|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  4  / 2 / 2017                                 مزهر بن مدلول                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

بطاقات قصيرة للعام الجديد! (5)

تلج تلج، عم بتشتي الدنيي تلج!
(الى النصير ابو دنيا)

مزهر بن مدلول
(موقع الناس)

في وسط المسافة ، بين (ارموش) و(زيتا) ، سكنَ ( ابليس ) ، بيتهُ يتوسد مفارق الطرق ، وابوابهُ مفتوحة للسماسرة والمتآمرين! .

عندما وصلنا ، نحن الذين نسعى الى تدمير (التحالف الامبريالي الكومبرادوري الفاشستي)! ، نصحنا الدليل ان نستريح ، لكننا رفضنا النصيحة وقررنا حرق المراحل!.

بين القريتين ، سبع ساعات جبلية ، والطريق صاعدا ومهجورا ، وكانت ثيابنا مبللة ، وبطوننا خاوية ، واجسادنا فقدت جلدها ، لكننا كنّا نغني :

تلج تلج
عم بتشتي الدنيي تلج
والنجمات حيراني
وزهور الطرقات برداني!....

بعد ان قطعنا نصف المسافة ، اشتدت الريح ، وقبل ان نصل بساعة ، هوت على رؤوسنا العاصفة، كلّ شيء انقلب على رأسه ، كما لو أنّ السماء ضربها زلزال! ، فبدأ الموت يغرز اظافره في اقدامنا كالمسامير المعقوفة ، يتسلل ببطئ الى الركبتين ويصعد الى الراس والعيون!.

تجمعنا حول صخرة قاومت عوامل الانقراض! ، فأضطرب البندول ، وفقدنا المفاتيح والعلامات ، عند ذاك ، وفي تلك اللحظة العجيبة ، تمنيت ان اتخلى عن قدميَّ ، اخلعهما واطمرهما بين حجرين! ، وتمنيت ايضا ، لو اعلم: اية صورة تتأرجح امام عيني النصير (ابو الزوز)؟ ، وما الذي يدندن به (ابو حمدان) عندما تغادر رأسه الذكريات؟ ، وما هي خلاصة تأملات (ابو اصطيف) السريالية ، وعذرا للاخرين.. وتلج تلج .. عم بتشتي الدنيي تلج!...

هذه هي المرة الاولى التي اموت فيها متجمدا!! ، تجربة جديدة من تجارب السفر الدامي! ، لم يبقَ امامنا الاّ ساعة وتسقط رؤوسنا في النوم الابدي ، لكنّ يقظة وشجاعة النصير ابو دنيا، دفعته الى ان يقتحم العاصفة، ويعود بالدليل قبل ان نصل الى اخر الزمان!.

تقدمنا القروي، جسدهُ يرتعش من الخوف والبرد، وفي رأسهِ سؤال: هل هؤلاء وحوش ناطقة .. ام ثوار .. ام قراصنة يبحثون عن كنز!؟.
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter