| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 2 / 7 / 2023 مارف كويى كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
حسن سریع، رمز الشهادة
مارف كويى - برلين
(موقع الناس)
في صبیحة ٣ تموز١٩٦٣ أقدمت کوکبة شجاعة من الشیوعیین، علی إقتحام معسکر الرشید في محاولة إنقلابیة لإسقاط سلطة عبدالسلام عارف و البعث الفاشي. الذین جاءوا الی الحکم إثر إنقلاب دموي في ٨ شباط ١٩٦٣. ولکن الثوریین و الیساریین حاولوا التصدي لهذا الحکم عن طریق تشکیل لجنة سمێت بعدها ب (اللجنة الثوریة) وکان یقدر عدد أعضائها بأکثر من الالفین. و بعد إعتقال مسؤول اللجنة أصبح حسن سریع رئیسا لها.
لقد کان سریع شابا ذو الهمة و شیوعیا ملتزما و مؤمنا متدینا. ورغم صمود الثائرین، الا أن المحاولة لم تنتصر و قدموا الی محاکمە عسکریة جائرة برئاسة العقید شاکر مدحت السعود. الشهید سریع کان یقود الحرکة و یلعب دورا رئیسیا فیها و کذلک أثناء المحاکمة و بقي شهما شجاعا. و عندما أراد رئیس المحکمة استفزازە لم یستطیع النیل منە. لذا عاملە بإحترام قائلا :
- إبني حسن شلون شدیت النجمات؟
فأجابە حسن :
- و انتم فعلتم ذلک مع عبدالسلام عارف و صالح مهدي عماش. و نحن شدینا مؤقتا.
قال السعود:
- ماذا کنتم ستفعلون؟
- نسلمها للحزب
- و ماذا بشأن الذین إعتقلتوهم؟
- کنا سنحاکمهم.
و عندما حانت لحظة الوداع، قال حسن سریع لرفاقە مودعا و معتذرا، ثم قبلهم و هتف معهم "یحیا الحزب، یحیا الشعب" و اتجە نحو ساحة الإعدام تواکبە حراس السجن، لکي یلتقي الشهادة مع ستە و عشرین ضابط صف و جندي و عدد من المدنیین من رفاقە. هؤلاء کانوا یمثلون الوجبة الاولی من ٤٦ ثائرا متمردا حکمت علیهم المحکمة المذکورة بالإعدام.
کان حسن سریع في نظر محبيه و حتی في نظر المحکمة صادقا و مخلصا فیما ذهب الیە و آمن بە. و قد ظل ثابت الجنان حتی بعد الانقلاب الدموي وعلی اثرها نکسة الحزب. و کان قبل اعتقالە و حتی بعد اعتقالە یقول لرفاقە : حافظوا علی سلامة الهاربین و الناجین و قولوا للمحققین حسن أجبرنا علی حمل السلاح. و عندما حانت لحظة الموت و صوبت فوهات البنادق نحوه ترنم بصوت مسموع :
السجن الي مرتبة
و القید الي خلخال
و المشنقة یا شعب
مرجوحة الابطال
و صدق الفیلسوف و الشاعر (سورین کریکغارد) عندما قال :
یموت الطاغیة فینتهي تأریخە و یموت المناضل فیبدأ تأریخە
هکذا قاوم البطل الشجاع حسن سریع و ناضل في سبیل شعبە و ضحی بنفسە من أجل الوطن و سجل اسمە في التأریخ.
مجدا لهم و باقة ورد مزرکشة علی ضریحە الطاهر.