محمد جواد فارس

الأربعاء 6 / 3 / 2019 محمد جواد فارس كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس


	انتفاضة الشعب السوداني ستنتصر محمد جواد فارس (موقع الناس) السودان كما متعارف عليه انه سلة غذاء افريقيا ، حيث انه زراعيا وبفضل النيل العظيم بفرعيه النيل الأزرق والنيل الأبيض يسقي مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة ووجود الثروة الحيوانية هو حقا اعطى للسودان تسميته بسلة الغذاء ، ولكن وجود أنظمة رجعية ودكتاتورية تلاحقت على حكم الشعب السوداني ، جعلت كل الخيرات في هذا البلد ان تكون للسلطة الحاكمة و لاعوانها ، اما السواد الأعظم من الشعب السوداني فهو يعاني الامرين في تدبير لقمة العيش الكريم والسكن والتعليم والعناية الصحية. وقد حكم العسكر بالنار والحديد ، وشعب السودان يناضل من أجل حياة برلمانية يصل بها ممثلو العمال والفلاحين الى البرلمان لإقرار القوانين التي تطور البلد ، وكان للمنظمات المهنية والنقابية دورا كبيرا في تأجيج وتأهيل الشارع السوداني للتظاهر من اجل المطالب المشروعة في العمل والحياة الحرة الكريمة ، التاريخ يشهد على التظاهرات التي قادها الشيوعيون السودانيين وعلى رأسهم النقابي المعروف الشفيع احمد الشيخ ولا ننسى الدور الذي لعبته المرأة السودانية وهذا الدور لعبته المناضلة النسوية العالمية فاطمة أبراهيم التي تبوأت مركز في الحركة النسوية العالمية . ففي السبعينات من القرن الماضي ظهرت حركة مناهضة لحكم جعفر محمد النميري المرتبط بتوجهات الامبريالية ، هذه الحركة كانت تضم كل القوى الوطنية السودانية واعتقل النميري لكنه فر من المعتقل ، وكان للعقيد معمر القذافي الدور الكبير في فشل الحركة الانقلابية التي لو قدر ان تنجح لكان السودان طليعة الامة العربية وحركة التحرر الوطني ، حيث تم ارغام طائرة كان على متنها القائدان هاشم العطا وأبو بكر النور عند مرورها في الاجواء الليبية وتم اعتقالهم وتسليمهم الى حكم الطاغية النميري ، واقدم النظام على اعتقال الشيوعيين والقوميين والديمقراطيين ، وأقام محاكم صورية بحجة اعلان حالة الطوارئ ، لتصدر احكاماً بالإعدام بحق خيرة أبناء الشعب السوداني وقيادته ومنهم هاشم العطا وأبو بكر النور والقائد الشيوعي عبد الخالق محجوب الذي وقف امام جلاديه موقف الشيوعي المؤمن بأفكاره النيرة لبناء السودان الاشتراكي المستقل ، وشملت الاعدامات القائد النقابي المعروف والذي قاد مظاهرة مليونيه من عمال السكك الحديدية وهو عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني الشفيع أحمد الشيخ وعضو المكتب السياسي الاخر هو جوزيف قرنق واخرين . وقدم جعفر نميري اكبر خدمة للصهيونية حيث قام بترحيل الفلاشة اليهود الأفارقة من خلال تنظيم رحلات من الخرطوم الى تل ابيب ، وحصل على الأموال الكبيرة على هذا العمل الذي كان موضع اعتزاز الصهيونية العالمية . وفي انقلاب اخر ضد الدكتاتورية قاده العقيد سوار الذهب ، سلم السلطة لقوى إسلامية حسن الترابي والصادق المهدي وبعد ذلك جاء الى الحكم عمر حسن البشير معتمداً على العسكر وعلى تنظيم الأخوان المسلمين ، أقدم البشير على العمل من أجل انفصال جنوب السودان عن السودان وإقامة دولة حليفة للإمبريالية والصهيونية ، علما بان جنوب السودان لديه الامكانيات الاقتصادية من النفط والمعادن . ومن خلال سياسته في مجال توفير العيش الكريم للشعب السوداني راح يرفع سعر الرغيف وكما يسميه السودانيين (العيش) مما اثار الشعب السوداني للتظاهر من أجل وقف التدهور ، ومنذ 9 كانون الأول عام 2018 انطلقت في الخرطوم وعمت كل مدن السودان تظاهرات تطالب بسقوط نظام البشير والذي حكم السودان بالحديد والنار وسبق له ان قمع كل التظاهرات التي كانت سلمية وتطالب الحكومة برفع مستوى حياة المواطن السوداني ، ولكن دون جدوى حيث ان هذا النظام المتمسك بالسلطة منذ ثلاثين عاما والمعاناة تزداد يوما بعد أخر ، جرت حملات اعتقالات شملت النشطاء من المتظاهرين وقيادة الأحزاب المشاركة ومن بينهم السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني وقيادات من الأحزاب القومية والاسلامية والتجمع المهني ، ولم يتورع البشير عن أستخدم القنابل المسيلة للدموع وكذلك أطلاق النار على المتظاهرين مما سبب استشهاد عدد من المتظاهرين السلميين المطالبين بإسقاط النظام وتشكيل حكومة أنقاذ وطني . واليوم يعلن البشير حالة الطوارئ في البلد ويكلف العسكريين من أعوانه بمسك السلطة في المحافظات لقمع حركة التظاهرات ، ولكن الشعب السوداني مستمر في حركته السلمية في التظاهر ولا يقبل الا بنهاية الدكتاتور وسلطته القمعية . الشعب السوداني وقواه الوطنية ... مستمر وسينتصر طبيب وكاتب

موقع الناس .. موقع لكل العراقيين / ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

Since 17/01/05.

web counter