| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأربعاء 9/9/ 2009



تداعيات أحداث الأربعاء الدامي مازالت مستمرة
(2)

محمود القبطان

ومازالت الميليشيات تؤثر سلبا في الأوضاع ألأمنية ولم تحسم أوضاعها بشكل جذري وإنما ادمج بعضا منها في قوات الجيش والشرطة لاسيما الميليشيات التي كانت متشكلة من قبل سقوط النظام,وقد منح أعضاء هذه التنظيمات المسلحة رتبا عسكرية على ضوء وضع أصحابها الحزبي,وهذا شكل كارثة للعقيدة العسكرية حيث يكون ولاء هذه الدرجات العسكرية الجديدة للحزب وليس للوطن,وفي هذا المجال لم تختلف السلطات المعنية عن ما عمله النظام السابق عند اختطافه السلطة في عام 1968 حيث ادخل الى صفوف الجيش أعضاءه ومؤازريه في دورات شبه عسكرية لمدة 6 أشهر ومن ثم تلت منح الرتب حسب المزاج ولو لفترة.أما من لم يسعفه حظ حزبه في الانخراط في صفوف الجيش والشرطة مثل ميليشيات جيش المهدي وتفرعاته فهم استمروا بتنظيماتهم العسكرية خارج نطاق السلطة والتسلح بأحدث الأسلحة.وفي لقاء لوزير النقل السابق من التيار الصدري سلام المالكي صرح في لقاء له في برنامج:توقيع من على الفضائية العراقية قبل عدة أيام اقر المالكي,سلام ان عصائب أهل الحق,وهو مخول بالتحدث باسمها,مسلحون تسليحا حديثا,لكنه لم يُسأل أو يوضح من أين جاء هذا التسليح الحديث وضد من ؟وعصائب أهل الحق هو تيار انشق عن التيار الصدري وهو تنظيم ضد ألاحتلال الأمريكي,كما صرح المالكي بذلك,وتشكل في عام 2005.ولهذه الميليشيات المسلحة التي لم تنزع سلاحها رغم تقليم أظافر التيار الصدري في البصرة وفي بغداد لكنها تتفاوض مع حكومة المالكي من خلال بعض مطالبها وفي مقدمة ذلك إطلاق سراح أعضاءها من المعتقلات وعدم الاعتداء عليهم في حالة إخلاء سبيلهم.

ولنرجع الى التفجير الدامي في 19 آب,هل يمكن أن يستثنى هذا التيار الذي له ألف سبب لزعزعة الأمن الداخلي الذي هو هش بما فيه الكفاية؟ هل الاستعمال المتكرر للعبوات اللاصقة و مسدسات كاتم الصوت التي أعلن المسئولون عن مصدرها ألإيراني في عدة مناسبات عدا الأسلحة الحديثة الصنع الإيرانية ,تكون بعيدة عن تخطيط المخابرات الإيرانية وأداته فيلق القدس لقتل العراقيين؟هل الركض لوزير خارجية إيران للعراق في زيارته عير المعلنة(لا يهم إعلانها فهو يأتي عندما يريد)جاء لإيقاف تدهور علاقات بغداد مع سوريا أم لطمطمة بعض ما قد يترشح من التحقيقات في الحادثة تلك؟

وأصبح التيار الصدري بكل فروعه يديره الشاب "المقتدر" من قم,حيث يقوم بزيارة دول مع وفد كبير الى دول الجوار ولم يعرف أو يعلن كيف تتم الزيارة ولماذا وما هي المبررات وما هي التزامات تلك الدول له؟وألان يقوم بوساطة أو محاولة الوساطة بين الحوثيين والحكومة اليمنية,ولا يسأل أحد من الساسة الكبار كيف ولماذا يقوم تيار سياسي بكل هذا الجهد التي لا تستطيع أن تقوم بها دول أو الجامعة العربية التي تمر بفترات سبات عميقة ولا تستيقظ الا ما ندر؟أليس لإيران يد في كل هذا؟

هل يريدون في التيار الصدري عبر الممهدون وغيرهم أن يقيموا "عراقا"جديدا هناك أيضا؟ما فرقهم عن القاعدة؟ولم كل هذه الأسلحة التي يحتفظ بها تيارهم الضارب عصائب أهل الحق و جيش المهدي؟ أين الدولة العراقية من هذا؟

أما القاعدة وعملياتها ألإجرامية والتي هي في حد ذاتها أداة للتنفيذ عبر مجرمين دخلوا سراديب غسيل الأدمغة العفنة ,دخلوا العراق عبر منافذ لا يمكن بدون تعاون أجهزة تلك الدول المخابراتية أن تدخل هذه الأعداد الكبيرة ومنذ 6 أعوام وليومنا هذا ,كما يدعون.ان هذه المجاميع ألإجرامية تنفذ ما يخطط لها بحجة محاربة الأمريكان وبالتالي لم تبقى ورقة توت عليهم وعلى حججهم عندما خرج الأمريكان من المدن,ولم يبقى لهم غير قتل الأبرياء,لبقاء العراق أولا تحت ألاحتلال وثانيا بعيدا عن الاستقرار لان في ذلك قد يؤثر سلبا على حكومات دول الجوار التي لم ترى غير القائد الواحد والحزب الواحد والملك وعائلته والباقي للجحيم. يدخل هؤلاء القتلة عبر سوريا"العروبة"والسعودية الوهابية وإيران الشيعية,ولكل من هذه الدول الثلاث أجندتها الخاصة ,لكنهم يلتقون في نقطة واحدة هو تدمير ما تبقى من عراق وليبقى شعبه في مؤخرة الدول في التقدم والعلوم وفي مقدمة الدول المتخلفة وليمرروا مخططاتهم في النهب وسرقة ثرواته.

ومن تداعيات هذه ألازمة الخطيرة التي هزت وبعنف المجتمع العراقي هو عدم ألانسجام في هرم السلطة لاسيما بين الحكومة ومجلس الرئاسة ,من العاصمة السياحية السليمانية, وكأن الأخير يعيش في عالم منفصل,وهو كذلك,ويصرح ما لا يتفق وامن العراق ولإحراج الحكومة عموما والمالكي خصوصا من أجل أجندتهم السياسية فقط ,وهكذا الطالباني والهاشمي وعبد المهدي أصدروا بيان لمحاولة

" تبويش "للمالكي أثر تقدم الحكومة بطلب لتشكيل المحكمة الدولية.وربما جاء اتفاق عبدالمهدي مع بقايا مجلسه تمريرا لقضية بنك الرافدين فرع الزوية ,وقد يكون هو السبب في إقالة عبدا لكريم خلف

من منصبه,بعد أن أشار ألأخير الى ألأيادي المباشرة في تلك الفضيحة.أصبح كل شيء جائز في بلد يحكمه رهطا من الجهلة التي لم تهمهم مصلحة البلاد إطلاقا.

وسوف تستمر التجاذبات والمزايدات السياسية حول أحداث 19 آب الدامي وقد تستعمل ورقة للانتخابات البرلمانية القادمة,وقد يظهر حزب وتكتل, ضمن هذا السياق, ربما يوعد الناس بعدم تكرار "الأربعاء الدامي ويطلب التصويت له,لكن وعده قد يشمل فقط أيام الأربعاء.



20090910


تداعيات أحداث الأربعاء الدامي مازالت مستمرة (1)
 

free web counter