|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  9  / 12 / 2014                                 د. محمود قبطان                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حدائق ابي نؤاس في ذمة التأريخ؟

د. محمود القبطان

في خمسينيات القرن الماضي كان شارع ابو نؤاس لا يتعدى الشارع الاصلي بالقرب من الدور المشيدة هناك منذ زمن وكان عبارة عن ذهاب واياب وفي اسفل الشارع باتجاه النهر الخالد كانت الچراديغ منتشرة على طول الجرف من باب الشرقي الى منطقة هويدي حينذاك,اما الآن فاصبح عرض الشارع بعشرات الامتار والحبل على الجرار.


اليوم ذهبت مشيا الى حد فندق عشتار ومررت بتمثال ابي نؤاس وهو يُسقى ب"الماء" من قبل الجارية,ربما,ولكن ما لاحظته يدعو للاسف والآلم حيث اختفى كل العاملين من الحدائق وانتشرت النفايات بشكل محزن ومخيف لا بل يحرق البعض الاشجار في داخل المنتزه وفوق الحشيش اكوام من القناني البلاستيكية بكل احجامها والاكياس بكافة الوانها وحفاظات الاطفال بكل احجامها ويبقى المنتزه يئن من كل هذا الاهمال.

مشيت متعمدا في داخل المنتزه فرأيت احد الجنود يحرق القناني البلاستيكية وكانت روائح وغازات سامة تنبعث من جراء الحريق لا بل بعض القناني تنفجر بصوت يشبه صوت العاب نارية خفيفة اندلعت. ذهبت الى الجندي ورأيته يملآ كيسا بالقناني لينقله الى الجهة الثانية بالقرب من عجلته التي يجلس فوقها جندي آخر مع سلاحه فعرّفته على نفسي بأنني طبيب ومهتم بالبيئة وتحدثت اليه حول السموم التي تنبعث من جراء هذا العمل لاسيما وهو يقف بعجلته بالقرب من النار جراء القناني المحترقة. قال : العمال في المنتزه سُرحّوا من العمل منذ امس ولم يرفع احدا النفايات مما حدا بالضابط بالطلب من جنوده بحرق القناني وكأن القناني فقط هي التي تجمعت.. ذهبت واشتريت اكياس للنفايات واعطيتها للجنود لملئها وعدم حرق ما تبقى بجانبهم من قناني ومن قبل التقيت بضابطين كنت قد تكلمت معهما حول ذلك وطلبت ان اصور تلك النفايات فقبلوا دون ان اصور الجنود حسب طلبهم. بالمناسبة امس لم تكن هناك اية عطلة وكميات النفايات تعدت بحجمها ربما اسابيع.

الحقيقة الجنود المساكين هم اول من يقف في صفوف كل المعارك ومن جملتها استنشاق كل السموم القاتلة قبل الرصاص.

ويبدو ان الفضائيين والقرارات التي اتخذت ضدهم شملت حتى البلدية وعمالها في حدائق ابي نؤاس, وربما خوفا من العقاب فبادرت امانة بغداد بتسريح العاملين فيها ولكنها لم تفكر بما سوف يخلفه مثل هذا العمل غير المدروس . هل اللافتات التي وضعت بحجم كبير على اسيجة المنتزه وفيها اسم امين بغداد يتوافق مع ما موجود حاليا في المنتزه من تدمير للبيئة ولجماليته ؟ هل تسريح العمال من هناك سوف يقضي على الفضائيين في حين القطط السمان باقية ؟ هل وجود بعض الباعة في داخل المنتزه وخارجه يساعد على رمي النفايات ايضا حيث لا رقيب عليهم وليس هناك من يهتم ويسأل لماذا الحاويات الكبيرة خالية والاوساخ خارجها؟

اترك الاجابة على اسئلتي لمن يهمه الامر.


20141209


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter