|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 25/11/ 2012                               مصطفى محمد غريب                              كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مشروع لقتل الأطفال في الحرب

مصطفى محمد غريب

في حربٍ يوميةْ
يقتل أطفال المدن المسبية
الحرب دلالات النهب المنصوب
يبدأُ جندي متمترس في الخندق
أو فوق الدبابةْ
يتربص بالظل وبالريح إذا مرتْ مسرعة
بعصافير الدوري على الأغصان
أو قرب الحيطان
بحمام الألفة
بالأطفال يضجون على صوت الفانتوم.
الجندي يحمل رشاشاً أمريكياً
ويراقبُ من عربات الهمر الكاكية
وبداخلها يبدو منشغلاً.. يترقبْ
ويحرك عينيه بلا كللٍ
ويسددُ في بطءٍ متأني.
الجندي يحدق في هوسٍ مخبول
ثمة أطياف تتحرك في رؤيا قسرية
ثمة رأس يتحرك في الميدانِ
عند زوايا الشارع
في المنعطف المائل بين الأرصفةِ
ثمة رأس لا يبدو الشعر كثيفاً فيهِ
يلمع بين الأضواء
يتحرك في رحم الفطرة
لكن يتحدى..
يظهر عند زقاقٍ أقرب للمدرسة الحجرية
يتفحص بالجدران
فيرى فرساناً وخيولاً تصهل كالبركان
ويشاهدُ كل صبايا الحارة في الميدان
فيهرول في خطواتٍ كرصاصٍ يُثقل أقدام العالم
ليكون العالم شاهد
حتى لو لم تأخذ منه حدود الكلمة.
ثمة رأس يلمعْ
وحليق يدفع صدره في الريح
المعطف كحلي،
يظهر أطول من قامته
يمسح ارض الإسفلت المنخورة
برصاص الدبابات
برصاص بنادق منصوبة
برصاص الهمرات
تتراقص أكمام قميص ابيض
وحذاء متهرئ يدخل من أسفلهِ
ماء الأمطار
يقفزْ..
ويهرول في خطواتٍ موزونةْ..
يسرع نحو المدرسة.
الجندي المتأني في العبثِ
يتحاور في هز الرأس
يتتبّعهُ في شغفٍ مبهم
بهدوءٍ يغمض عيناً واحدة
يطلق أخرى كالعدسات الضوئية
ويسدد مأخوذاً
طلقةٌ.. تدوي كالصاعقة
تتبعثر أوراق الكتب المحمولة
تسقط من ظهر الطفل حقيبة حمراء
يترنح راس الطفل
دخانٌ يحمل في شجنٍ ــ جسداً من لحمٍ مشوي
يهوي..
يتبعثر مثل زجاج القنينة
يبقى الرأسْ.. يتحرك في بطءٍ
عينان ترى الورد الأحمر
وترى شلالاً يقذف أنواراً ونجوماً فضيةْ
كان الطفلُ حزيناً
وهو يرى..
فرساناً فوق خيولٍ تصهل في صوتٍ أخرس
أغمض عينيه على ظل المدرسة الحجرية
كان الجندي يدخن سيكاراً
ويداعب لحيته
في شغف المشروع سادي


18/11/2012

 

 



 

 
 
 
 
 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter