| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الثلاثاء 8/9/ 2009



تداعيات أحداث الأربعاء الدامي مستمرة
(1)

محمود القبطان

ما زالت تداعيات أحداث 19 آب الدامي مستمرة وعلى كافة ألأصعدة,وتضارب التصريحات لكل من هب ودب لم نرى نهاية لها ,الى أن شملت حتى من كان أشهر ألأسماء منذ سنتين على صعيد وزارة الداخلية,واقصد اللواء الركن عبدالكريم خلف ألذي أقيل دون إبلاغ وزيره لا بل أكثر من مراقب أعتبر هذه الخطوة ضربة على قفى وزير الداخلية نفسه. ومازال السؤال عن الفاعل للجريمة اقرب الى اللغز,وفي كل الأحوال لن يكون البعث بعيدا عنه سواء بالتخطيط أو التمويل أو بالاثنين معا. فهذه صفاتهم وطريقتهم في كل الأوقات سواء خارج السلطة أو عندما استولوا عليها.لكن ومع كل التوقعات فأن أصابع دول أخرى لن تكون بعيدة عنها بشكل مباشر أو غبر مباشر.فهل اتفقت كل دول الجوار على جريمة واحدة وبهذا الحجم ؟ ربما,ولم لا ان المصالح والنفوذ هي المحرك الأساس في كل هذه المصائب التي تنزل على رؤوس العراقيين كل يوم.

هرب المتهمان الرئيسيان من سوريا ,حسب ما ورد من أخبار الفضائيات,وان صح الخبر فانه من المستحيل أن يهرب مثل هؤلاء الأشخاص المهمين من سوريا وهم تحت أنظار الدولة بكل مؤسساتها المخابراتية, ناهيك عن أن الخبر جاء فيه انه اليونس وسطام خرجا بأسماء وجوازات مزورة الى لبنان ومن ثم الى السودان .وهل يجازف البشير المطلوب دوليا ان يستقبل هؤلاء المطلوبين ؟ العراق يطالب بهم وسوريا تضع الحجج أمام هذا المطلب وسوريا ترد بشكل يدل على الدفاع عن المتورطين,وتذكر المالكي بأيام تواجده في سوريا أثناء حقبة النظام البائد,لا بل خصت كل المعارضة وقت ذاك,لكن الفرق عن ما هو موجود في العراق ألان ان المعارضة لها الحق في التواجد على الأراضي العراقية عكس ما كان أيام النظام السابق,ولكن ما دام البعث مذموم الى درجة استحالة قبولهم بهذا التشكيل في المجتمع العراقي,فهل كان من الممكن أن يتمتعوا بنفس القدر من الحريات للعمل في العراق وبالرغم من مسألة اجتثاث البعث ,والمساءلة والعدالة ؟ القضية تشعبت ووصلت الى أروقة مجلس الأمن لبحث طلب العراق بتشكيل محكمة دولية تقتص من المجرمين.

العراق سوف لن يسحب طلبه هذا,وربما أمريكا سوف تستمر بالضغط على مجلس الأمن الذي لن تحترم قراراته الا بما تريده هي أمريكا, فهل يا ترى ان المحكمة الدولية سوف تجبر الدولة التي سمحت للمجرمين اليونس وسطام بالتواجد على أراضيها لتسليمهم إليها ؟ أن المحكمة الدولية بشأن اغتيال رفيق الحريري مضت عليها سنين ولم ترى النور,واغلب الظن سوف لن تراها. ثم هناك مسألة مهمة وهي أن هذه المحكمة سوف تنظر بالقضية الأخيرة أي ما حدث يوم 19 آب أم تنظر أيضا ,مثلا,بقضية وزير الثقافة السابق الهارب الى دولة التسول النفطي والذي ثبتت عليه جريمة اغتيال أولاد الالوسي ؟ وهل تنظر بمسألة هروب الدايني الذي أرجعت طائرته لينزل في مطار بغداد ويهرب مرة أخرى الى نفس المكان ألآسن ؟ هل سوف تنظر هذه المحكمة بقضية تهريب وزير الكهرباء السابق وجلبه من بلده الجديد ,أمريكا ؟ والحديث يصل الى الدليمي الذي هو ألآخر هرب الى عمانه مكان التجمع ألأجرامي ولم يتجرأ للوقوف أمام التحقيق بعد طلب سحب حصانته لتسهيل مهمة استجوابه,ولماذا كان خائفا من الاستجواب أصلا ما دام هو برئ ؟ والقائمة قد تطول,لكن ما أود قوله أن سوريا استخدمت هؤلاء كأوراق للضغط على العراق مثل ما استخدمت المعارضة العراقية ضد نظام صدام البائد.في المقابل العراق يملك عشرات الأوراق ضد الدول التي تتعامل معه بهذا الشكل الابتزازي,وهي الورقة الاقتصادية.
الإرهابيون من دول الجوار يأتون وبعلم مخابرات هذه الدول ,والعراق يعرف ذلك,فلماذا لم يتحرك الا بعد ان (نزل الفاس بالراس) ؟ المياه تقطع أو تقنن لدجلة والفرات من قبل تركيا وكارون من قبل إيران (الجارين المسلمين وأحزاب إسلامهم تحكمهم) الى درجة أصبح الفرات كساقية مع الترسبات أما في البصرة فأعلنت عن ثلاث أقضية منكوبة بسبب الملوحة وتضرر الزراعة ونزوح أهلها.هل للعراق أحقية بالمياه الدولية ؟ هل هناك اتفاقيات دولية تلزم هاتين الدولتين بعدم قطع المياه بهذا الشكل عن العراق ؟ هل لهذه الدول مصالح اقتصادية في العراق ؟ وطبيعي لهم مصالح لكن لماذا لا تستعمل هذه الأوراق للضغط عليهم ؟ ولكن لماذا لم ينبس أحد من الحكومة وأحزابها الحاكمة عن مأساة أهل البصرة وما لحق بهم من ضرر جراء تحويل مجرى الأنهر التي تصب في شط العراق الى داخل إيران؟

كنت ومازلت أقول أن في أمر أحداث الأربعاء الدامي أكثر من سبب ويقف وراءه,ربما أكثر من مجرم.
هناك البعث وقد تناولته اعلاه, هناك ميليشيات لم تنزع أسلحتها, هناك انتخابات قادمة بعد 4 اشهر,وهناك القاعدة .
 

يتبع


20090908


 

free web counter