| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. سلام يوسف

 

 

 

الثلاثاء 24/8/ 2010



على المكشوف

مضمدون يخلطون الأبر
فيخلطون الأوراق ....!

د. سلام يوسف

الأحصائيات تشير الى أزدياد عدد الأطفال الذين يُصابون بحالة "الشلل الرخوي الحاد"وهو أحد أنواع الشلل الذي يصيب الأطراف السفلى وسببه المباشر هو الضرر الذي يُلحق بعصب الأطراف السفلى والذي يُطلق أسم (النسا)وهو العصب الي ينقسم الى شطرين في المنطقة العصعصية ومسؤول عن الحركة والأحساس في الطرف السفلي،وهذا الضرر(وكما موثق لدينا) ناتج عن زرق الأطفال بأبر أختلفت الروايات عنها،هل هي مضاد حيوي، هل هي أبرة الفولتارين، هل هي أبرة الأسبجك ،أم ماذا؟ وبدأنا نبحث عن الحقيقة،وطرحنا الحالة أمام العديد من الجهات العلمية والتفتيشية والرقابية، ما هية هذه الأبر، ما منشؤها، ما المعبأة، هل هي نافذة الصلاحية ؟ ...الخ من عشرات الأسئلة.
الأباء والأمهات المنكوبين بأطفالهم المشلولين يقولون "لانعرف ما هو الدواء ، المضمد خلط الأبرة وضربها للطفل"!!
الأبوان يأخذان طفلهما الى أقرب مضمد، الطفل يعاني من أرتفاع درجة الحرارة ،والمضمد يعمد الى زرق الأبرة لأجل تخفيض الحرارة ،ماهو التشخيص ؟ما سبب حرارة الطفل؟ هل المرض بكتيري أو فايروسي؟ كل هذه الأسئلة لاتجد لها أجابة عند المضمد، ومع أحترامنا لكل الأخوة المضمدين والممرضات وقسم منهم لديه خبرة كبيرة ألاّ أن ذلك لايعفيهم من تحمل المسؤولية.
بنفس اليوم يعاني الطفل من عدم المقدرة على المشي(أذا كان في عمر المشي) وأذا كان الطفل أصغر فيلاحظ الأبوان سقوط القدم في الجهة التي زُرقت بها الأبرة،والطفل يعاني من ألم وبكاء.
وتبدأ معاناتنا نحن الأطباء وأهالي الأطفال في رحلة البحث عن السبب المؤكد لحالة الشلل هذه، هل هي حالة ضرر فيزياوي للعصب أم أن الطفل أصيب فعلاً بشلل الأطفال ، والفرق طبعاً كبير جداً ، فالأول سببه الأبرة، أما الثاني سببه فايروس شلل الأطفال الذي نلقح أطفالنا بلقاح ضده من الأيام الأولى بعد الولادة أضافة الى الحملات التلقيحية، علماً أن العراق بطريقه الى الأعلان عن نظافته من فايروس شلل الأطفال،ألاّ أن هذه الأخطاء التي يرتكبها أهل الطفل ومضمديهم هي التي تجعلنا نتمهل في الأعلان عن خلو العراق من هذا المرض الخطير والذي يسبب العوق الدائم.
أن مثل هذه الأخطاء العلمية تحمّل الطفل وأهله الكثير من الجهود والمتاعب الجسدية والأوجاع النفسية والأموال،أضافة الى المتابعة الأسبوعية والشهرية من جانبنا، أضافة الى أن هذه الحالات تخلط الأوراق أمام الهيئات الصحية في موقف العراق من هذا المرض.
أن الكشفيات المرتفعة والفحوصات المختبرية والشعاعية التي يتحمل المريض وزر تكاليفها ناهيك عن ضعف الأهتمام بالمريض في مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات هي التي تدفع بالناس بالذهاب الى المضمدين والممرضات لسهولة وقلة التكاليف،وهم لايعلمون أن أبرة واحدة في أغلب الأحيان لاتكفي لمعاجة حالة ألتهابية،ناهيك عن التشخيص والمضاعفات والتأثيرات الجانبية،ولمّا كان غالبية أبناء الشعب هم من ذوي الأمكانيات المحدودة لذا يعتبر الأهالي أن مراجعة الطبيب حلقة زائدة في معالجة حالاتهم المرضية والنتيجة النهائية، أطفال معوقون،زيادة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية ،ضياع التشخيص وتفاقم المضاعفات ،هذا عدا ضياع الرقابة وتسريب الأدوية وعدم القيام بالواجبات.


 

free web counter