|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  24 / 4 / 2015                          مصطفى محمد غريب                              كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



 شواهد حيّة تفند التصريحات المموهة غير الفطينة!

مصطفى محمد غريب

الوضع العراقي استثنائي في كل شيء ولا يختصر على نوع معين من الاستثناءات ولهذا كلما يقال تقريباً عن الاستثناءات وشذوذ المواقف لا يستطيع المرء العاقل التكذيب إلا في حالة وجود شواهد وبراهين، فالاستثناءات في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة وووو وفي التصريحات أيضاً، تصريح هنا يقول هذا لون ازرق وفجأة المصرح نفسه يقول اللون احمر، تصريح يؤكد ويقسم بكل ما هو مقدس حول قضية معينة وفجأة ينبري آخر ويقسم بأغلظ الإيمان وأكثر من الأول لتكذيب الأول ، الاستثناءات كثيرة ومجمل القول لا نستطيع أن نمر عليها جميعها رحمة بنا وبالناس لأننا سوف نكفر بها وبمن أسسها وروجها ويروجها، وبعد أن طفح الكيل نسأل مشدوهين كي لا تحسب علينا جنحة لأننا نريد الحقيقة!

- من نصدق السيد رئيس الوزراء حيدرالعبادي والسيد وزير الدفاع خالد متعب ياسين العبيدي و السيد رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر وغيرهم أم السيد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ؟! بكل صراحة ومن تجربتنا نصدق ما قاله رئيس الوزراء ووزير الدفاع خالد متعب ياسين العبيدي ورئيس التيار الصدري مقتدى الصدر والعديد من المسؤولين الكبار أما قضية وزير الخارجية فهذه قضية نسبية لأننا نعرف الرجل أفضل من الآخرين.

المسألة التي نحن بصددها
- هل استغل البعض من المندسين والمخربين والطائفيين الحشد الشعبي وقاموا ما قاموا به من تجاوزات واعتداءات في بعض المناطق في محافظة ديالى ومدينة تكريت وغيرهما؟

إذا كان الجواب نعم فهذا ما أكده رئيس الوزراء حيدر ألعبادي وكل من يريد بالحشد الشعبي الخير ويدافع عنه وبالضد من الذين يحاولون استغلاله عملياً وشفهياً وعدم تخليصه من الفطريات التي التحقت به.

أما من ينفي ويقول " صافي يا لبن " فهو يحاول حجب نور الشمس بغربال وهو أكبر عدو للحشد الشعبي والمرجعية، البعض يحاول تشويه الحقيقة ويذكر خَجلاً أن إيران ساعدتنا بالمال والسلاح وينكر وجود قاسم سليماني والقادة الإيرانيين الذين قتلوا في سامراء ، ومثلما صرح سابقاً إبراهيم الجعفري عن عدم وجود ولا رجل إيراني أو تدخل إيراني، فها هو رئيس الوزراء حيدر ألعبادي من واشنطن ونشرته – فرانس برس رويترز وبعكس ما قيل يوجه انتقاده لتواجد قاسم سليماني سابقاً في العراق ويطالب بعدم التدخل في شؤون العراق فأشار "يجب أن يمر كل شيء من خلال الحكومة العراقية" وقال وهو مستاء "أنا مستاء جدا من الذي يحدث. وأنا أتحدث مع الإيرانيين عن ذلك" وسبق أن البعض من المسؤولين السياسيين العراقيين أكد على التدخل وقال بالحرف الواحد" لولا إيران لاحتل داعش العراق" لكن العلة في هؤلاء جميعهم أنهم يعتقدون أن الأكثرية من الشعب العراقي بكل مكوناته غبية وساذجة وممكن الضحك عليها، والحقيقة أنهم الأغبياء والسذج وهناك من يقهقه على تصريحاتهم المُخجلة.

السيد وزير الخارجة إبراهيم الجعفري رد على حيدر العبادي الذي صرح من اربيل أن" هنالك عصابات مندسة تقوم بعمليات السرقة والنهب في المدينة من اجل الإساءة للانتصارات التي حققتها القوات المسلحة ومتطوعي الحشد الشعبي" فرد الجعفري بالنفي " أن تكون عناصر محسوبة على الحد الشعبي قد نفذت بعد ،الأول من نيسان الجاري ، عمليات حرق ونهب لممتلكات المواطنين في المدينة "

- إذا لم تقع تجاوزات في البداية ولا نعرف النهاية لحد هذه اللحظة؟! ــــ فلماذا رئيس الوزراء أو غيره اعترف بها بشكل صريح وعلى رؤوس الملأ والإعلام؟ ــــ هل العبادي وغيره غاوين توجيه الاتهامات للمتعة أو المزحة أو ككذبة نيسان؟ ــــ إلا يخلق هذا التناقض بين وزير الخارجية الذي يمثل وجه البلاد في المحافل الخارجية وبين رئيس الوزراء الذي يمثل البلاد داخلياً وخارجياً حرجاً دبلوماسياً وشعبياً للحكومة؟، وبالتالي تجعل المتابعين والمستمعين في حيرة من أمرهم مما يجعلهم يفقدون الثقة وبخاصة وهم يسمعون شهادات حية من مواطنين عادين حول البعض من التجاوزات والاعتداءات وحرق المنازل والدور والمحلات التجارية وقد قالها رئيس الوزراء حيدر العبادي بعظمة لسانه " هناك معتدين وسيتم عقابهم، وتم حرق 64 منزلا و85 محلا في تكريت، لكننا نعتبر حرق منزل واحد أمراً كثيراً، وقد اعتقل سبعة أشخاص وهم بانتظار العدالة " ثم لماذا صرح وزير الدفاع خالد متعب العبيدي في عمان ونقلته العديد من وسائل الإعلام أن " ألفي عنصر ميليشياوي دخلوا إلى تكريت ونفذوا عمليات سلب وحرق للممتلكات من اجل إثارة فتنة طائفية بين أبناء الشعب العراقي". ــــ أليس هو وزير عراقي حاله حال إبراهيم الجعفري في الحكومة العراقية؟

إن نقد الظاهرة السلبية المحددة بدون تعميمها يجعل النقد كدواء لمعالجة المرض وعندما نوجه نقدنا لأي ممارسة سلبية تضر مصالح المواطن والبلاد نشارك في عملية البناء النفسي والمادي كي لا تتكرر السلبيات فتصبح داء صعب العلاج، وعندما نقول أن البعض من المندسين للحشد الشعبي أو المؤسسات الأمنية فنحن لا نكفر وقد نتفق مع وزير الخارجية إبراهيم الجعفري عندما صرح في الدوحة " لسنا حكومة ملائكة، أو حكومة لها صفتها الملائكية، وأتحداك، أن تستطيع جمع كل الفرقاء على مائدة" .

نعم هذا هو القول الممكن من جعل الناس تثق به " لا توجد ملائكة بصفات مقدسة " لكن هناك مخلصين وطنيين أيديهم وعقولهم بيضاء ونظيفة، وهم يختلفون جذرياً مع من فقدوا الضمير والوجدان واستغلوا ويستغلون أية قضية لمصالحهم الخاصة الأنانية وسيبقون بصفاتهم القذرة يتلونون في كل مكان وزمان وهم ليسوا فقط في الحشد الشعبي بل في مفاصل عديدة في الدولة!.. فمثلاً عندما كشف مسؤول في محافظة البصرة في يوم الأحد 12/4/2015 عن عصابة تنتحل غطاء الحشد الشعبي حيث " قامت بسرقة 191 مليون دينار عراقي من أموال جباية مجلس محافظة البصرة مؤخراً" فذلك يجعل المواطن يسأل وزير الخارجية أو غيره " أين تقع البصرة من داعش وأين تقع تكريت من البصرة؟!" وبهذا نعني أن هؤلاء موجودون في كل مكان فيه فساد ونذالة، وبهذا صرح هذا المسؤول البصراوي لراديو المربد، أن "الأجهزة الأمنية وبعد معلومات استخبارية ألقت القبض على تلك العصابة التي تستغل غطاء الحشد الشعبي لتنفيذ جرائهما"، وأشار انه تم ضبط سيارتين حكومتين لتنفيذ الجريمة فهل يعني الاتهام موجه لحكومة البصرة أو للمؤسسة الأمنية بشكل عام؟ أو قال عصابة مكونة من عدة أفراد لم يأتوا من القمر أو من المريخ بل هم من العراق والبصرة بالتأكيد؟.. هذا الأمر يجب أن يدركه ليس وزير الخارجية فحسب بل كل من يحاول إخفاء الحقيقة لأنه إن لم يفعل يشارك في استمرار الحالة السلبية لا بل توسيعها أكثر مما هي عليه، ولهذا نحتاج إلى الحكمة في القول والتصريح وبخاصة من قبل المسؤولين الحكوميين بدلا من تغليب العاطفة على العقل، بدلاً من الدفاع بشكل أعمى وغريب عن السلبيات المرئية بالعين والملموسة باليد، نعم غريب لأنه لا يتناسب مع الفعل المادي الموضوعي الذي يموه بتصريحات غير فطينة مما يجعل المواطن في تناقض ما بين ما يراه على الواقع وما بين أن يسمعه غيبياً.

أيها السيد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ما حدث من تجاوزات في تكريت أو غيرها من قبل مندسين وقحين بلا أخلاق ولا دين على الحشد الشعبي والأخير بريء منهم عبارة عن وضع استثنائي يمر به العراق منذ أن صارت المحاصصة تتحكم في البلاد والعباد.. فعليكم أن تدركوا انه طريق وعر وصعب المسالك لا يمكن أن يُعبد بالخطأ والإنكار والتمويه بل بالصحيح والإصلاح وإعادة الثقة بالمواطنة وليس بالطائفية، وإعادة تعبيد الطريق، وإعادة الثقة ليس بالصعب إذا ما تحقق الحل السياسي الصحيح وإنجاح المصالحة الوطنية بين الجميع وليس مع فلول النظام السابق أو الإرهاب أو الميلشيات الطائفية وبكل صراحة ليس مع من تلطخت أيديهم القذرة بدماء المواطنين العراقيين. ولهذا يحتاج العراق إلى قادة عراقيين أصيلين يحبون بلدهم ويخلصون له أبداً.. وقد قالها ظالم بن عمرو بـن سـفـيـان "أبو الأسود الدؤلي" منذ مئات السنين :

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهـم      ولا سـراة إذا جهالهم سادوا
وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلاّ لَــهُ عَمَـــــــــــدٌ      وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتـــادُ



 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter