| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

السبت 6/6/ 2009



لماذا هذا التحدي؟
(3)

محمود القبطان

أثير جدل حول اليسار العراقي وإخفاقه في انتخابات مجالس المحافظات ويثار ألان حول الانتخابات القادمة البرلمانية في بداية العام القادم.ابتداء أن الكثير من البرلمانيين في العراق يتجادلون في موعد الانتخابات القادمة وكل من هؤلاء يضع تاريخا وحسب قراءته لمواد الدستور وحسب فهمه وقناعة كتلته ,وبالنتيجة نحصل على أكثر من تاريخ,والواقع أنه يبدو حسب ما شرحه أكثر من قانوني مستقل ظهر ان بداية شباط هو الموعد المفترض لإجراء الانتخابات,وما تبقى من توقعات تصب في مصلحة هذا التكتل أو ذاك في الإسراع أو الإبطاء لهذا الموعد غير المقدس كما يبدو.

وما يهم اليسار والقوى الديمقراطية التقدمية هو كيفية تدارك الخسارة الانتخابية السابقة لمجالس المحافظات .لقد سعى أكثر من حزب وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي العراقي الى تشكيل عمل جبهوي أو تكتل لخوض الانتخابات ,وقد نجح في بعضاً منها وأخفق في البعض الآخر ,حسب ما صرح به أكثر من قيادي في الحزب وأخرهم سكرتير الحزب نفسه لجريدة المدى قبل أيام.أما ما هو سبب الإخفاقات في التكتل الذي سمي (مدنيون) والذي لم يتعدى أكثر من ثلاث محافظات فلم ينوه عنه,هل لعدم تواجد للحركة الاشتراكية والحزب الوطني الديمقراطي في محافظات أخرى أم كان هناك عدم اتفاق بين أعضاء هذا التكتل في محافظات أخرى أو ربما أكثر من ذلك فهذا سوف يبقى للتخمين.وقد صدر تقييم لنتائج تلك الانتخابات ,لكن هذا وكما يبدو من المقالات التي تعاقبت لم يقنع البعض لأنه "لم يشخص الأسباب" "ولان القيادة لم تستجب الى صوت الشارع".وأنا على قناعة أنه لو بقى الحزب اشهر من أعادة الأسباب فهي لن ترضي هذا البعض الذي يتستر تارة بالإخلاص على تاريخ الحزب وتارة بالتشفي وفي كلتا الحالتين هناك قصر نظر سياسي لا يعترف به المنتقدون إلا وهو المساحة التي كان الحزب منفردا أو مع حلفاءه والإمكانيات المتوفرة المالية للإعلام والتي يحاول البعض التقليل من أهميتها ,علماً أن معظم البرامج الانتخابية لم تختلف في الكثير من موادها بين بعضها,وأن هؤلاء لم يقدموا غير الكلام المجاني والذي لا يكلف فلسا واحدا ,ولو نفترض ان بعض الصحف على الانترنيت تطلب مبلغا ولو زهيدا على نشر المقالات لرأينا أن معظم هذا الصحف سوف تتوقف عن النشر وسوف يختفي معظم كتابها,وبالتالي حتى الملتزمين حزبيا لا أبالغ اذا قلت إنهم أقل الداعمين ماديا لفعاليات الحزب الانتخابية وهذا شيء مؤسف حقا.ان ما هو متوفر لأحزاب الحكومة وباقي الأحزاب الدينية والقومية لا يقاس بما عند الحزب الشيوعي العراقي من إمكانيات مادية شحيحة جعلته مكبلا بحركته الانتخابية السابقة وسوف تكون كذلك أن لم تشتد الهمم لجعل الإعلام فعالا للفترة القادمة,ومقدما قال الرفيق موسى أن إمكانيات القناة الفضائية ضعيفة جدا وربما لفترة غير قصيرة,اذن ما هو البديل؟

على قيادة الحزب أن تضع خطة متكاملة استعدادا للانتخابات القادمة : الإعلام , التحرك بين الجماهير,التحالفات لما بعد الانتخابات لاكتشاف قوة الحزب وبالتالي العمل المشترك على ثوابت بعد الانتخابات كما هو معمول في البلدان الديمقراطية. التحرك على تعديل قانون الانتخابات التي ضاعت جراءه أصوات مليونين ونصف المليون ناخب حيث احتسبت للقوائم الفائزة وسوف تتكرر هذه اللعبة مرة أخرى ان لم يتعدل هذا القانون الإسلامي السياسي. ولان الإعلام عموما أحجب عن تحرك النائبين الشيوعيين وعن موقفهما من هذا القانون فأصبح الحزب مرمى لسهام النقاد لتصورهم أن الحزب لم ينتقد أو لم يحاول تغيير هذا القانون, كما صرح به موسى للمدى لمرتين, وحتى لو صرّح عشرات المرات عن هذا الموقف فلن يقتنع هذا البعض. تشجيع أعضاء الحزب للهجرة المعاكسة,وهذا يعطى زخما هائلا للحزب والحركة اليسارية في نشاطها وعلى كافة الأصعدة.

أن تشتت أصوات اليسار في الانتخابات الأخيرة كان سببا رئيسيا في خسارتها بالشكل الذي شاهدناه,ولو تنازل هؤلاء الإخوة ولم يكونوا سلبيين لذلك الحد لربما كانت قد تغيرت النتائج,هكذا كان تصور السيد علي الاسدي فيرد عليه أحد الإخوة لماذا تدعونا أن نعطي صوتنا للحزب الذي لم يرد أن يلتقي معنا ؟ أولا "معنا" من انتم ؟ هل هناك حزب آخر لم نسمع به ؟ هل يريد أن يتعاون الحزب  مع بعض الدكاكين التي لم يلتف حولها أكثر من قيادييها وربما عوائلهم ؟ هل يريد من الحزب أن يتعاون مع السيد إبراهيم الحبيب الذي يسمي حزب البعث الفاشي حزبا حليفا ويدافع عن وحدته ومن على شاشة الديمقراطية التي يحسبها أحد البعثيين الأسبوع الماضي قناة المعارضة العراقية ,ولكن بعد أن فلتت الكلمة من فمه حاول مقدم البرنامج القول إنها قناة للجميع ,والحقيقة يعرفها الجميع من يظهر يوميا على هذه القناة وآخر الفعاليات هو أن عباس الجنابي المعارض سابقا بعد هروبه من عدي أصبح بعثيا وبامتياز مرة أخرى ومقدما لبرنامج فيها بعد أن أغدق قصائد المدح لمدير القناة الهاشمي ومن ورائهم ؟هل يريد الاتفاق مع مجموعة الكادر التي تسّبح بحمد البعث ليلا نهار ومعارضة الضاري ؟ أما ما تبقى من معارضين للحزب فلهم الخيار في التعاون وفي معظمهم رفاق درب وحرصهم على الحزب لا يقل عن حرص أعضاء الحزب. وفي أكثر من لقاء ان الحزب يمد أيديه للآخرين لكن ,على ما أعتقد, دون شروط مسبقة, حيث يمكن العمل المشترك,ولم ينكر أحد على ألآخرين من وجود قوى يسارية وقد تكون فعالة, لكن الأهم ان التشرذم لن يصب في صالح أحد.

تبقى أصوات التحدي لكل خطوة يخطوها الحزب من أجل لملمة الاطراف مستمرة ودون نهاية. كان الراحل أبو كاطع قد قال في زاويته في طريق الشعب بعد توقيع اتفاقية التحالف الجبهوي مع البعث وتزايد الانتقاد لخطوة الحزب آنذاك قال" الحزب الان في الجبهة,ومن لا يوافق له الحق الاحتفاظ برأيه وليكن للحزب رأي أيضا,بهذا المعنى قالها وهو كما كان يقال كان ضد الجبهة وقتها,وألان أقول للبعض الذي يخوّن القيادة ويدعو الجماهير لعزلها واخذ زمام ألأمور بيدها أقول أن لم تشتركوا في تعزيز وحدة الحزب فلك(م) الحق في التصويت للآخرين أو عدم الاشتراك في الانتخابات القادمة أو ترك السياسة أو البقاء في الغربة أو أو أو, لكن كفوا عن اسطوانة التخوين لقيادة الحزب.إذا كنتم فعلا ديمقراطيين فأن المؤتمر الثامن, يا أخوة, قد صوّت لهذه القيادة الحالية,وهناك قياديين قد تركوا العمل الحزبي وهذا من حقهم , لكن ليس لان القيادة غير مؤهلة وإنما لأسباب أخرى.

يحاول البعض من تكرار النقد اللاذع لقيادة الحزب من الظهور بمظهر المجموعة الكبيرة التي لابد من أخذها بنظر الاعتبار ووضعها في الحسابات السياسية القادمة وإنها في أغلبها لا تمثل غير نفسها كما يبدو. فهل هذا يصب في تقوية اليسار الديمقراطي العراقي ؟ لا مجال للشك في الجواب على هذا التساؤل بأن مثل هكذا نقد لا يصب في مصلحة تقدم اليسار العراقي ,ولا خلاف على تعدد هذه القوى والتعاون المشترك لا بل يشكل هذا التعاون ضرورة استراتيجية للمستقبل. لكن المشكلة في هذا البعض إنهم يريدون من خلال الانترنيت أن يشكلوا قطبا ويدعون الى وحدة اليسار بطريقة رفع اليد عن الحزب الشيوعي العراقي لتشكيل كيان سياسي جديد بعيدا كل البعد عن الحزب وهم أنفسهم ممن دعوا لمرات ومرات الى تغيير اسم الحزب,وهم يعلمون أن بعض التجمعات التي تسمي نفسها شيوعية الكادر وغيرهم ينتظرون هذه الفرصة الذهبية لاستغلال أسم الحزب ولينتهي الحزب الام من الوجود,لكن كل هذه المحاولات تبدو الان بعيدة جدا كل البعد من تحقيق هكذا أمنيات . يدّعي البعض أن الحزب يحتكر العمل اليساري له ولم يبادر بالتقارب مع الآخرين وغيرها من التهم الجاهزة وأقول هنا لقد تم بالفعل التعاون والتقارب ,وليس من باب الدعاية, و لو لم يتم هكذا تعاون من أين جاءت القوائم التي تحالف فيها الحزب مع الآخرين؟

لننظر الى المستقبل والى التعاون بين كل أقطاب اليسار والقوى الديمقراطية والتقدمية, ولوضع العراق على المسار الصحيح في التقدم والتطور,لان بدون هذا سوف يضيع العراق,وأتمنى أن لا يحدث هذا.



20090605

 

¤ لماذا هذا التحدي ؟ (2)
¤ لماذا هذا التحدي ؟ (1)

 

 

free web counter