| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمود القبطان

 

 

 

الأثنين 23/8/ 2010



كلمة حق يُراد بها باطل...أخي محمد علي محي الدين.

محمود القبطان  

أثارت تصريحات رئيس أركان الجيش العراقي قبل اقل من أسبوعين حول عدم جاهزية الجيش الذي هو رئيس أركانه وبدون إشارته الحمراء,واغلب الظن انه تبوأ هذا المنصب ليس لخبرته في الأركان وإنما ضمن المحاصصة التي ثبوتها كعرف,كما يقول الطائفيون والقوميون, وجل تلك الردود كانت ضد ذلك التصريح حيث إن الشعب العراقي يتطلع بكل وطنييه الى ذلك اليوم التي يرحل فيه الاحتلال مع آخر جندي له دون رجعة.لكن في ذلك التصريح ما هو مخبأ خلفه وكان كلمة حق يراد بها باطل,كما يُقال.

الأخ الطيب الذكر الكاتب محمد علي محي الدين كان مع التصريح في مقالته : لم يُكفر الزيباري؟ حيث إن الخطر لم يزول عن العراق لحد ألان وجاهزية الجيش اقل بكثير من المطلوب ...

ما هو السبب للتصريح المتضارب مع كل توقعات المسئولين في طاقم الجيش العراقي؟

إن السبب الرئيس هو تخوف الساسة الكرد من أن يرجع الجيش قويا في ضرب الشعب الكردي وقراهم مرة أخرى عند أدنى خلاف قد ينشب بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم وتكون القوات الأمريكية حامية له وقد صرحوا مرارا بأنهم مستعدون لإقامة القواعد الأمريكية في الإقليم.وهذا لعمري سبب قد عفا عليه الزمن لعدة أسباب اقلها إن أي تحرك عسكري من هذا القبيل يتطلب موافقة البرلمان ,وأخطرها التي قد تؤدي الى حرب بين الطرفين,لا سامح الله,هو تمادي وزيادة المطالبات عند الطرف الكردي في الاستحواذ على أكثر ما يمكن من ماسموه المناطق المتنازع عليها.

عندما فكرت القيادة العسكرية العراقية بشراء الطائرات الحربية كان أول من وقف بوجه ذلك التوجه هم الساسة الكرد بحجة التخوف من استخدامها ضدهم ,والواقع إن السبب الرئيس في احتجاجهم هو إبقاء العراق,المركز, في حالة ضعف مستمر لكي يملوا عليه ما يريدون.لاحظ الموقف من تشكيل الحكومة العراقية الذي ذهبت 5 أشهر دون التوصل لحل هذه المعضلة والموقف الكردي منها هو إنهم مع من يعترف بالمادة 140 واستخراج النفط دون أن يتجرأ احد منهم على إماطة اللثام عن محتوى الاتفاقيات التي عقدوها.وهم والجميع ومن وضع المادة 140 يعلمون إن تلك المادة التي مضى عليها زمنا طويلا قد انتهى مفعولها الدستوري,لكنهم يحركون مواد الدستور حسب رغباتهم.

كل هذه الأسباب وغيرها جاء بسبب ضعف الحكومة المركزية في الشأن الداخلي وألا فهل يستطيع العراق بجيشه الحالي أن يقف أمام الجيش الأردني ولم أقل الإيراني أو التركي؟ هذه مقدمات الدولة الكردية رغما على انف الحكومة المركزية.كمطلب من حق الاكراد أن يؤسسوا لدولتهم وليعلنوها صراحة,وقد يكسبوا الاحترام من قبل الأكثرية ,لكنهم لا يجرأون على ذلك بحجة التمسك بوحدة العراق,ولو صح هذا القول لماذا التخوف من تزويد القوة الجوية بطائرات حديثة للدفاع عن الأجواء العراقية,مثلا؟إن انشغال القوى السياسية في لعبة القطة والفأر وتهديد هنا وتهديد هناك,والجميع يشكك بمصداقية هذا الطرف أو ذاك من المتحاورين,وتزايد الأعمال الإرهابية ضد الأبرياء من المدنيين ورجال شرطة المرور الغير مسلحين أصلا,وعدم تطبيق الأحكام العادلة التي صدرت ضد الإرهابيين والقتلة و السراق و مجرمي الجريمة المنظمة جاء سببا يصب في تصريح بابكر الزيباري رئيس أركان الجيش العراقي.المسئولين الأمريكان وبناءا على خبراتهم وخبرائهم اقروا إن الانسحاب يأتي بعد تقدير الموقف العسكري وجاهزية الجيش العراقي لتحمل المسئولية ,فهل اعد مستشاري بابكر الزيباري تقريرا مهنيا قبل تصريحه الذي أثار موجة ضده في الوقت الذي صرح فيه محمد العسكري وهما من نفس المؤسسة,ردا على الزيباري, إن الجيش يستطيع تحمل المسئولية لحماية الأمن جنبا الى جنب مع قوات الداخلية.ثم لا ننسى مشكلة قوات البشمرگة في الموصل الذي اخبرنا اليوم عضو التحالف الكردستاني وعضو البرلمان بقوله لا حكومة الموصل ولا بغداد تستطيع أن تُخرج البشمرگة من الموصل,حيث إنها مناطق متنازع عليها.ما هو الموقف إذن من التدخل العسكري في عموم الإقليم من قبل إيران وتركيا حيث تدك ماكنتهم العسكرية القرى الكردية الآمنة؟ايهما اخطر على الشعب الكردي الحكومة المركزية التي يراقبها البرلمان الذي يشتركون به بأكثر من أربعين نائبا أم دول الجوار؟

إذا لم تضبط الحكومة المركزية وبقوة القانون الأمن الداخلي وتنفيذ العقاب الصارم الذي لا تردد فيه بحق كافة المجرمين سوف لن تحترم هذه الحكومة,أية حكومة,وإذا لم تمحى كلمة التوافق في كل شيء وتقاسم المراكز بين شيعي وسني وكردي في كل المؤسسات العراقية,انظر الى الورقة المقدمة من التحالف الكردستاني الى القوائم الفائزة في الانتخابات, سوف لن يسود الأمن ولا الاستقرار وسوف تبقى مطالب القوميين والطائفيين الغير عادلة الى ما شاء الله وسوف تستمر هذه الأحزاب في مشاوراتها الى اشهر وربما أكثر مادام إنهم يقولون إنهم ألان وصلوا الى المباحثات الجدية,ولكن لم يسألوا أنفسهم ماذا فعلوا طيلة 5 أشهر الماضية من ألان؟هل إن وجبات شهر الطاعة والغفران سهلت المباحثات بينهم؟هل أن الرئيس(دام ظله) أنهى الجدل بأن ثبت فقرة دستورية أزلية بأن قسم الشعب الى سنة وشيعة وكرد,ولكن ماذا عن الأديان والطوائف الأخرى,سيدي؟

الشعب سوف لن يغفر لكم ما تفعلون به وانتم لستم بغافلين عن هذا. القصاص قادم لا محال عليكم جميعا لأنكم أعطيتم ظهوركم للشعب ولم توفرا أدنى الخدمات طيلة 7 أعوام من حكمكم لبلاد خُربت بأيدي دكتاتور أرعن و جوعى مال من خلفه,كما قال موفق الربيعي قبل فترة.

 

20100823




 

free web counter