن المادة الصفراء التي تنتجها خلايا الكبد وتتمركز عبر قنوات معينة في كيس الصفراء والموجود في الوجه الخلفي الباطني للكبد،( طبعاً فائدة المادة الصفراء هي لأذابة الدهون).

5. ففي حالة تمرض الكبد (بألتهاب الكبد الفيروسي مثلاً) فأن نسبة المادة الصفراء ترتفع في الدم.

6. اليرقان الذي يحصل للأطفال حديثي الولادة (الغالب الأعم)هو ليس مَرَضي وأنما نطلق عليه اليرقان الفسيولوجي أو الطبيعي والسبب هو عدم أكتمال نمو الكبد الى ما  بعد الولادة وحينما يبدأ الوليد بالأعتماد على نفسه بالتغذية ( كان الغذاء يأتيه جاهزاً في الرحم قبل الولادة عبر الحبل السري) ولكن الحبل السري الأن أنقطع فتغذيته ستكون مستقلة ، أستقلال الوليد بالتغذية يجعل عملية التمثيل الغذائي بها بعض المشاكل منها ظهور المادة الصفراء والتي غالباً ما تزول بعد أسبوع أو عشرة أيام.

7. يجب أن نعرف أن نسبة المادة الصفراء في الدم ( سواء للكبار أو للصغار) يجب أن لاتتجاوز 1ملغم في 100 سي سي.

طرائق الوقاية من أنواع الكبد الفيروسي:ـ

أولاً ـ نوع  أي

1. رفع مستوى الوعي الصحي لعموم المجتمع والتركيز على النظافة الشخصية والتخلص الصحي من الفضلات والعناية بصحة ما يتناوله الأنسان من طعام.

2. توفير مياه صالحة للشرب.

3. التصريف الصحي ومعالجة الفضلات بصورة علمية صحية .

4. تلقيح الذين يقعون ضمن دائرة الخطورة.

5. الأهتمام الوقائي بالملامسين.

6. تطبيق الأحتياطات المطلوبة بعزل أدوات المريض الشخصية سواء أدوات تناول الطعام أو شرب السوائل وكذلك أستخدام المعقمات والمطهرات في المرافق الصحية.

ثانياً ـ نوع  بي

هذا النوع هو أصعب من النوع الأول لذا يتوجب زيادة الأهتمام بالأجراءات الوقائية ومنها:ـ

1.التاكد من خلو الدم الممنوح للمريض(الذي يحتاج الدم لأي سبب)، من الفيروس ( بي)

2.  استخدام السرنجات النبيذة ، والأهتمام المشدد بتعقيم المواد الجراحية مهما كان نوعها سواء التي تستخحدم في العمليات الكبرى أو الصغرى ، عند الأطباء وأطباء الأسنان وحتى تلك التي بحوزة ذوي المهن الطبية والصحية والقابلات المأذونات والختانين.  

3. ثبت ان من أدوات نقل ألتهاب الكبد الفيروسي (بي) هي تلك المستخدمة بالحجامة، الحلاقة، الوشم، وثقب الأذن.

4. أجراء التحريات والفحوصات اللازمة لمجاميع الأختطار( أي المعرضين لخطر الأصابة بالمرض).

5. أعطاء المصل المناعي خلال 24 ـ 48 ساعة في حالات حدوث جروح طارئة أو وخز مفاجئ بأدوات ملوثة بالدم أو سوائل تحتوي على الفيروس، وكذلك للأطفال حديثي الولادة لأمهات حاملات الفيروس.

6. أعطاء اللقاح الخاص بهذا الفيروس والذي تصل درجة التحصين فيه الى 95%.

ثالثا ًـ نوع سي

طريقة انتقال هذا الفيروس كما بيّنا في القسم الأول هو الدم ومشتقاته وكذلك الأدوات الجراحية ، لذا فأن الأجراءات المستخدمة في الوقاية من النوع (بي) تنطبق على هذا النوع أيضاً. ويعد الأهتمام الكلي بالرصد الوبائي أمر في غاية الأهمية لهذا النوع كون مضاعفاته تنظهر في وقت لاحق.

رابعاً ـ نوع دي

ولكون وجود هذا النوع من الفيروسات يتزامن مع نوع (بي) لذا فأن الأجراءات الوقائية التي نستخدمها في نوع (بي) تنطبق عليه كذلك .

Eخامساً ـ نوع

أن الأجراءات الوقائية لألتهاب الكبد نوع (أي) هي نفسها بالنسبة لهذا النوع وتشمل تحسين الظروف البيئية والصحية للمجتمع ورفع مستوى النظافة العامة والشخصية.

سادساً ـ نوع جي

وتدخل ضمن الأجراءات المتخذة مع فايروسي(بي وسي).

نظرة عامة عن الاصابات في العراق :ـ

في أحصائية متوفرة بين يدينا لأحدى دوائر الصحة العراقية والخاصة

،  للأعوام  2008  ،2009 2010 ، A , B , C , E بألتهاب الكبد الفيروسي

 تشير الى أرتفاع الأعداد ،

 هو الأعلى من بين هذه الأنماط ،وهذا له دلالاته الوبائية:  A وأن النمط 

أولا ـ أن التفسير المنطقي لزيادة رصد هذه الأعداد هو أن الجهات المختصة جادة في عملية الكشف والبحث عن هذه الفيروسات وتصنيف أنماطها ، صحيح أنها لم ترتقِ الى ماهو مطلوب ولكن قياساً للسنوات السابقة لم يكن هذا التشخيص المختبري متوفر وبهذا السياق.

ثانياً ـ أن الأنماط المختلفة لألتهاب الكبد الفيروسي موجودة جميعها في العراق وبأعداد غير معلومة لحد الأن والاسباب هي :ـ

1. قلة وعي الناس ومحدودية معلوماتهم عن هذا المرض.

2. عدم وجود رصد وبائي دقيق، فالواقع البيئي والصحي للعراقيين يُعدّ واقعاً مثالياً لأنتشار أنواع ألتهاب الكبد الفيروسي والمتمثلة بتلوث المياه والتدني بمستوى نظافة الأطعمة وآهليتها للأستهلاك البشري ، أضافة الى الأكتظاظ السكاني جراء الفقر والذي يساعد بشكل مباشر على اصابة الملامسين بالمرض وسرعة وتوسع أنتشاره.

3. لازال اللقاح بعيد عن كل شرائح المجتمع رغم التحسن الملموس(على محدوديته) في السنوات القليلة الماضية بأعتماد تلقيح  الأطفال مع الجدول العام للتلقيحات.

والمهم بالموضوع هو متابعة الحالات المزمنة من ألتهاب الكبد الفيروسي والتي تشكل

(سي) الحجر الأساس لدراسة تطور الحالات وخصوصاً في نوع       

وهذا ما نطالب به الجهات الصحية والبحثية للأهتمام به، وهذا يعني من الناحية العملية انشاء المركز الوطني لبحوث ومتابعة التهاب الكبد الفيروسي بل ودعمه وتوسيع نشاطاته. 




ألتهاب الكبد الفايروسي مرضٌ معدٍ (1)
 

 


 

free web counter