|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  25  / 7 / 2016                                 د. محمود قبطان                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

نحو المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي

د. محمود القبطان
(موقع الناس)

التحضيرات للمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي تسير على قدم وساق وحسناَ فعل الحزب بنشر المسودات التي سوف تُقدم للؤتمر لمناقشتها علناَ ويناقشها من يريد حتى من خارج التنظيمات وهذا بحد ذاته خطوة رائدة في الديمقراطية التي أطلقها الحزب لاشراك الجميع في رسم السياسة المقبلة للحزب للفترة القادمة.

ما أود طرحة اكثر من أمر وربما سوف تطرح مثل هذه الامور من قبل أعضاء المؤتمر.

أولاً: اسم الحزب,فقد شكل هذا الامر منذ سقوط النظام الاشتراكي في بلدان شرق أوروبا هاجساً عند البعض وبذلك يعتقدون حان وقت تغيير إسم الحزب أيضاً وكأن الامر مرتبط ببقاء الكتلة الاشتراكية من عدمها.ويثير هذا الموضوع اُناس كانوا في الحزب وعبر اصدقاءهم في الحزب لتشجيعهم على طرح الامر في كل مناسبة وغير مناسبة,وقد سبق هؤلاء ان طرحوها وبقوة في كل المؤتمرات التي تلت فترة انتهاء الفترة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي السابق لكن لماذا يتم طرح هذا الموضوع حتى في اصغر الاجتماعات الحزبية؟هذا ما يجب على المشتركين في المؤتمر ان يبحثوا من يقف وراء هذه اللجّة في تغيير الاسم وهل بقى إسم آخر يليق بحزبنا ان يتبناه عندما حتى بعض الاشخاص الذين "شكلّوا" احزاب جديدة اصبحت تتغنى بالشعب والعمال والاشتراكية فأي إسم يقترحون هؤلاء الاصلاحيون إذن؟ان البعض يقف وراء "الاصلاحيين" من كانت لهم علاقات مشبوهة مع النظام السابق ويحاولون عبرالعلاقات مع بعض المندوبين للمؤتمر ان يُوصلوا أفكارهم الهدامة,اقول البعض وليس الكل,لكن إن نجحوا ,وهذا ما لا أتمناه فسوف يعلنون عن هدم الكيان بأكمله, وهذا ليس من باب التشائم وانما سمعت من احدهم ان هدفه من قبول زمالة في أواخر فترة الاتحاد السوفيتي هو تحطيم الحزب من الداخل, فهل هم سائرون بهذا الاتجاه؟اتمنى لهم خيبة الأمل في السير عكس مسيرة الحزب وجماهيره.

ثانياً: الحراك المدني,لقد سجل التيار الديمقراطي ومن وقف الى جانبه من المدنيين والوطنيين انتصاراً كبيراً في طريق الاصلاح وعلى أقل تقدير في الضغط على الحكومة في تبني الاصلاح وان كانت في وقت لاحق غير جدية لكن استمراراها منذ تموز الماضي هو دليل صحة طروحات الحراك المدني وانخراط جماعات اسلامية الى هذا الحراك وان كانت بجماهيرها والتي تفوق عدد الحراك المدني بكثير لكن تبقى البذرة التي نبتت في ارض الاحتجاجات هي من صنع التيار المدني الذي لا يكل ولا يمل حتى باعداد قليلة وعلى الرغم من التعتيم الاعلامي الحكومي البائس.ألآن تُطرح مسألة التعاون مع قوى إسلامية وتحديداً مع التيار الصدري على النقاش فبين مُؤيد وبين مُعترض حدث شرخ في التيار المدني ,كما يبدو,من خلال الاجتماع قبل فترة ليست بعيدة بجانب تمثال شهريار في ابي نؤاس حيث انفردوا بقواهم إن كانوا مع الحراك في التغيير والاصلاح بعمومياته ,كما حدث شرخ في داخل البرلمان بين مندوبيي التيار الديمقراطي,وهذا كله فيه إضعاف للقوى المناوئة للمحاصصة المقيتة.التعاون مطلوب مع اي قوى صادقة في التغيير لكن على أن لا تذهب قيادة الحراك المدني الى مديات بعيدة تفقد استقلاليتها كما في الاعتصام الذي حدث أمام البرلمان ونصب الخيم ومن ثم انهاءه بإشارة من قائد التيار الصدري وحينها انسحب التيار المدني ايضاً,وهذا هو المثلب الكبير الذي تواخذ عليه قيادة الحراك المدني,ودخول البعض المحسوب على التيار الديمقراطي او بعض المنظمات الشبابية الى داخل البرلمان رافعاً اشارة النصر كان خطأً جسيماً,وكلنا نتذكر لقاء الرفيق ابوداود مع قناة هنا بغداد قبل بضعة اسابيع حيث قال ان الحزب ضد الاعتصام وهذا موقف في عين الصواب لان متطلبات الاعتصام لم تتوفر بعد من حيث القوة الجماهيرية للتيار المدني المبادر بتظاهرات الاصلاح والتي يريد البعض ان يسرق هذه المبادرة بتصريحات بانه"م" أول من نادوا بالاصلاح في محاولة ابتزاز واضحة لا تنطلي على الجماهير الواعية. ويلاحظ اي متتبع للوضع في العراق مدى وحشية الضربة التي تلقاها المتظاهرون في احدى ايام الجمع عندما حاولوا الدخول مرة اخرى للمنطقة" المُحَرّمة" الخضراء عندما فتحوا النار على المتظاهرين وسقط البعض منهم بين جريح وقتيل وتم لفلفة الامر ولا كأن حدث امر خطير, من هنا يأتي قول ابو داود ان الامر لم يصل من النضوج للاعتصامات أصلاً.أعتقد استمرارية التظاهرات وفي مكانها المحدد يجعل من ليل الحكام قلقاً وان كان ليس هناك خطراً مباشراً آنياً عليهم لكن الارض بدأت تتحرك من تحت أقدامهم ومن هنا جاء تشكيل جبهة الاصلاح في البرلمان,وان كان بعظهم جاء راكباً الموجة, لكنها ربما تشكل عامل ضغط آخر على الحكومة باتجاه الاصلاح .

ثالثاً: الانتخابات,مراراً وتكراراً يكتب العديد من المخلصين للحزب حول اهمية التحضير المبكّر للانتخابات سواء لمجالس المحافظات أو للانتخابات البرلمانية,لكن ما نرى على أرض الواقع مازال الحزب يراوح في مكانه من حيث التحضير لمثل هكذا فعالية تُظهر مكانة الحزب واستقطاب جماهير الى صف قائمة الحزب للفوز بأكثر من مقعد سواء لمجالس المحافظات أو للبرلمان.نرى مدى حماسة القوى المُسيطرة على البرلمان ومجالس المحافظات ودرجة تحركها لانهم يتذكرون مدى الخسارة التي مُنيَت بها احزاب السلطة عندما فازت قائمة التيار الديمقراطي بأكثر من عشرة مقاعد تلك النجاحات للتيار قلبت الطاولة على رؤوس المتنفذين حيث لم يحسبوا بكل تزويرهم للانتخابات وقانون الانتخاب المُفصّل على مقاساتهم بأن يتقدم التيار الديمقراطي بهذا الشكل ولذلك عجّلوا من تغيير قانون الانتخابات ليكون موافقاً كل توجهاتهم ومحاولة عزل التيار الديمقراطي بفر ض التغيرات الجديدة على قانون الانتخابات. ولذلك يتطلب من الجميع من قوى التيار الديمقراطي واليساري عموماً والحزب الشيوعي العراقي خصوصاً التحضير لا بل البدأ بكل همّة لتحشيد اكبر الفعاليات الجماهيرية لهذا الامر والتثقيف بلا هوادة بين الجماهير لانتخاب الافضل ,والحراك المدني المستمر منذ حوالي العام له أثر ايجابي في تهيئة الرأي العام من أجل ترك العواطف الطائفية والقومية والدينية من أجل العراق لانتخاب العناصر الكفوءة والمخلصة والوطنية.كيف سوف تتكون التحالفات؟أعتقد إن القوائم يجب أن تنزل منفردة لكل حزب بأسمه ولكن في النهاية ضمن برنامج تحالف انتخابي مشترك وهذا ما هو معمول به في معظم الدول الديمقراطية.كل التحضيرات باسم التحالف لكن كل حزب يُرشّح من يريد من اعضاءه بقائمته الخاصة وكذلك لباقي القوى المتحالفة حتى لا يكون هناك غُبن لاحد وكل يأخذ ما يستحقه من مقاعد وأن لا تُثار مسألة من يكون الرقم الول والثاني الخ... في قائمة الانتخابات وفي النتيجة الجميع يعمل ضمن البرنامج الانتخابي الذي يقوده التحالف.وهذا ينطبق على انتخابات مجالس المحافظات وانتخابات البرلمان.

رابعاً: الحزب الشيوعي الكردستاني,لقد كنت وما زلت لست من المقتنعين بتأسيس الحزب الشيوعي الكردستاني بكيان مستقل حيث مازال الأقليم ضمن دولة العراق ولم يكن هناك أية ضرورة لتأسيسه ويحتفل بنفس الاعوام لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي وكأن تشكيل هذا الكيان جاء متناغماً مع الحس القومي في الاقليم وأن لا "يبقى" خارج الموجة أو السِرب.لكن كانت تسمية الحزب تُذيّل ب-العراق ولكن هذه الاضافة اختفت منذ زمن حتى في ادبيات الحزب الاخيرة وفي وثائقه المقترحة للمؤتمر ومازال الحزب الشيوعي الكردستاني ضمن اطار العراق جغرافياً ولو شكلياً لكن تنظيمياً اصبح خارج "حشع" من الناحية الفعلية ولكن له مندوبين في اللجنة المركزية لحشع وربما في هيئات اخرى دون أن يكون للحزب الشيوعي العراقي مندوب له في الحزب" الشقيق",وهنا اتسائل لماذا هذه الافضلية للرفاق الكرد في المراكز القيادية لحشع في حين لهم كيان مستقل ؟ ولو اخذنا الامر بشكله التراتيبي والتنطيمي يجب أن سكرتير الحزب ابو دواود هو من يقود الحزب في كردستان باعتبار السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي والكردستاني جزء منه,ولكن أذا يعتقد الرفاق الكرد ان هذا غير وارد فيكون وضعهم في ل م لحشع هو الآخر غير وارد ايضاً.ولكن لا اعتراض عليهم أن يشكلوا الحزب الخاص بهم عندما تُعلن الدولة الكردستانية وهي دولة كردية قومية أصلاً.أن من حق أي رفيق عضواً في حشع أن يتبوأ المناصب القيادية في الحزب كل حسب كفاءته على أن لا يكون عضوا ً في حزب آخر,واعتقد ان هذا ما كان معمولاً به في السابق وأن لا يكون عضواً في اللجان القيادية اذا كان في قيادة حزب آخر.

مع اخلص التمنيات لنجاح المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي
 

20160725
 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter