| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأحد 29/8/ 2010



 تدني الوعي الصحي يجلب الكوارث *

محمود القبطان  

الوعي الصحي في كثير من البلدان يبدأ منذ المراحل الأولى من العمر وتكون مسئولية الأهل كمسئولية المؤسسات التربوية,وبتضامن هذين العاملين المهمين ينشا جيل يتمتع بوعي صحي شامل تكون نتائجه المستقبلية ايجابية للمجتمع ككل.أما البلدان التي لم تنتشر فيها ثقافة الوعي الصحي وعدم اكتراث الدولة بهذه المسألة الخطيرة تعود بالمجتمع بنتائج سلبية جدا وخطرة.

هل دور التربية ,ولنقل من الروضة,تقوم بواجباتها المنشودة في العراق تجاه الأطفال حيث يتركون ساعات طويلة خلال دوام الوالدين؟هل تتوفر في هذه الدور ,والمدارس,لابل حتى المستويات الأعلى,الشروط الصحية المطلوبة؟

منذ عشرات السنين والمدارس تعاني من الإهمال الصحي,حيث قذارة المرافق الصحية,وعدم توفر المياه الصالحة للشرب,وان وجدت فيكون الماء حار لا سيما إن قسما من الدوام في العراق خلال فصل الربيع وجزءا من الصيف.عدم توفر قاعات الدراسة الصحيحة التي يكون فيها الطالب مهيأ لتلقي المادة.

من يراقب الطفل في رياض الأطفال خلال تواجده بعيدا عن أهله:كيف يأكل,هل غسل أيديه قبل البدا بتناول طعامه؟هل تابعت المربية الطفل عند خروجه من المرافق الصحية؟ وسؤال أهم هل المربية خضعت لفحص طبي قبل أن تباشر عملها كمربية؟وهل هي فعلا هُيأت لهذا العمل ودخلت دورات من أجل تربية الأطفال في هذا العمر ليأخذوا منها العادات الصحية الصحيحة ويكتسبوها لتكون مرافقة لهم دوما؟هل تتوفر عندها معلومات عامة عن ماذا عساها أن تفعل في حالة حدوث حريق أو أن يصاب طفل بجرح أو جروح وكيف تتعامل معها لحين توفر أو وصول الكادر الطبي؟

في حالة فقدان الرقابة الصحية في البلاد,كما في العراق ومنذ عقود,يباشر العديد من غير المجازين صحيا بفتح "عيادات" خاصة بدون أية رقابة صحية من المؤسسات الصحية الحكومية,وهنا الطامة الكبرى في حدوث الكوارث الصحية.ففي إحدى المرات وعلى الفضائية العراقية عرض فلما عن عيادة طبية لشخص لم يكن طبيبا أصلا,وفي حالات عديدة أشخاص يديرون صيدليات بدون أن يكون الشخص صيدلانيا وفي أحس الأحوال الإجازة بأسم صيدلاني وقد قضى بعض الساعات القلية مع من يدير المكان,الصيدلية,ليصبح هو المُشخص لحالات كثيرة ويعطي الدواء والذي في حالات عدة مميتا يكون مميتا أو مؤذيا.هناك الأدوية على الأرصفة التي يبعها أشخاص ربما لم يعرفوا القراءة والكتابة والانكى من كل هذا إن البعض يذهب لهؤلاء لشراء الدواء. في بعض الحالات تضطر بعض العوائل تعليم احد أفرادها بسبب عجز احد أفرادها من الحركة ,على سبيل المثال ,من تعليمه(ا)بزرق الإبر أو التضميد ,ولكن هذا لا يعني إن المقصود أصبح أن يمارس التمريض.ففي حالة مأساوية زرقت إحدى أفراد العائلة إبرة بنسلين لأخيها كان قد اشتراها من "الصيدلي" ليفارق الحياة بعد سويعات ,كان عند الشخص المعني حساسية من البنسلين وكان يعاني من الم في الحلق واعتقد خطأ إن الإبرة هذه تشفيه ,لكن مع الأسف قتلته.

الكثير من المتعلمين ,مع شديد الأسف,لا يتمتعون بوعي صحي يوازي أو يقارب تعليمهم وثقافتهم مما يدعو الى الاستغراب بأن يطلب,مهندس,مُضاد حيوي لأبسط رشح يُصاب به.والكثير منهم يطلب وبإلحاح المضاد لان لا يشفيه إلا البنسلين دون معرفة الفرق بين الإصابة ببكتريا أو فيروس.

كل هذه الأمور تتحملها المؤسسة التربوية منذ البدا إضافة الى واجبات المؤسسات الصحية التي يجب أن لا تنقطع في التوعية.

هل الإعلام يتحمل جزاء من المسؤولية في نشر الوعي الصحي؟نعم وبالتأكيد إنها من المهم جدا أن يشترط الإعلام بكل أنواعه لا سيما المرأي في بث الوعي الصحي بكل أشكاله.إن الوعي الصحي لا يعتمد على غسل الأيدي قبل الأكل أو ....

وإنما على كيفية العيش بطريقة صحيحة.إن شعوب الشرق الأوسط ,لاسيما الخليجية,يمتازون عن غيرهم بقلة الحركة والسمنة ,وأحيانا المُفرطة,وانتشار الإمراض المختلفة,مثل السكري,ارتفاع ضغط الدم,ارتفاع الكلسترول,وغيرها من الأمراض التي تأتي كنتيجة لقلة الحركة والأكل غير المتوازن,هذا ما عدى الأمراض التي تأتي بسبب العامل الوراثي.

ومع شديد الأسف نرى إن معظم مذيعات الفضائيات العراقية يعانين من السمنة ,ربما بسبب قلة الحركة,وفي معظمهن ربما لم يمارسن أي نوع من الرياضة.إضافة الى قلة دور الرياضة,وألان أضيفت أمور أخرى تحول أو تمنع النساء من ممارسة الرياضة في بلدنا,إضافة الى العوامل الأخرى المحبطة.

إن الحركة اليومية ضرورية جدا للجميع ودون استثناء,حتى من لم يستطع الحركة اليومية لسبب وآخر عليه أن يمارسها لا كثر من مرة أسبوعيا.في بعض الفضائيات يقدمون برنامج الرياضة صباحا,لكن هذه التمارين بالكاد يقوم بها الشخص لا سيما من يستيقظ صباحا ليذهب الى العمل.إنها برامج جيدة ولكنها نسخت من المحطات الأوروبية وغير فعالة في المحيط الشرقي,الكسل يغلب على الكثير الإفراط بالأكل احد أسبابه ومن ثم الابتعاد عن الحركة واعتبارها مسألة ترفيهية أكثر منها صحية.

ما هو دور العامل الطبي والتمريضي في التوعية؟
من المؤسف إن دور الطبيب في بلدنا لا يتعدى الفحص والإكثار من الفحوصات المختبرية وكتابة الأدوية في حالات الأمراض المزمنة.الحديث هنا لا يخص الجراحة وما شابه. هل يُتعب الزميل الطبيب نفسه ألان أو منذ عقود في شرح أهمية الحركة للمريض المُصاب بإحدى الأمراض المزمنة,السكري ,ارتفاع ضغط الدم...؟هل يطلب الطبيب من المريض أن يسجل وزنه كل شهر بعد أن يبدأ بالفعل الحركة المطلوبة ليقارن بين فترة وأخرى وضع المريض الصحي؟أما الكادر التمريضي فتقع عليه مهمة المتابعة للمريض .فهل هناك فعلا متابعة للمريض من قبل هذا الكادر؟وهل أصبح الكادر التمريضي فعلا مؤهلا علميا لمتابعة حالة المريض,مثلا في حالات مرضى السكري,ليعرفوا ,مثلا,كمية الأنسولين التي يجب أن يتعاطاها المريض الى أن تستقر حالة المريض؟هل توفر دورات تأهيلية لكادر التمريض وباستمرار لزيادة المعلومات الصحية والطبية حيث يكون وقت الطبيب في الزيارة كاف وايجابيا للمريض؟

لوعي صحي جيد يجب البدء به منذ الطفولة والى كافة المراحل العمرية وان تكون المؤسسات التربوية والإعلامية والصحية في عمل دائم ودءوب لنشر الوعي الصحي السليم.


* المقالة هذه إضافة الى ما تفضل به الزميل د.سلام يوسف في (مضمدون يخلطون الإبر) عن الوضع والوعي الصحي المتردي في العراق


 

20100829




 

free web counter