|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  19  / 8 / 2018                                 د. محمود قبطان                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

يوميات القبطان
(28)

د. محمود القبطان
(موقع الناس)

ها قد مرّت حوالي أربعة أشهر على الانتخابات والقوى السياسية التي فازت بالانتخابات المشكوك في نزاهتها أصلاً لم تستقر أمورها على تشكيل الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة.وفود ولقاءات هنا وهناك أمريكا على الخط مع ايران والسعودية وقطر والإمارات وتركيا ولم تبقى دولى الا ودلت بدلوها في التشكيلة الجديدة للحكومة المقبلة،ولكن اين رأي الشعب العراقي من كل هذا؟

١- مازالت القوى السياسية ،لاسيما المجربة الفاسدة،تتصارع من اجل تشكيل كتلتها الأكبر لتفوز بالوزارة بينما التظاهرات مستمرة والشهداء يتساقطون يوميات برصاص الدولة التي (تحمي) المتظاهرين السلميينواذين لم يرفعوا غير شعارات التغيير والإصلاح الحقيقيين والتوفير الخدمات والعمل للعاطلين واحترام حقوق الانسان وحق التظاهر السلمي وهذه امود ليست مبتدعة من الخيال وإنما نص عليها دستور العراق التقي وضعوه سياسيو الزمن الأغبر بأنفسهم، ولكنهم لا يتحملون تطبيق الدستور لانه سوف يُظهر كل عوراتهم السياسية ووقتها لن تنفعهم أوراق التوت الصفراء لتغطية فسادهم ولذلك يلجأون الى استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين العُزّل بدأً من رشدهم بالماء الحار وصولاً الى استخدام الرصاص الحي ليسقط لشهداء وآخرهم قبل في الهويدر وفِي الكثر والبصرة وتزايدا إعداد الشهداء وفِي كل تظاهرة دون ان تتوصل الحكومة المنتهية ولايتها الى حلول حقيقية غير الوعودالمهلهلة والكاذبة لتمييع تظاهرات الامس واليوم وغداً في انتظار الموعدِ للتنفيذ ولحد الان لم تنفذ الحكومة وعدا واحدا بالرغم من اعلان آلاف الوظائف في هذه المدينة او تلك حيث كان ذَرَّة الرماد في عيون المنتظرين لتغير لكن لم تمر هذه الوعود لان الشعب قد خبر الحكومات المتعاقبة جيدا منذ ١٥ عام وكذبهم.

٢- مازلت اؤمن بان المُجرَّب الفاسد لا يُجرّب مرة اخرى ولكن كل اللقاءات بين اطياف الكتل او الأحزاب السياسية العليا المتنفذة يظهر فيها الفاسدون ك(منقذين) للعراق ومطالبين ب(نبذ) المحاصصة الطائفية والقومية وفِي واقع الحال هم يتفقون على ما جرى ويجري لحد الان منذ ١٥ عام في تقسيم الكعكة العفنة لتدمير الشعب وكأنهم اتوا اليه من كوكب آخر ولا يعلمون بما يُعاني من فقر وأمية وبطالة ومؤسسات انتشر فيها الفساد عمودياً وافقياً.

٣- أبقى متسائلاً لماذا اعداد المتظاهرين قليلة نسبياً في ايّام الجمع؟أولاً،وثانياً اين التيار الصدري في ايّام الجمع؟هل التغيير والإصلاح والقهر اليومي والاعتداء المستمر على المتظاهرين وصولا الى قتل بعظهم يتطلب أوامر فوقية للخروج تضامناً مع متظاهري البصرة والمثنى وميسان والناصرية؟اليسوا هم أيضا ابنا العراق الذين يطالبون بحقوق الآخرين؟الامر يحتاج الى إرادة وطنية غير قابلة للأوامر الفوقية في التضامن مع اخوتنا في المحافظات الجنوبية..

٤- وأخيراً يابغداد الحبيبة أنا راجع إليك قريبا وسوف أكون في تظاهرات ايّام الجمع ، ان لست فقيراً ولست عاطلاً عن العمل وانا لست بحاجة الى حصة في مكان ما في الدولة ولا في حاجة آلى شعار غير حقيقي لتوزيع موارد النفط على الشعب وإنما ان متمكن من كل هذا وذاك ولكنني أتظاهر من اجل الفقراء والعاطلين عن العمل التغيير والأصلاح الحقيقيين واحترام الدستور ومن اجل توفير الحماية للمتظاهرين السلميين وعدم استخدام اية قوة ضدهم .انا راجع من اجل شعبي ووطني وهذا اضعف الإيمان ...


٢٠١٨-٠٨-١٩ نيس الفرنسية

 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter