|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  8  /  7 / 2024                       محمد جواد فارس                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المقاومة الوطنية الفلسطينية تلقن الصهاينة المستوطنين القتلة الدرس البطولي في استرداد فلسطين

محمد جواد فارس *
(موقع الناس)

ربما تسلبني اخر شبر من ترابي
ربما تطعم للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي
من أثاث ٠٠واوان ٠٠ و خراب
ربما يحرق أشعاري و وكتبي
ربما تطعم لحمي للكلاب

ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب
ياعدو الشمس ٠٠لكن ٠٠لن أساوم
و إلى آخر نبض في عروقي ٠٠ سأقاوم

سميح القاسم  - من قصيدة سأقاوم

في السابع من أكتوبر عام 2023 كانت عملية طوفان الاقصى البطولية ، والتي غزة غلاف غزة لدولة الكيان الصهيوني في مؤسساته الامنية و الاستخباراتية و التي كان جيش الكيان الصهيوني يتفاخر بها و يعتبرها احد اهم الأجهزة المخابراتية في العالم ، و لكن المقاومة الوطنية الفلسطينية و بفضل العقول و الدراسات لتجارب شعوب أخرى في حرب العصابات، مثل الشعب الصيني في مقاومته للغزو الياباني عام 1937 و التي وضع اسسها الزعيم الصيني ماو تسي تونك صاحب المسيرة الكبرى لتحرير الصين ، و إقامة جمهورية الصين الشعبية ، وكذلك من تجربة حزب العمل الكوري من قبل كيم ال سونك وتم طرد المستعمر منها و أقام جمهورية كوريا الديمقراطية ٠

اما التجربة الفيتنامية فهي التجربة التي كانت من الأهمية بمكان من حيث استخدامها لمقاومة المعتدين الأمريكان بطرق خطط لها و استخدمها وفكر بها الجنرال الفيتنامي البطل جياب في معركة بيان بيان فو ، و التي كانت الفاصلة في إنهاء الحرب بعد المفاوضات التي خاضتها جبهة التحرير الفيتنامية في باريس و التي انتصر بها المفاوض الفيتنامي ، و كان يفاوض و القيادة العسكرية تقوم بعملياتها النوعية ، تعطي للمفاوض الفيتنامي القوة و الاصرار في طرح مطاليبه المشروعة في انسحاب القوات الامريكية المعتدية ، وترك شعب فيتنام يقرر مصيره بنفسه ، و عودة الوحدة بين شماله وجنوبه ، وهذا ما تم فعلا .

اليوم في معركة طوفان الأقصى التي شكلت انتصارات في الحرب الجارية مع دولة الكيان الصهيوني الاستيطاني ، و انا اسميها انتفاضة طوفان الاقصى حيت تمتعها بصفة الانتفاضة التي هي شكل من أشكال النضال الارقى ، و يجب عدم التهاون وضروري السير بها إلى النهاية ، وعندما تبدأ يبدأ معها الحزم والجرأة و الهجوم و الاندفاع ، و المفاجأة عنصر اساسي من عناصر الانتفاضة ، الوقت المناسب و الزمن المناسب و النجاحات المهمة و النوعية ، الم تكن هذه الصفات متواجدة في ابطال طوفان الاقصى ؟ عندما دخلوا إلى المستوطنة في غلاف غزة و سيطروا على الوضع هناك وانقطعت الاتصالات المخابراتية للعدو و سيطروا على الأجهزة الإلكترونية و على كمبيوترات تحتوي على خطط مبيتة ضد حركات المقاومة الفلسطينية وحتى اسماء عملاء لهم داخل غزة ، و أخذوا اسرى عددهم مايقرب 250 من العسكرين و الأجهزة الأمنية ومدنين ، و عادوا إلى قواعدهم في الإنفاق بسلام ، الم تكن هذ ه العملية نقلة نوعية في حروب إسرائيل ذات (الجيش الذي لا يقهر) كما يدعون في حروبهم السابقة كانت لأيام فقط يسجلوا فيها انتصارات ، بينما اليوم امتدت الحرب الشهر العاشر على غزة العزة و هي مستمرة ، اجتاحوا غزة بعدها بوحشية و نازية لم يشهد لها العالم مثيل ، حيث قامت بهدم البنايات السكنية على ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ اي ابادة جماعيه، دون الالتزام بقواعد الحرب المتعارف عليها بالنسبة لتحيد المدنيين ، وكذلك المستشفيات و عدم التعرض لسيارات الإسعاف لنقل الجرحى ، و السماح للدفاع المدني برفع الجثث من تحت الركام ، كل هذا ضربته عرض الحائط و أضافوا حصار على المدنين في الغذاء والدواء و ضربوا مؤسسات منظمة دولية هي الانروا ، التي كانت توفر الغذاء والعمل و التعليم في المدراس ولن يسمحوا بفتح المعابر والتي هي معبرين رئسيين معبر كرم ابو سالم يسطير عليه جيش الكيان الصهيوني ومعبر رفح بين غزة و جمهورية مصر ، ضيقوا الخناق على وصول الغذاء و الماء النقي للشرب والبنزين وسبل الطاقة من اجل توفير الكهرباء للمستشفيات في القطاع ، و أصبح المواطن الفلسطيني وعائلته و أطفاله دون غذاء و دق الجوع بهم ، انهم أصبحوا يأكلون الخبيز وبعض الحشائش، و بقوا صامدين لم يتركوا أرض غزة ،مستفيدين من تهجيرهم في عام 1948 الهجرة الأولى وما لحقتها في الحروب السابقة ، و في الوقت ظهرت قوى المقاومة الفلسطينية في الداخل في الضفة الفلسطينية في جنين ومدن أخرى ، وحزب الله ومقاومته في الجنوب اللبناني شاركت باشغال قوات العدو و ضربت المستوطنات ، و كبدت العدو الصهيوني خسائر جسيمة في الجليل الأعلى مما أدى الى ترك المستوطنين لبيوتهم و هاجروا إلى الداخل الاسرائيلي و صافرات الانذار مستمرة و الرعب يدب بالمستوطنيين ، الذين سافر الكثير منهم وتركوا البلد مهاجرين إلى بلدانهم التي جاءوا منها و شاهدنا ذلك الحدث من خلال الفضائيات كيف أن مطار بن غورين يعج به يعجوا بهم ، مضى أكثر من تسعة شهور و العدوان الاسرائيلي يقصف و بحقد المدنيين و كل اماكن تواجدهم بعد أن تركوا بيوتهم المهدمة و احبتهم تحت الإنقاذ، و صعوبة الوصول لهم من قبل الإسعاف الطبي او فصائل من الدفاع المدني ، ناهيك عن قصف المستشفيات و تعطيلها بشكل مستمر و اعتقال الكوادر الطبية و تعذيبه وقتل أطباء و اعلامين وعوائلهم ، أضافة أن كثير من المستشفيات توقفت عن العمل بسبب من عدم وجود الدواء و تعطل الأجهزة الطبية و منها حضانات الأطفال حديثي الولادة ، المعتمدين على أجهزة الأوكسجين و التغذية عن طريق الوريد ، حيث مات الكثير منهم ، كل هذه الفضائح بل الجرائم بحق الإنسانية ، التي يقوم بها القاتل نتنياهو و وزير دفاعه و رئيس اركان جيشه وكذلك المتطرفين منهم وزير الأمن بن كبير و كذلك وزير المالية سموترش ، أصبحت أمام الرأي العام في العالم نتيجة الإعلام المتعاطف مع القضية الفلسطينية، و عمت التظاهرات مدن أوربية عديدة مثل الدنمارك والسويد و النروج و أسبانيا و إيطاليا و كذلك دول امريكا الاتنية ، كوبا و فنزويلا و بوليفيا و غيرها و حتى في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، معقل المومول الأساسي للمال والسلاح العالي التكنيك للكيان الصهيوني و منه المحرم دوليا مثل القنابل الفسفورية و العنقودية واليورانيوم المنظب ، و انطلقت التظاهرات التي عمت شوارع لندن بلد و عد بلفور المشؤوم و التي كان يحكمها حزب المحافظين ، مد الكيان بالمال والسلاح ٠ان الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال و هي جرائم ضد الإنسانية أثارت الضمير الإنساني و خاصة لدى دولة جنوب افريقيا و العارفة عن الاستيطان و التي عانت من الاستيطان البريطاني وتسيد العنصر الأبيض على أهل البلد من السكان الاغلبية الأفريقية، قامت حكومة جنوب افريقيا بتقديم شكوى إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي في هولندا ، بأدانة جرائم الكيان الصهيوني واعتبار هذه الجرائم (جرائم ضد الإنسانية) موثقة بحقائق دامغة و اتخاذ قرار بجلب حكام الكيان الصهيوني إلى المحكمة و محكامتهم وتقديمهم كمجرمي حرب ضد الإنسانية ، كما جرى للأنظمة النازية والفاشية بعد انتصار الحلفاء في الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية) ، و التحقت معهم دول أخرى للتجريم القتلة ٠ و مجلس الأمن اتخذ جملة من القرارات لوقف الحرب على غزة و لكن الموقف الامريكي هو دائما رافع يديه (بالفيتو) راعي المصالح الإسرائيلية ، مدافعا عن تواجدهم في منطقة الشرق الأوسط كخنجر في خاصرة الأمة العربية ٠

و رغم ذلك فإن المقاومة الوطنية الفلسطينية موحدة بكل فصائلها في غزة والضفة اليوم تقاتل المحتلين المستوطنيين ، بعملياتها النوعية و التي اجرت عليها تحسينات في مجال الاستراتيجيات العسكرية في حرب العصابات .
 
و في هذه المعركة المصيرية نجحت المقاومة في كسب الرأي العام العالمي، و تأثرت حكوماتها بهذه التظاهرات الجماهيرية في اوربا ، مما حدى بها الاعتراف بدولة فلسطين ، اتخذت دول في الأمم المتحدة قرارا بلأعتراف بدولة فلسطين و بلغ عددها أكثر من 140 دولة ، أضافة إلى دول اعترفت بفلسطين من أمثال دولة جنوب افريقيا و أيرلندا و أسبانيا و الدنمارك و دول أخرى ٠

نستنج أن طوفان الاقصى على الرغم من القتل والدمار و الخراب و الاصرار من قبل نتنياهو و حكومته على أستمرار لكن المقاومة الوطنية الفلسطينية مستمرة حتى في الحوار الدائر مع دولة الكيان من خلال الوسطاء في قطر و مصر وتطرح وبقوة على شروطهم ومنها انسحاب جيشهم من غزة وعودة الاهالي إلى بيوتهم و البدء باعمار ما دمروه من بناء و كذلك فتح المعابر أمام البضائع التي تدخل إلى القطاع ، و البدء بحوار حول تبادل الأسرى من الطرفين ، و المقاومة اليوم تدعم من قبل جبهات الإسناد كما هي المقاومة في جنوب لبنان لحزب الله في إطلاق الصواريخ والمسيرات على شمال فلسطين حيث المستوطنات الصهيونية و موقف الشعب اليمني في منع السفن التي تذهب إلى موانئ فلسطين المحتلة بالمواد الغذاية و الصناعية وهو موقف موقف بطولي كما عهدناه للشعب اليمني الشجاع و كذلك المقاومة العراقية ومن الجبهة السورية ، هذه المواقف الشجاعة تكبد العدو الصهيوني في المال والسلاح و قتلى من جنوده و المرتزقة القادمين من الولايات المتحدة الامريكية و المملكة المتحدة البريطانية و فرنسا ٠

النصر لشعب فلسطين العربية ومقاومته الوطنية الباسلة ٠

 

 * طبيب وكاتب
 

 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter