| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

                                                                                      الثلاثاء 7/2/ 2012



هكذا رأيت عراقنا
(2)

محمود القبطان   

الصراع السياسي والمؤتمر الوطن
لم يعد يخفي على أي عراقي ماذا يدور خلف الكواليس,والكل يضع يديه على قلبه وينشد الى شاشة التلفاز عن ماذا سوف يحدث في يوم غد.وهذه ليست من باب المبالغة وانما الحقيقة بعينها.فقد تفاقم الخلاف بين المتناحرين دولة القانون والعراقية على مع من الحق في استدعاء الهاشمي ظاهريا وبالخفاء ماذا حل بالاستحقاقات الانتخابية ومؤتمر أربيل.ربما قضية الهاشمي هل القشة التي قصمت ظهر البعير ,كما يقال,لكن الأمر أبعد من ذلك,وفي خضم كل هذا الصراع نسى الساسة الوطن والشعب ينتظر النكتة والحدث والانفجار وتحليل الأمور السياسية على مقاهي الأرصفة ليرتفع الصوت هنا وينخفض هناك وفي أحيان كثيرة ينتهي التحليل الى خلاف و خصام.

لقد طرحت فكرة المؤتمر الوطني قبل قضية الهاشمي بسبب تردي الأوضاع ووصول العملية السياسية الى طريق مسدود وعدم وجود نية لطرف ما للتنازل من أجل الوطن.وعندما بادر الحزب الشيوعي بفكرة المؤتمر الوطني تلقفها أكثر من حزب وكتلة إلا دولة القانون بسبب "عدم" وجود حاجة لمثل هذا المؤتمر,لابل زادوا على هذا بأن لا تأثير لأحزاب خارج الحكومة ولا حاجة لدعوتها أصلاً.وبعد تأزم الوضع السياسي أكثر فأكثر طرحت دولة القانون فكرة المؤتمر الوطني مع دعوة لكل الأحزاب العراقية خارج وداخل الحكومة حيث لم يعد أمام دولة القانون غير هذه الفكرة ولو لحين للملمة الوضع ونسيان المؤتمر.وقد هدد القادة الكرد بعدم القدوم الى بغداد اذا عقد في العاصمة,وإذا لم تكون قرارات مؤتمر أربيل المرجع الأول في المؤتمر القادم.حدث بعض التقارب في الموعد والمكان واشترط البرزاني لحضوره على التحضير الجيد للمؤتمر وضمان نجاحه ,من يعطي هكذا ضمان؟وربما سوف ينسى المؤتمر بعد سويعات من انتهائه!

قد ينعقد المؤتمر,وهذا ليس بالأمر الصعب ,كما عقدت مؤتمرات عديدة من قبله,لكن لب المشكلة سوف لن تطوله يد احد لتعديله وهي المحاصصة الطائفية والقومية التي أدخلت البلاد في ظلام سياسي دامس لا مخرج منه إلا بتنحي الأحزاب الدينية والقومية عن السلطة,ولكن كما قال احدهم:"ومنوگال راح ننطيها بعد".أذن المشكلة ليست قضية وطنية وبناء وطن وإنما ابعد من هذا وهو السلطة والسلطة ,والسلطة :الامتيازات والعقود والأقارب هم وكلاء الوزراء,والمدراء العاميين والحراس الشخصيين ومن يسوق سيارات المسؤولين ومن يضع العبوات الناسفة والأسلحة في باحة صناديق السيارات الخاصة, والقتل بالكاتم قد انتشر وكما قال السيد عطا ان معظم الأعمال الإرهابية يقوم بها حمايات الشخصيات المهمة بهوياتهم وسياراتهم وكواتمهم.

الفساد والرشاوى
لقد انتشر سرطان الفساد الإداري والمالي بشكل أخطبوطي افقيا وعموديا ومن شمال العراق الى جنوبه.ولم تعد الدولة قادرة على مكافحته حيث الرائحة النتنة له تزكم الأنوف حيث لم يعد وزير إلا واتجهت إليه الأصابع بأنه مشتركا في هذا العقد أو ذاك لحسابه الخاص أو لأحد أقاربه أو لشركة ربما أجنبية ودفعت النسبة المئوية.وإذا كان هذا الكلام مخالف للحقيقة ,ليقل من يعترض عليه من أين يستطيع عضو مجلس محافظة شراه البيوت العديدة أو شراء شوارع بأكملها لحسابه الخاص ,وهناك الأدلة على ذلك.وليقل من أشترى العقارات العديدة في شارع الجزائر في البصرة؟ وزير النقل الأسبق استولى على بيت مساحته 1350 متر مربع في المعقل وبسعر :بلاش.وزير النقل السابق عبدالجبار اشترى 4000 متر مربع مساحة المحكمة في البصرة المعقل مقابل محطة السكك بسعر تمر ألزهدي للمتر المربع :سعر تفضيلي!!لماذا لا يحاكم المفسدين من مدير عام فما فوق وأسمائهم عند النزاهة؟لماذا يصدر عفو عام عن المزورين؟لماذا فجرت بناية هيئة النزاهة في الكرادة بعد فضيحة الأسلحة التي تكلم عنها الكثيرين واكتشاف الفاسد فيها,وماذا حل بالضباط الأربعة الذين أعلن عن اشتراكهم في العملية,حسب الناطق باسم عمليات بغداد؟ونرجع الى القضية الأخطر في تصريح أمس لأحد المسؤولين الكرد وهو ربما همام البرزاني,إذا لم اخطأ في اسمه,حيث صرح وياليته لم يصرح:متى ما استعاد العراق قوته فسوف يتوجه لضرب الاكراد.يعني إن الاكراد هم من يشتركون في إضعاف العراق في كافة النواحي,وحسب تصريح احد البرزانيين والذي لم اسمع باسمه من قبل ولا زغراً به.لكن لماذا يريد البعض أن يبقى العراق ضعيفاً؟ألم يكفي أن حامل الجواز العراقي لا يسمح له بالدخول الى معظم دول الخليج؟وهل في ضعف العراق قوة للأكراد؟على من يطلق هكذا تصريح غير مسؤول أن يراجع نفسه ألف مرة,وعلى قادته أن تدين مثل هكذا تصريح,لكن هذا لم يأتي من فراغ فهناك من يغذي هكذا أفكار متعصبة وحاقدة للضغط من أجل الحصول على المزيد مما حصلوا عليه.

يتبع
 

20120207
 

 هكذا رأيت عراقنا (1)

 


 

free web counter