| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الخميس 11 / 8 / 2022 مارف كويى كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
لنتذکر القامة المناضلة فنانة الشعب زینب
مارف كويى - برلين
(موقع الناس)
هذە هي سنّة الحیاة؛ یولد الانسان ثم یموت! ولکن الشیئ الملفت للنظر، إن الأعزاء الکثیرون في السنوات الأخیرة غادروا الدنیا، و غادرونا. وفاءا یتوجب علینا أن لا ننساهم و نتذکر نضالاتهم و وتضحیاتهم في سبیل سعادة شعبهم. نتذکر نتاجاتهم و ابداعاتهم و مساهماتهم الفنیة والأدبیة. انهم قدموا شیئا کثیرا. لذا علینا، بل من واجبنا أن نتذکرهم بالخیر في مناسبات عدة. انهم جدیرون بالتذکیر. لأنهم کانوا روادا و طلائع و لعبوا دورا بازرا في توعیة و ارشاد الشعب عامة و کأفراد خاصة. علینا أن لا نکون مقصرین بحقهم، لأنهم ناضلوا من أجل الشعب و عانوا و تشردوا في سبیل الوطن. کثیرین منهم رحلوا عنا بعیدا عن الاهل و مثواهم. وافتهم المنیة و هم في دیار الغربة.
من بین هؤلاء اسم لا ینسی و شخصیة تبقی الی الأبد خالدة في الأذهان، انها فخریة عبدالکریم (١٩٣١ – ١٩٩٨). التي عرفت باسمها الفني الساطع (زینب). الفنانة التی لعبت دور أم الشهید و کانت تنادي بصوت جهوري ملیئ بالفخر في مسرحیة (آني أمک یا شاکر) سنة ١٩٥٨ . صوتها کان یخیم علی المسرح (قاعة الشعب) و یسری مؤثرا الی آذان الـمشاهدین و یترک انطباعا نضالیا في وجدانهم.
لقد قدمت أعمالا مسرحیة هادفة و کثیرة، علی سبیل المثال (النخلة و الجیران، رسالة مفقودة. الخان، الخرابة ...الخ) و أبدعت فیها. و شارکت في التمثیل مع نجوم المسرح العراقي ، أمثال قاسم محمد، فاضل خلیل، ناهدة رماح، خلیل شوقی و یوسف العاني و غیرهم. لم تکن زینب مجرد ممثل مبدع، بل کانت أیضا کاتبة دراما لعدة المسرحیات (الربح و الحب) بائعة الاحذیة و ... و في حیاتها الفنیة أخرجت عملا مسرحیا واحدا (الدون جوان). و في مجال الفن السینمائي مثلت في ثلاثة الأعمال : (سعید الافندي، أبو هیلة، الحارس)
لقد استحقت أن تلقب بفنانة الشعب الی جانب کونها مناضلة یساریة تقدمیة. بعد ردة شباط ١٩٦٣ غادرت بغداد خوفا من بطش البعثیین و توجهت الی مدینة قلعە دزە في کردستان العراق و عاشت و استقرت في تلک المدینة و رغم عدم المامها باللغة الکردیة الا أنها عن طریق حدسها الانساني و الاممي تمکنت من کسب ود واحترام کثیرین من أهالي المدینة. حیث بدأت کناشطة نسائیة و سیاسیة.
بعد زوال حکم البعثیین و حکم عبدالسلام عارف جاء الی الحکم عبدالرحمن عارف و أثناء حکمە عرف العراق شیئا من الاستقرار وافساح المجال للقوی السیاسیة. في هذا الظرف الجدید غادرت زینب کردستان العراق و عادت الی بغداد و الی وظیفتها کمدرسة.بقیت في العراق حتی عام ١٩٧٩ حین اشتد الطغیان البعثي ضد القوی الدیمقراطیة و لم تتمکن العیش في هذا الجو القمعي العنصري، لذا اضطرت الی ترک الوطن و رحلت الی السوید کلاجئة سیاسیة مع زوجها الطیب الذکر الفنان لطیف صالح.
في یوم ١٣ من آب ١٩٩٨ توفيت الفنانة زینب في مدینە (یوتبوري) السویدیة. رحلت بهدوء بعیدا عن شعبها و وطنها.
الف تحیة اکبار و اجلال لکل من ناضل في سبیل سعادة الشعب و حریة الوطن.