|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  2  / 1 / 2016                                 مزهر بن مدلول                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

في الطريق الى المملكة!
(1)

مزهر بن مدلول
(موقع الناس)

قبل ان اولد بوقت طويل، مات ناصر، قيل انه مات في صباح يوم خافت الضوء، بعد ان أُصيب بمرض الملاريا الذي كان منتشرا في تلك البيئة المائية انذاك.

لم يكن ناصر هو الشخصية المحورية في هذه القصة، لكنّ موته المبكر، ثم موت زوجته بعد ذلك باشهر قليلة، ترك اثرا عميقا في نفس وسلوك ابنهما الوحيد (شرّاد)، الذي سيصبح في ما بعد رب لأسرة كبيرة تتمحور حول افرادها الاحداث، لذلك تحتم عليّ ان اشير الى تلك العائلة الصغيرة ببعض الكلمات.

كل ما يمكن ان يُقال عن ناصر، انه كان في شبابه قوي البنية، نافذ العقل ومرهف الحس، هكذا وصفه اكبر احفاده، وجاراه في هذا الوصف اغلب اصدقاءه واهل قريته، لكنهم اجمعوا على ان ناصر كان شديد الحياء ولم يكن شخصا اجتماعيا بما يتطلب، لهذا قرر ابوه ان يزوجه على الرغم من انه كان اصغر جميع اشقاءه.

كانت القرية التي ينتمي اليها ناصر والتي تقع في الجنوب البعيد من البلاد، تزهو بالوان الطبيعة، فقد انعم الله عليها بمحيط غامر من الاشجار والطيور والماء، وكانت في حقولها تتفجر الحياة ضاحكة، ومن بساتينها يفوح عطر زهر الرمان، وكانت الطيور في سماءها تتحلق في اقواس جميلة كأنها في حفلة عرس، وفي لياليها تتساقط النجوم لتغفو فوق اسطح المنازل، وكان اهلها مأخوذين بفتنة جمالها، فهي بالنسبة لهم كفرس اصيل قوائمها في الافق وقوادمها في الماء!.

اما زوجة ناصر التي اختارها له والده، والتي لا ترتبط بصلة قرابه معه، فكانت تائهة الافكار ومهمومة الروح وعلى وجهها الشاحب تظهر ملامح صبي، انها تبدو وكأنها صبي بثياب امرأة!، ولم تمنح زوجها ايّة لحظة سعادة طوال حياتهما الزوجية، لكنها كانت مخلوقة بريئة وطيبة القلب وجدية اكثر مما يتصور المرء، فانغمست تماما في عملها المنزلي وبمشاركة ناصر في تربية بقرتهم الوحيدة وجني المحصول القليل الذي تدره ارضهم الصغيرة.

مرت سنتان على زواجهما من دون ان يطرق الفرح يوما باب بيتهما، بينما واظب ناصر على حياته المنزوية الشديدة الخصوصية، حتى فاجأته زوجته ذات نهار جديد، وجلست على صندوق خشبي في الطرف المقابل له، وكان وجهها يشع بأبتسامة تخفي وراءها انباءاً سارة، وعندما رفع ناصر رأسه، القى عليها نظرة تفيض بالدهشة والاستغراب، فهو لم يرها مبتسمة على هذا النحو الاّ في ليلة زفافهما!.

لم يستغرق ذلك وقتا طويلا، حتى نظرت في عينيه نظرة يخالطها بعض الارتباك وخاطبته قائلة :
ناصر، انا حامل..
قالتها، ثم اطرقت برأسها، لقد انتابها في تلك اللحظة شعور كما لو انها ارتكبت اثما، حتى ان ابتسامتها سرعان ما بهتت وانطفأت!،
فغر ناصر فاها، واضطرمت في داخله مشاعر مبهمة، وحمل عصاه وخرج من فوره راكضا باتجاه منزل ابيه، كان كل شيء غامضا بالنسبة له، وكان خياله ينطوي على قلق ورعب هائلين من شيء يصعب معرفته، لكنّ طريقة استقبال اهله للخبر السار بددّت حيرته وايقظت في نفسه هدوءا على حين فجأة، فقد ملأت (ام ناصر) السماء بالهلاهل، وراح (ابو ناصر) يركل الارض بقدمه وينشد الاهازيج والهوسات، ثم مسك (عقاله ويشماغه) وضربهما في الارض تعبيرا عن ابتهاجه وسعادته وهو يردد بصوت مرتفع مليء بالفرح :
لقد جاء (شرّاد)!.
..................

كان اخر ما جال في خاطر ناصر بعد ان دبّ الهدوء في جسده وتراخت اعصابه، انه لا يستطيع ان يتذكر اسم ابيه الحقيقي!، ذلك الاسم تلاشى من ذاكرته تماما، بل تلاشى من ذاكرة القرية كلها، بأستثناء نفر قليل من كبار السن الذين مازالوا يعرفون اسم (ابو ناصر)، لكنهم لا يتداولونه في احاديثهم ولا يخطر لهم ببال ابدا، فجميع اهل القرية ينادونه بأسم العم (ابو ركَبة)، ويطلقون على ابناءه ..اولاد (ابو ركَبة) وناصر ابن (ابو ركَبة)..، وبهذه الطريقة طوى النسيان الاسم الحقيقي لـ(ابو ناصر) تماما، بل استطيع ان اقول: بأن الناس احبوه بهذا الاسم ولا يستسيغون غيره، ولذلك واجهت انا كاتب القصة عندما حاولت البحث عن اسمه ازدراءا ولامبالاة من الاهالي واعتبروا ذلك محض حماقة تنطوي على استصغار!.

اما بالنسبة للعم (ابو ركَبة) الذي ناهز الخامسة والستين من عمره، فهو يمتلك مزاجا مرحا وطبيعة وادعة ومسالمة، وهذه الصفات النبيلة جعلته ان يتآلف مع اسمه هذا من دون ان تحمر وجنتاه او تكون له ردود افعال سيئة، فهو يعلم حق العلم، ان تلك الكنية لم يكن مصدرها الاستخفاف بشخصيته، وانما كانت بسبب عاهة جسدية المّت به منذ ان كان طفلا يحبو، حيث تورمت رقبته وتضخمت والتصقت بكتفيه، ولم تشفع له النذور والتعاويذ ولا الابتهالات والمناجاة، ومنذ ذلك الحين ولقب (ابو ركَبة) لا يفارق الألسن حتى نسى الجميع اسمه الحقيقي!.

لا تتميز عائلة (ابو ركَبة) بشيء يذكر عن باقي سكان القرية، فهي تعيش حياة بسيطة وتلقائية وولع فطري بالارض مثلما هي حياة جميع الريفيين هناك، الاّ انّ شقيقه الاكبر المكنى بـ(السبع) استشهد اثناء الحرب ضد القوات البريطانية بعد ان قاتل ببسالة نادرة، حيث أُشيع عنه انه كان يتسلق جذع شجرة ويسدد بندقيته بأتجاه الجنود الانكليز، وهذا ما جعل العائلة عظيمة التباهي ببطلها، فما من مناسبة تمر في القرية الاّ ويقفز الشهيد (السبع) الى دائرة النور ليشكل نسيج عزة نفس عائلة (ابو ركَبة) ومصدر فخرها وفرحها، ما عدا ناصر الذي استمر منهمكا في عمله وعزلته مستغنيا عن تفاصيل الحياة اليومية الاخرى، ويبدو انّه في هذه الاثناء كان شديد الامتعاض من كنية العائلة (ابو ركَبة) التي كلما خطرت بباله كلما زادت من حيرته وعكرت صفو سريرته وسرقت منه راحة البال!.

في اسفل القرية، وفي بيت من القصب (صريفة) محاط بسور من نباتات شوكية سكن ناصر مع زوجته (لميعة)، كانت باحة البيت تمرح فيها بقرة هزيلة الجسد ولا فائدة تُجنى منها، وحمار يستخدمه ناصر لنقل المحصول والتبن والحطب والاشياء الضرورية الاخرى، وفي احدى الزوايا بنى ناصر دكة مرتفعة من الطين (سوباط) ينام الزوجان على سطحها في فصل الصيف.

عندما شاع خبر حمل (لميعة)، وحسب الاعراف المتبعة هناك، فأنّ عدد غير قليل من نساء القرية توافدن الى منزل ناصر، فساد جو من المرح والتفاؤل، وراحت لميعة تستقبل ضيوفها بمزيد من الترحاب المصحوب بالوقار واحيانا يشوبه التعالي، خاصة مع المتزوجات حديثا ويتطلعن الى الحمل بسرعة!، اما ناصر الذي دارت به الشكوك، وكانت تسري في جسده بين الحين والاخر رعدات باردة، فقد جلس خارج البيت وسط نثارة من اوراق صفراء وغرق في تأمل عميق مقتحما جميع الانفاق ابتدءا من زواجه من لميعة وحتى الساعة التي يظهر فيها (شرّاد) ، وكانت اشد ما تؤرقه وتغلي في داخله، فكرة ان يصبح اسم ابنه في المستقبل: (شرّاد ابو ركَبة)!.
..................

كان حلما مخيفا وينذر بالشؤم ذلك الذي رآه ناصر في منامه، وما بقي منه عالقا في ذاكرته، انه رأى زوجته لميعة ترتدي السواد وهيئتها تبدو هيئة شريرة خبيثة!، وكانت تحمل على كتفيها ولدا برأسين كبيرين اصلعين احدهما لا يشبه الاخر!، فأفاق من نومه مرعوبا وشاحب اللون ونزل من سطح (السوباط) وهو يردد: (بسم الله الرحمن الرحيم.. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. استغفر الله.. استغفر الله)، وتنبه ناصر في تلك اللحظة ولامَ نفسه كثيرا لأنه لا يفكر بالله ولا يؤدي الفروض الاّ في الاوقات الحرجة!.

خرج من البيت متوجها نحو الساقية، شعر بارتعاشات حمّى تسري في جسده، ومازال ذلك الحلم القبيح يمسك بخناقه على الرغم من طراوة الهواء في ساعات الفجر الاولى، توضأ وصلى ركعتين، ثم ركعتين اضافيتين، ولمّا انتهى من ذلك، ومن دون ان يلقي نظرة على لميعة، ساق الحمار والبقرة وانحدر بهما نحو مراعي العشب القريبة من ارضه.

لم يأخذ الحلم بناصر ايّ شفقة، فعلى الرغم من الاغراء الشديد لجمال الطبيعة وحضورها الاخضر البهي، الاّ انه يشعر بأن نفسه مظلمة ورأسه حزينة ومزاجه منقلبا، وكم حاول ان يدندن باغنية او يصفرُ لحنا من اجل ان يقنع نفسه بأن ذلك كان مجرد حلم، لكن محاولاته فشلت بسبب طغيان الاحاسيس التي تنبئه بأن الحلم سيتحول الى شقاء يطارده الى ما لانهاية!.

عاد ناصر الى بيته قبل غروب الشمس، كانت ساعات ذلك النهار ثقيلة وشاذة بالنسبة له، فقد كان رأسه يغلي مثل قدر وافكاره فقدت قوامها وعزيمته وهنت الى درجة اليأس، اشاح بوجهه عن لميعة، لا يريد ان ينظر في عينيها لكي لا يرى الحلم الاسود حقيقة متجسدة في وجهها وكيانها!، فأمضى ليلته وحيدا يلعن الشيطان والليل والنوم الذي انجب ذلك الكابوس وجعل ذهنه تتقاذفه التهيؤات والاوهام من دون رحمة.

لم يحتمل ناصر كل تلك الوساوس، فما ان بزغ الفجر او عند (طكَة البريج) كما يقولها دائما العم (ابو ركَبة)، ولّى وجهه ناحية الشرق حيث تقع قرية (آل رزيج) التي يسكن فيها رجل اشتهر في وسط الريف بقدرته على تفسير الاحلام وابطال مفعول السحر، وكان الناس يحملون في مخيلتهم عن سيد (تقي) صورة العرّاف القادر على كشف الاسرار وحل الالغاز!.

لا تفصل قرية (آل رزيج) عن قرية آل (ابو ركَبة) سوى ثلاث ساعات او اكثر بقليل، قطعها ناصر مشيا على الاقدام متوسلا ومتذرعا الى السماء ان تغمر روحه بالسلام وان تزيل من رأسه هذا الشيطان اللعين وان تمنحه الوقت لكي يستطيع ان يتخذ التدابير اللازمة لتنشئة ابنه (شرّاد)!.

استقبله سيد تقي بهيئة فيها الكثير من الأبهة والجلال ولا تخلو من التكلف والعجرفة!، ان ملامح هذا الرجل وتقاسيم وجهه تبعث على الخوف اكثر منه على الطمأنينة، وبعد ان تقمّص شخصية ساحر كبير وخارق، راح يستمع الى قصة ناصر ويتفحصه من جهة الى اخرى، وفي نهاية الجولة، رسم خطوطا مبهمة المعاني على ظهر قصاصة ورق سميكة، طواها باحكام ثم ربطها بخيط اخضر على زند ناصر ورافقه خارج القرية متمنيا له الشفاء، لكن ذلك لم يمنع رائحة الموت من ان تتسرب الى انف ناصر الذي راحت آلامه تتفاقم نهاراً بعد نهار وليلة بعد اخرى، حتى اطلقت لميعة في صباح احد الايام، صرخة حادة تردد صداها في السماء وايقظ فزعها القرية كلها!.
...............

وتمضي الايام، وكانت لميعة تتلذذ بهذا الذي يضحك في بطنها، تحكي له حكايات بكثير من الحرارة والانتعاش، وتنتظره يوما بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، وعندما يختلط الظلام والبرد وتهاجمها الوحشة، تجلس وحيدة في داخل (الصريفة)، تغذي موقد الشتاء (بالمطّال)! وفي نفسها عاطفة رقيقة، تتأمل صورة (شرّاد) حين يلتحق بالكبار، فيتراءى لها، فارس يخطف القلوب والابصار، رجل (تارس هدومه)!، ممتلئ صحة وعافية، وسيضرب في الارض ليعود اليها بالامجاد والغنائم!.

لم يترك ناصر اي طيف جميل في سماء لميعة، ولا لحظة عشق يمكن ان توقظ انوثتها!، ولا مشهد عاطفي تُستعاد ذكراه في ساعة ضجر، كما لم يترك موته السريع اي ندوب للحزن في روحها، لقد مات في داخلها ايضا، لكنه ترك لها صديقا تشعر في صحبته بالبهجة والفرح، وتتمنى ان يلقي عليها بظله في وقت من الاوقات، ذلك ما تبقى لها من نكهة الارض ومن رائحة الطين وما سمعته من شدو العندليب!، عزائها الذي لا يضاهيه عزاء، ومفتاح سعادتها وفردوسها المفعم بالزهور!.

تبدلت ملامحها تبدلا كبيرا وهي تقترب من الولادة، فأصفرت ونحلت، واشد ما يخالج لميعة من حسرة وما يملأ نفسها من خواطر مظلمة، هو خوفها من ان تكون وحيدة ولم تجد من يقف الى جانبها في ساعة المخاض، فقد اغلق اهل ناصر الباب بوجهها بعد ان ذهبت بهم الظنون...!، ونساء القرية يهربن من مقابلتها بسبب ما أُشيع عنها بأنها تعاشر الجن الذي قتل ناصر!، تلك الفكرة التي استبدت بأهل القرية وسيطرت على اذهانهم، جعلت قلق لميعة يتفاقم وخاصة عندما خطف الموت العم (ابو ركَبة) الذي كانت تأمل منه ان يجنب ابنها العثرات في سنوات حياته الاولى، وبعد شهر من وفاته انتقلت ام ناصر الى جوار ربها ايضا، ولم يبق في تلك الدار الكبيرة الاّ ثلاثة اشقاء يتميزون بالبلاهة التامة، تفرقوا بعد فترة قصيرة في اتجاهات متباينة حتى انقطع اثرهم،

فجـأة، وفي طرفة عين، وجدت لميعة نفسها مقطوعة الجذور، وحياتها تنجرف نحو الصمت الخانق والعزلة المطبقة، ولطالما ساورتها فكرة ان تعود الى اهلها في قرية (البيّارة) البعيدة التي تقع على اطراف (هور الغموكَة)، لكنها ترددت حين استعادت في مخيلتها سنوات طفولتها المرتعشة، فقد ماتت امها وهي مازالت لم تتجاوز الخمس سنوات، اما والدها فرجل مسن ومدقع في العوز والفقر، وشقيقها الوحيد يكدح ليل نهار في اراضي الشيوخ ولا يحصل على ما يسد الرمق، فتساءلت مع نفسها : من ذا الذي يستطيع ان يقدم لي راحة البال هناك؟.

لم يبق لها سوى جارتها الطيبة، امرأة عجوز طاعنة اسمها (وصيفة)، والتي على الرغم من تغضن جبينها والتجاعيد التي تملأ وجهها، الاّ ان عينيها تشعان باليقين الصادق، كما انها تمتلك احاسيسا مرنة وسريعة الاستجابة، كانت تطل على لميعة في صباح كل يوم، وتقدم لها المشورة والمساعدة وتسليها لبعض الوقت.

وفي ليلة عابقة بأنفاس الربيع ويغمرها القمر بنوره، بدأت لميعة تتألم، شعرت بمغص في بطنها تزداد حدته بين اونة واخرى، فتيقنت من ان ساعة الولادة اقتربت، وكانت تستغيث بالصالحين وتتوسل الى السماء بأن يتأجل ظهور (شرّاد) حتى تنجلي العتمة، كانت خائفة من وحدتها ومن وحشة (الصريفة) التي خفتت نار موقدها، واستمرت صابرة مكابرة على هذه الحال حتى بزغ قرص الشمس الاحمر الذي حمل معه الى بيتها نفحات من هواء دافئ،

عندما دخلت جارتها وصيفة، وجدت ان وجه لميعة تحول الى ازرق مخيف، وصدرها يعلو ويهبط، ورأت قطرات دمع صغيرة التمعت في اطراف اهدابها، وبدت كأنها كبرت عشرين عاما عما كانت عليه صباح امس، سارعت العجوز الخبيرة فأنقذت الطفل، لكنها توقفت مكتوفة حائرة امام امه، كانت مذهولة تتلفت حولها، لكنّ هذه القرية منسية فلا مسعف يمر فيها ولا يدخل بيوتها طبيب!،

اما لميعة، فكانت تسمع صوتا سماويا يرن في اذنها موحيا لها بالنهاية، ورأت في جوارها زهرة تغني واخرى تفوح بالعطر، فتمتمت بشفتين مرتجفتين ثم لاذت بالصمت!.

 

 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter