|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  29 / 10 / 2017                      مصطفى محمد غريب                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 
 



 لابد من تغيير العلم القديم بعلم يمثل العراق بحق!

مصطفى محمد غريب
(موقع الناس)

حفزني للكتابة مرة أخرى هذا الموضوع بعدما نشرت مقالات عدة في السابق تصريحات كثيرة لمسؤولين وطنيين من بينهم البعض من قادة كرد من الإقليم وتصريحاتهم بشكل مباشر الذي تؤكد بالقول "هذا العلم لا يمثلنا ولكن ما باليد حيلة ويظهر أنهم مغلوبين على أمرهم"

قبل الأزمة الأخيرة حول الاستفتاء بين الحكومة وحكومة الإقليم برزت مشكلة العلم في الكثير من الحالات وآخرها وليس أخيرها رفع علم الإقليم في كركوك بدلاً من العلم الذي يمثل الدولة في المحافل الدولية، ومشكلة العلم احد أسباب المشاكل التي مرت علينا وبقت ما بين القيل والقال " علم صدام حسين وليس علم العراق، رفع العلم الذي يمثل الإقليم أعلى من العلم الرسمي، أو العلم الرسمي كان صغيراً أمام علم الإقليم واستمر الحال، رفعَ العلم لم يظهر العلم بشكل مناسب، وكان العلم وصار العلم ، أحرق العَلم أنزل العَلم" ولا نعني انه لب المشاكل لأنها كثيرة ومتراكمة (الحمد لله !) لكن قضية العلم أخذت حيزاً من كبيراً من تضارب للآراء ومادة للتصيد وركوب موجة الشقاق والنفاق، وللعلم إن العَلم الرسمي الحالي هو امتداد للعلم الصدامي بامتياز مع فارق بسيط لا يذكر ولا يحمد، كل من تابع قضية تبديل العلم الصدامي منذ سقوط النظام يدرك أي تماطل جرى من قبل أحزاب الإسلام السياسي وأقطاب النظام السابق الذين بدلوا ذقونهم الحليقة إلى اللحى الكثة وجباههم التي حرق عليها الباذنجان لتكون سوداء تيمماً "كي يظهر على جباههم وكأنه من أثر السجود" ليخدعوا الناس متصورين أنهم يخدعون الله!، ثم اندسوا في مرافق الدولة بواسطة هذه الأحزاب وحتى البرلمان العراقي اخذ حيزاً غير قليل من هؤلاء، وفي كل مرة تناقش قضية تغيير العلم بعلم وطني جامع ونشيد وطني بدلاً من النشيد السابق ينبري هؤلاء والطابور الخامس بالصراخ على وجود اسم الله أو اعتراضات واهية تتمثل في الإبقاء عليه كي لا نتخلص من الإرث الدكتاتوري، ولم يلتفت المخلصين إلى قضية إن هذا العلم هو قنبلة موقوتة تتحين الفرص للانفجار، ولم تبال الأحزاب المتنفذة باعتراضات الأكثرية من الشعب العراقي ورفضهم الإبقاء على علم صدام حسين وهو يرفرف كما كان في عهد النظام الدكتاتوري، حتى أن الكرد صرحوا مرات عديدة أن هذا العلم لا يشرفهم لأن تحت ظلاله قتل مئات الالاف من الكرد في الحرب أو الكيمياوي الانفلال وما فقد وقتل أثناء حكم البعث وصدام حسين من ملايين المواطنين العراقيين من جميع المكونات في الحروب الداخلية والخارجية وفي السجون والمعتقلات إضافة إلى الملايين الذي هجروا بالقوة وفي مقدمتهم الكرد الفيليين أو من فر هارباً والتجأ إلى دول الجوار أو دول العالم، وبقى العلم يرفرف بمساندة الأحزاب المتنفذة التي هيمنت على السلطة بعد تسليمها لهم من قبل الإدارة الأمريكية 2003 أو من خلال قانون انتخابي جائر غمط وما يزال يغمط قبل غيره حقوق العراقيين وأصواتهم الانتخابية الذي تم الاستيلاء عليها بواسطة هذا القانون غير العادل الذي أصرَ وتصر عليه الأحزاب والقوى المتنفذة باعتباره ضمان للاستيلاء على أصوات القوى السياسية الأخرى وفي مقدمتهم القوى المدنية، ومن لدية إطلاع ومتابعة فقد سمع وشاهد كيف بدلت الأعلام في الكثير من الدول خلال ساعات أو أيام في العديد من الدول ذات الأنظمة الدكتاتورية التي تقاد من قبل دكتاتور أو حزب فردي تحت طائلة إلغاء الآخر بالنار والحديد مثل نظام القذافي .

في البداية نسأل الوطنيين للكشر!! الحريصين على التخلص من أرث النظام الدكتاتوري السابق
- لماذا هذا العويل والعواء على علم قتل وعوق وأصيب تحت رايته مئات الالاف من العراقيين وهجر الملايين منهم؟
- أليس العلم الحالي هو امتداد للعلم الصدامي الذي خط عليه صدام حسين الله اكبر والله بريء منه ومن أمثاله؟
- حوالي 14 عاماً وهذا العلم القديم الجديد مع تبديل بسيط لرش العيون بالنمل الأسود وهو رفع النجمات وبتبديل خط الرقعة " الله اكبر " بالخط الكوفي وهي خدعة من قبل أحزاب الإسلام السياسي"؟
- لماذا أصرت وتصر القوى السياسية المتنفذة وحلفائهم على إبقاء العلم القديم وما هو الهدف ؟
- لماذا لم يجر تغيير العلم والنشيد الوطني؟ مع العلم منذ إن كان مفيد الجزائري رئيساً للجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي قال حول اختيار العلم والنشيد الوطني أن "مسألة تصميم علم وشعار ونشيد وطني مسألة استحقاق دستوري، لأنه يوجد في الدستور الجديد نص على صدور نشيد وشعار جديدين، وبعد أن تغيرت الأمور في العراق بسقوط النظام السابق ليس من المعقول أن تبقى رموز وشعارات ذلك النظام ليستخدمها النظام الجديد، لذلك لابد من تغيير يتناسب والمرحلة الجديدة والأفكار التي تتضمنها" وبدورنا رفضنا منذ البداية وملايين المواطنين العراقيين لشعارات ولرموز النظام الدكتاتوري وطالب الجميع بتغييرها وكذلك الكثير من الأحزاب والشخصيات الوطنية وأكثرية أبناء الشعب العراقي من جميع المكونات طالبت أيضاً بشكل علني بتغيير العلم القديم مع احترامنا " لاسم الجلالة" ومنذ البداية قدمت الكثير من المقترحات وكذلك نماذج غير قليلة لكن إصرار القوى والأحزاب المتنفذة حالت دون تحقيق هذا المطلب، وحالت باستمرار دون تحقيق طموح أكثرية الشعب والقوى الوطنية والديمقراطية بإلغاء القديم الذي أصبح غير مرغوب ولا معترف به إلا ظاهرياً من قبلهم ومضطرين بسبب مواقف القوى المتنفذة وبخاصة أحزاب الإسلام السياسي والطائفي.

إن تغيير العلم القديم هو استحقاق دستوري والتغييرات التي أحدثوها عليه هو التجاوز على الدستور لأنها خدعة ورفع اسم الجلالة منه لا يعني الموقف من المضاد بل يعني رفض استغلال اسم الله كما يفعلها وفعلها صدام حسين والكثير من الطغاة واستغلال الدين بطريقة ملتوية بمسعى خدمة مصالح البعض من القوى السياسية صاحبة القرار والتي تحتمي بالأسماء الدينية وبالدين لتنفيذ مآربها وخططها بالهيمنة على السلطة وخداع وعي الناس كونهم يمثلون الدين أو الطائفة، فليس من استخدم اسم الجلالة يعني انه مخلص في دعواه وليس ممن أدعى التدين هو بالصادق وليس كل من أدعى بالوطنية هو وطني مخلص وينجر هذا الموضوع على الذين يدعون حرصهم على العلم القديم الذي جاهدوا بعد تغييرات شكلية أن يخدعوا المواطنين العراقيين بأنه علم جديد. وهم يعرفون جيداً انه ليس بالجديد بل انه احد القضايا التي يتكون منها ارث النظام الدكتاتوري كغيره من القوانين والأنظمة وحتى النشيد الوطني.

أن تغيير العلم القديم بعلم يمثل العراق بكل مكوناته وأطيافه هو مطلب دستوري منصوص عليه (ويا ما خرق الدستور من قبلهم وهم يصرخون للالتزام به!)




 

 



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter