|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  14  / 6 / 2015                             د. مزاحم مبارك مال الله                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

سرطان عنق الرحِم
طرائق التشخيص والعلاج وأساليب الوقاية

د. مزاحم مبارك مال الله

عنق الرحم هو الجزء السفلي من الرحم الذي يوصل الرحم بالمهبل، وهو كأي جزء في الجهاز التناسلي الأنثوي، يصاب بالكثير من الأمراض، ولكن سرطان عنق الرحم يعد واحد من الأورام المنتشرة، ولكنه سريع التشخيص والعلاج، يبدأ على الأغلب في الفئة العمرية20 – 30 سنة، ولكنه يظهر بعمر 45 – 55 سنة، علماً أنه  من الأمراض الخبيثة ويحتل المرتبة الثانية من حيث السرطانات المنتشرة بين النساء.

ينشأ في البداية كتغيرات في النسيج الذي يبطن عنق الرحم وطوره الأول يبدأ على شكل تورمات (غير متسرطنة)، ثم يمر بمرحلة (تستمر 5-10 سنوات) وتعرف بالسرطان ما قبل الأنتشار.

السرطان المنتشر حينما يغزو الطبقات العميقة من أنسجة عمق الرحم وربما يجتاح مواقع أخرى.

الأسباب:

أولاًـ أكتشف العلماء أن الأصابة (بفايروس الورم الحُليمي البشري) HPV هو السبب الرئيس في حصول المرض، والفايروس الحُليمي هذا كروي الشكل، ليس له غلاف ولكنه يحتوي على الحامض النووي DNA.

يصيب المهبل، عنق الرحم، التركيبات التشريحية الخارجية وجدار الشرج.

عائلته تتكون من  حوالي أكثر من 100 نوع، قسم كبير منها غير ضار بالبشر، ولكن معظمها تهاجم الأنسجة المخاطية والطبقات القاعدية من الجلد مسببةً بظهور الدمامل، ولكن الفئات:  

16و18و31و45و58و33و35و39و51و52و59و68و73و82 من هذه العائلة الفايروسية هي المسؤولة عن الأصابة في حوالي 70% من مجموع حالات سرطان عنق الرحم، ولكن فايروسات 16و18و31و45 هي الأكثر خطورة في أصابات السرطان، بينما النوعين 6و11 تسبب ما يُعرف بـ "ورم حليمي تنفسي معاود أو المتكرر"، وبسببها يصاب الشخص بالثآليل في الحنجرة أو أجزاء أخرى من القصبة الهوائية، والتي تتطلب جراحات متكررة.

أولى الأصابات بهذا الفايروس تكون عموماً، في عمر الشباب عن طريق العدوى بواسطة الممارسات الجنسية والتي تبدأ مع بداية النشاط الجنسي المتزامن مع تعدد الشركاء في تلك الممارسات مع أهمال النظافة الخاصة والعامة.

هناك حالات تم تسجيلها بأنتقال العدوى من الأم الى وليدتها.

حينما يجد الفايروس الظروف المناسبة في خلايا غشاء الرحم القاعدية فأنه يستخدم المكونات البروتينية لتلك الخلايا فيضاعف حامضه النووي لينتج فايروسات جديدة والتي تهاجم خلايا أخرى  سليمة.

أن اختراق الفايروس لهذه الخلايا يعطل مراكز تنظيم أنقسامها، كما ويقوم هذا الفايروس بزرع صفاته الوراثية عن طريق حامضه النووي في داخل خلايا عنق الرحم مما يتسبب في أنقساماتها غير المنتظمة ونمو الورم السرطاني.

يبقى الفايروس غير فعال لسنوات طويلة ولكن (ولأسباب غير محددة علمياً تماماً)، ينجح في أختراق الجهاز المناعي  يتغلب عليه، فتتطور الأصابة أو العدوى الى مرض بعد مرور 10 – 20 سنة، وهذا ما يعلل كون أغلب الحالات المشخصة تكون في الفئة العمرية 35 – 40 سنة، أي مرور عقد أو عقدين من بداية النشاط الجنسي.

ثانياً ـ الهورمونات الأصطناعية، كهورمون الأستروجين الذي تسخدمه بعض النساء لتخفيف أعراض وعلامات حالة ما بعد أنقطاع الدورة الشهرية.

ثالثاً ـ التدخين، فقد وجد الباحثون أن المواد المسرطنة الموجودة في مادة التبغ مسؤولة كذلك عن عدد غير قليل من حالات هذا السرطان والعلاقة تكون طردية بين عدد السكائر ومدة التدخين وبين سرعة وقوة ظهور المرض.

إن الدراسات الأحصائية أثبتت وبالأرقام أن عدد المصابات بفايروس HPV من المدخنات هو أكثر بكثير من غير المدخنات، وهناك ترابط بين العمر الذي بدأت به المصابة بالتدخين ،وقد وجد العلماء أن المواد التي تتفكك عن التبغ موجودة في الغشاء المخاطي لعنق الرحم، أضافة الى ان التدخين يمنع أمتصاص "الفولك أسد" الذي يتسبب في حصول نمو نسيجي غير طبيعي في عنق الرحم.

رابعاً ـ أهمال النظافة الشخصية، عامل مساعد للأصابة بهذا الفايروس.

خامساً ـ العلاقات الجنسية غير المقيدة بالمحاذير.

الأعراض:

من الممكن أن تصاب المرأة بسرطان عنق الرحم بدون أعراض واضحة، بل يتم أكتشافه أثناء الفحص الروتيني عند الأطباء المختصين، ومع ذلك فأن أعراض وعلامات المرض يمكن أجمالها بما يلي:ـ

1.    نزف مهبلي غير مسبوق.

2.    تغييرات غير مسبوقة في الدورة الشهرية.

3.    حصول نزف أثاء الممارسة الجنسية.

4.    آلام وأوجاع متوسطة وشديدة أثناء الممارسة.

5.    أفرازات مهبلية فيها بقع دموية.

التشخيص يتم من خلال:

·       شكوى المريضة، والتأريخ العائلي.

·       فحص مسحة عنق الرحم.

·       ناظور المهبل + أخذ خزعة من أجل أجراء الفحص النسيجي.

·       خزعة غشاء عنق الرحم المخاطي.

·       كشط بطانة الرحم.

·       الخزعة المخروطية، وهو أستئصال الأنسجة بواسطة لولب كهربائي.

يمكن اجراء فحصي تنظير المهبل والخزعة من أنسجته حتى للمرأة الحامل كفحص توكيدي.

يجب أجراء فحص مسحة عنق الرحم بشكل دوري كجزء من الفحوصات الروتينية النسائية، كفحص الثدي الدوري مثلاً.

أن الفحص الروتيني لعنق الرحم أمر في غاية الأهمية للكشف عن أية تغيرات قد تطرأ على خلايا وأنسجة عنق الرحم.

وقد أثبتت الدراسات أن شيوع هذا النوع من الفحوصات على عموم النساء يساعد الى حدٍ ما في الكشف المبكر عن السرطان وأعطاء فرصة أكبر لمعالجته وأنقاذ مئات ألوف النساء منه.

مسحة باب PAP SMEAR

تم أقرار هذا النوع من الفحص في عام 2003، كأداة فحص رئيسية لأكتشاف حالات العدوى بالأنواع ذات الطورة العالية والتي من المؤكد أن تسبب سرطان عنق الرحم، وقد أثبت هذا الفحص أو الأختبار أنه من أنجع وسائل التشخيص، بمراقبة حصول التغيرات في عنق الرحم قبل تحولها الى خلايا سرطانية ، هذه التغيرات أطلق عليها CIN وهي أختصار لعبارة لاتينية وتعني بالعربية التغيرات السرطانية في الطبقة الطلائية لعنق الرحم.

وتم تبويب هذا الفحص بثلاث مراحل 1و2و3.

ويقول العلماء أنه من المهم جداً ما يلي :ـ

1.    أن تجري كل سيدة من الفئة العمرية 20 – 64 سنة هذا الفحص أو هذه المسحة لدى الأختصاصيين بالأمراض النسائية، بشكل دوري.

2.    اما الفئة العمرية 65 سنة فما فوق ولم تجرِ هذا الفحص سابقاً، أن تجريه ولو مرة واحدة.

3.    السيدة التي أجريت لها عملية أستئصال الرحم فلا تحتاج هذا الفحص شريطة أن التحليل النسيس لما تم أستئصاله لم يشير الى أي شئ غير طبيعي.

4.    ان يكون أخذ المسحة في وقت ليس وقت الدورة الشهرية أو قريب منه، وكذلك أن لا تكون السيدة مصابة بألتهابات داخلية.

أنواع سرطان عنق الرحم     

هناك عدة انواع من هذا المرض وهي:ـ

1.    سرطان الخلايا الحرشفية.

2.    السرطان الغدي.

3.    السرطان الغدي ـ الحرشفي.

4.    سرطان الخلايا الصغيرة.

5.    الورم العصبي الصماوي (الغدد الصماء).

6.    سرطان الخلايا الزجاجية

7.    السرطان الغدي الهُدَبي أو الزغابي

وهناك نوعان من الأورام ولكنهما حميدان، وهما : (الورم الميلاني والورم اللمفي).

العلاج

كلما كان أكتشاف وتشخيص المرض بمراحل مبكرة، كلما كانت أحتمالات الشفاء أكثر، وكلما تم الشفاء أسرع وأبكر، كلما تضاعفت فرص الحمل والأنجاب.

ومع ذلك ففي حالة وجود الورم السرطاني، فأن طرائق العلاج تكون كالأتي:ـ

1.    الأستئصال الجراحي، وهو على نوعين:

·       الأستئصال الجزئي (أستأصال الرحم والغد اللمفاوية في الحوض).

·       الأستئصال الكلي ويشمل (أستئصال الرحم والغدد اللمفاوية في الحوض,  وكذلك المبيضين وقناتي فالوب).

2.    العلاج الأشعاعي.

3.    العلاج الكيمياوي.

أن منح الجانب النفسي أهتماماً خاصاً له تأثير مباشر في تعاون المريضة مع الأسلوب العلاجي، كون الخوف والقلق الذي ينتابها يصبح من معرقلات الشفاء السريع.

ساعد فحص السائل المهبلي أو فحص خلايا عنق الرحم، على أكتشاف سرطان الرحم قبل ظهورة بعدة سنوات.

ملاحظة: هناك تغيرات تحصل في عنق الرحم (كما ذكرنا ذلك أنفاً)، وقبل تحولها الى ورم سرطاني، فبالأمكان أستخدام الليزر كوسيلة للعلاج.

اللقاح

في يوم 8/6/2006 وافقت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية على لقاح ضد الفايروس الحُلمي، وتم تلقيح البنات من الفئة العمرية 10ـ 23 سنة، وكانت النتائج مذهلة بالوصول الى هدف نسبة التحصين من 70 – 90% ، وفي بعض الأنواع من الفايروس وصلت نسبة التحصين الى 100%.

 

ليس السرطان فقط تسببه هذه الفايروسات ولكنها تسبب أيضاً:

·       الثآليل الجلدية.

·       الثآليل التناسلية والشرجية.

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter