|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  12 / 9 / 2020                             متي كلو                               كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الدكتوراه .. والنشر .. مجرد تعقيب !!

متي كلو
(موقع الناس)

"ليست الشجاعة أن تقبل الرأي الذي يعجبك، بل الشجاعة أن تتقبل الرأي الآخر" .... أحمد حسن الزيات

نشر السيد موفق نسكو على منصات بعض المواقع الالكترونية خبرا او اعلانا عن صدور كتاب له بعنوان (اسمهم سريان لا آشوريون ولا كلدان) كما ادرج بعض المصادر عن كتابه، و يقع في 973 صفحة من الحجم الكبير A4، وكما نعلم ان كل كتاب يصدر ، هناك من ينتقده و هذا من حق القارئ ان يكتب عن وجهة نظره عندما يطلع على الكتاب، ولكن الناقد تختلف قراءته عن قراءة القارئ فعندما يريد الناقد ان يكتب عن المطبوع لابد ان تكون قراءته بصورة دقيقة ومستفيضة وبعد التحميص يكتب آرائه الخاصة بنقد شفاف وعلمي بعيد عن التشنج والغاء رأي الاخر لان مؤلف الكتاب التاريخي يستند على مصادره وكذلك الناقد ايضا على مصادره ، ولا غرابة ان يكون رأي الناقد ورأي المؤلف مختلفان خاصة اذا كان الكتاب تاريخي.

لم نطلع على محتويات الكتاب بل على الاعلان عنه كما اطلع عليه الاخرين على منصات الشبكة الالكترونية، ومن ضمنهم السيد نزار ملاخا الذي كتب مقالا ينتقد فيه الكتاب ومؤلفه نقدا لاذعا استخدم فيه بعض الكلمات التي لا تليق بفن النقد بشكل حضاري، اننا هنا لسنا بصدد الدفاع عن السيد موفق نسكو ولا عن كتابه او افكاره ولا بالهجوم على السيد نزار ملاخا ، لكن ندرج بعض الملاحظات التي جاءت في مقال السيد نزار ملاخا:

1 - ورد في المقال (لا أدري إن كان هذا الأسم حقيقي أم مزور أم للأخ نيسكو نفسه، والتخفي وراء الأسماء المستعارة كتبنا عنها كثيراً، لأني وقد تجاوزت السبعين من العمر لم أسمع بحياتي كلها أسماً في العراق أو الدول العربية بهذا الشكل) اعتقد على السيد نزارملاخا ان يبحث في منصات البحث مثل كوكل فيجد اسم المؤلف في الكثير من المواقع، واعتقد هذا لا يستغرق سوى دقائق معدودة، اضافة اننا قرأنا اعلان السيد موفق نسكو عن كتابه و رد السيد نزار ملاخا في الصفحة الاولى من نفس الموقع على الشبكة مع صوريتهما، الم يلاحظ السيد نزار ملاخا ذلك!! اي كليهما من كتاب الموقع!

2 - (وعَدْتُ لِمَنْ طَلَب مِنّي مِن الإخوة الأعزاء على أن لا أرد على هذا الهاوي) اعتقد من خلال منصات البحث ايضا يجد السيد نزار ملاخا ان هناك عشرات المقالات منشورة للسيد موفق نسكو على متن صفحات المواقع اضافة الى بعض التعريف لبعض مؤلفاته .

3 - (فهل لك أن تخبرني عن أطروحة السيد نيسكو؟ وهل حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ أم في الهندسة؟ وما هي مؤهلاته التاريخية؟)

نعتقد بان السيد نزار ملاخا لم يكن موفقا بسؤاله هذا ، لان هناك اسماء لامعة كثيرة لم تحصل على شهادات عليا والبعض منهم لم يحصل سوى على الشهادة الابتدائية ومنهم الاديب والمفكر والشاعر وعضو مجمع اللغة العربية وهو عباس محمود العقاد ويعتبر من اهم كتاب القرن العشرين وعندما قرر جمال عبدالناصر منحه جائزة الدولة التقديرية فلم يتسلمها ورفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة "وكأنهُ كان يريد بذلك أن يعلمهم أنه فوق الدكتوراه، رغم كونه بشهادة ابتدائية فقط!" و مصطفى صادق الرافعي الذي يعتبر من أهم رواد الرمزية العربية وايليا ابو ماضي و ليو تولستوي “أبو الأدب الروسي” وإرنست همنجواي وباولو كويلو الروائي المعروف وغيرهم ، لا نعلم ما هي علاقة الشهادات بالثقافة والابداع، ونحن نعلم بان سنويا يتخرج مئات الالاف من الطلبة وعلقوا تلك الشهادة على حائط صالة الاستقبال.

كما نعلم جميعا بان هنالك جامعات وهمية غير معترف بها في عدة دول اوربية مثل السويد وهولندا والدنمارك تمنح شهادات عليا في الانسانيات والاداب اي دراسات تعتمد على النص المكتوب والمرسل ووفق التقارير المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي و جميع خريجي تلك الجامعات "الوهمية" لم يستطيع احد منهم ان يجد عملا "بشهادته" ولكنه مصاب بمرض الوهم عندما يسبق حرف الدال اسمه!

4 - وردت بعض الكلمات او الجمل في مقال السيد نزار ملاخا، لا ترتقي الى مستوى النقاش باي شكل من الاشكال بل التهكم ومنها "موفق نيسكو؟ يا للمهزلة "(مو كَلْمَنْ ... صار حَدّاد) (ضِرَطْ وَزّانْها وتاه الحساب)،(لا البرياني ولا غيرها)

انتقد السيد نزار ملاخا الكتاب بشكل سلبي من خلال عنوانه فقط ايمانا منه بالمثل القائل "الكتاب من عنوانه" ولكن كناقد عليه الانتظار للحصول على الكتاب ومطالعته بشكل اكاديمي حضاري وثقافي بعيدا عن التشنج والغاء الغير ثم يدحض ما جاء بكتاب السيد موفق نسكو بالادلة والبراهين وبما يتوفر لديه من مصادر حيادية وليست مصادر تؤجج التطرف القومي او المذهبي او الديني، اي نقد شفاف وموضوعي واتباع اسلوب التحاور وعدم اقصاء الاخر، اي الابتعاد عن اسلوب القمع كما كان يستخدمه "الرفاق" في حزب البعث العراقي.

ان اي نقد يجب ان يكون بعيدا عن الغمز والتنابز والتفاخر و يخطيء من يعتقد بان هذا الاسلوب بانه حرية التعبير لان كل شيئ له حدود والا اصبحت فوضى، مع العلم جاء في مقالة السيد نزار ملاخا (لتوضيح أمور كثيرة قد غابت عن بال بعض الأشخاص الذين يَردّون بعنف وإنفعال بعيدين عن أخلاقية الكتابة) كلام جميل واكاديمي و ثقافي ولكن انفعال السيد نزار ملاخا بالرد على مجرد "عنوان كتاب" هل هو بعيد عن العنف والانفعال واستخدامه كلمات وجمل تهكمية الا يعني هذا التشنج بذاته، فنعتقد بانه التناقض في السرد.

على الناقد عندما يريد نقد كتاب تاريخي او اجتماعي او رواية او قصة او مقالة يكون شعاره الامانة والدقة وتصحيح المعلومة ولكن بعد ان يطلع على تلك المادة وتحميصها فيرد بكل حرية لكن ان لا يكون بعيدا عن ثقافة التعبير والنقد الثقافي والحضاري، اما اذا كان لدي السيد موفق نسكو عقدة من الكلدان او السيد نزار ملاخا عقدة من السريان فهذا بحث اخر!!









 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter