|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  6 / 10 / 2019                                موسى الخميسي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

رسالة مستعجلة الى شوقي عبد الامير
تبرير مهين من اجل الحفاظ على اغراءات راتب السلطة والموقع الوظيفي

موسى الخميسي / روما
(موقع الناس)

ايها المثقف اليساري (والنعم) وانت تجلس بكرسيك الوثير، بعيدا عن الريبة والخوف، وتحيطك خيبات شعب متراكمة منذ عشرات السنين، في بلد اصبح مصنع للمغامرات والفساد ، تحكمه العمائم، وتدير دفته فبركة طغمة الاميين الجدد التي تغطي رؤسها عمائم الدجل والرياء باسم الدين، عليك ان تعي بان زمن الطغاة الوطنيين قد انتهى، طغاة لا يجيدون ابجدية العمل السياسي، فقد تعلموا على الخيانة والانتهازية، من صفوف الحرس القومي الفاشي، الى التطرف الماركسي وكتابة التقارير للايقاع برفاقهم وزملائهم الطلبة، الى انتهازية الاسلام السياسي، عليك ان تعي بحكم شاعريتك ، ومهنتك الصحفية، بان الطغاة يحبون السلطة بشكل مَرضِي، لكن لهم قدرا ضئيلا من الوطنية الدنيا تجاه بلدانهم.

لقد انتهى زمن الطغاة الوطنيين، فهم يسعون للنهب والخلود في السلطة ومحاربة معارضيهم لا عاطفة تحكمهم ولا ديمقراطية إلا ما يمكن أن يدعم سلطتهم خارج أية منظومة ديمقراطية. تربوا على الدم والعنف وعلى انهيار قيمة الإنسان الذي يفترض أن تكون القيمة المتعالية.

بربك ان كنت تؤمن به، كم من إنسان شُوَّه فقط لأنه طالب بالتغيير وتحسين الأوضاع في بلاده؟ يعرفون جيدا أن حقوق الإنسان هي في النهاية لغة الضعيف، وها انت تصطف بعقلانيتك لتنادي بها أيضا الحاكم لاستثمارها عميقا بما يخدم نظامه.

اضحكني ادعائك بان حكومة الانتهازي البائس لم تكمل السنة من عمرها، فقط 11 شهرا، لاجل ان تدافع عن متشبثين ليأكل الدود مؤخراتهم بسبب كثرة الجلوس على كرسي الحكم ، حتى موت الوطن، الذي علمتنا الماركسية بانه قيمة جماعية يصبح فردية فجأة لهذا يصبح الذود عنه وسيلة تدخل في سياق تركيز الحكم أكثر.

اسميت من سقط قتيلا برصاص الاوغاد شهيدا. تطلب بنفاق واضع للمحافظة على كرسيك ، لتكون براغماتي في علاقتك ومساندتك للسلطة، لتتلبي حالة العمى وتجبر خواطر افاعي الفساد، وانت تعرف جيدا بان التحالف مع القوي هو حماية له، تدفع بخطاب المحبة الزائف، حيث تصبح الموالاة للاخر خيارا مصلحيا، وحيث تحوّل قضية شعب وانسانيته، ورفاهيته القادمة محصورة بشهر لاكتمال سنة من عمر سلطة فاسدة ، وهي ترجعنا كسابقاتها ، تحرق الارض لترجعها مئات السنوات إلى الوراء مستثمرة الصورة الإعلامية التي تفبركها انت وغيرك لها لتمنح عمرا طويلا للحاكم وبعض الاستمرار الإضافي على سدة الحكم .

نحن في عراق يحتاج فيه الحاكم النزيه، إذا افترضنا وجوده، إذ لا يمكن للعراق أن يكون مظلم في المطلق، امام مصالح شعبه في عالم لا يؤمن إلا بالقوة.

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter