| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الثلاثاء 2/6/ 2009



لماذا هذا التحدي؟
(1)

محمود القبطان

بودي أن أعرج على ثلاث مواضيع تحت هذا العنوان.

أولاً :
انطلق تدفق النفط من الإقليم رغما عن الحكومة الاتحادية.وحسب المراسيم التي شوهدت في التلفزيون الرئيسين الاتحادي والإقليمي حركوا المفتاح لتدفق النفط الى الميناء التركي,وقال الرئيس الاتحادي ولتطمين المركز إن كل الواردات من النفط كل سوف تذهب الى خزينة المركز.وقال أيضا ان المستفيد هو الشعب العراقي كله من هذا النفط.كلام جميل وتتقطر منه الشفافية اذا صدقوا.

لقد طال فعلا مناقشة واقرار قانون النفط والغاز ودخل في جدل عقيم ودهاليز النفاق السياسي مرة للابتزاز ومرة للتحدي ومن كل الاطراف.لكن لمصلحة من كل هذا التحدي؟يدعي الجانب الكردي ان تصدير النفط من الإقليم يصب في مصلحة الشعب العراقي ويجري وفق القانون والدستور,ووزارة النفط تعد هذا التصدير الذي بدأ فعلا في الاول من حزيران مخالفا للقانون حيث ان كل العقود يجب أن تعتمد من قبل وزارة النفط المركزية,اذن هناك نوع من التحدي والذي سوف يؤدي الى توسع رقعة الخلافات بن المركز والإقليم حتما.لماذا لم يناقش القانون الذي أعدت مسودته من قبل ومن هي الاطراف التي لن تريد مناقشته؟هذا أولا.

وثانياً :
لماذا لم تعطي سلطات ألإقليم إمكانية ألإشراف من قبل الحكومة المركزية على العقود التي تعاقدت مع الشركات العالمية,وقد صرح وزير النفط اليوم 2 حزيران ان الشركات التي تعاقدت مع الإقليم تتحمل نفسها كل الخروقات والمشاكل التي سوف تطفو على السطح.يجمع أكثر المحللين في مجال النفط ان سلطات الإقليم أعطت نسبة عالية جدا (35%)من عائدات النفط الى الشركات لقاء الاستثمار في هذا المجال,لكن ماهو المبرر لهذا التنازل الى الشركات ومقابل ماذا ؟ يقول البعض ان ما خفي كان أعظم,ولذلك أصرت سلطات الإقليم على عدم نشر محتويات العقود الطويلة ألأجل وعدم إطلاع المركز والشعب العراقي عليها لما فيها من بنود مجحفة بحق العراق ككل .ومع كل هذا أصرت حكومة ألإقليم على تصدير النفط من هناك ورغما على حكومة المركز وسوف تتوتر العلاقات والتي هي أصلا متوترة. يقول السيد رئيس وزراء الإقليم في معرض تهديداته الأسبوع الماضي,انه مهما بلغت القوة العسكرية في المركز فلن تصل الى ما كانت عليه في أيام عهد صدام.ماذا يعني هذا التهديد المبطن؟هل يريد نيجرفان القول ان الإقليم يستطيع أن يحول الوسط والجنوب الى محافظة خامسة تلحق له بعد كركوك بالقوة العسكرية؟

هل يريد ان يثير الفتنة بين أطراف العراق من شماله الى جنوبه؟وماذا سوف يجني من كل هذا؟انه راحل بعد اشهر من الوزارة,والبديل الهادئ قد اعد وتحضر لاستلام المهام حتى قبل ان تظهر نتائج الانتخابات.وحتى رئاسة ألإقليم التقليدية قد تصبح في مهب الريح اذا استمرت معاناة الشعب الكردي حيث لم يشبع إلا من الشعارات والتطمينات أما من يستحوذ على كل أموال الإقليم فقد خبرها الشعب الكردي ويعرف التفاصيل التي يسمعها من كل القنوات الفضائية ومن أهل الإقليم أنفسهم .واذا قال أحدهم عند افتتاح المشروع الاول من اصل 30 عقد استثماري في النفط هناك ,قال هذا دليل على عدم انفصال الإقليم عن العراق! أولا النية موجودة ومبيتة عند القيادة العشائرية الكردية وثانيا لم يسألهم أحد عن انفصالهم فور تدفق النفط الى تركيا وثالثا هل مجرد وعد الحكومة المركزية بإرسال الأموال المستحصلة الى المركز دليل عدم وجود نية الانفصال؟ وأي انفصال يتكلمون عنه ألان وهم في يتواجدون بين فكي كماشة إيران وتركيا؟ وبعد 19 عام من الانفراد بألاقليم ماذا جنى الشعب الكردي من كل الأموال التي وصلتهم ؟ لنرى هل يتوقف التمدد السياسي الكردي عند هذا الحد؟ أشك في ذلك.

على القيادة السياسية الكردية ان تعلم ان الشعب العراقي بكل ألوانه وقف ضد كل عهود الطغيان التي مارست اشد أنواع القمع ضد الشعب العراقي في كردستان العراق لكن سوف يتخلى عن هذا الإسناد اذا ما تمادت القيادة السياسية الكردية في أفعالها التي تخالف الدستور الذي يتشبثون به,ومن هذا المنطلق لا يريدون في العراق غير ديمقراطية توافقية للمرحلة القادمة والتي لم يحددوا سقفا لها لأنها ببقاء هذا النوع المشوه من الديمقراطية سوف يبقيهم معادلة لمسك العصا من الوسط وحسب مصالحهم فقط.


20090602

 

 

free web counter