|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  28  / 7 / 2020                       محمد جواد فارس                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

من تركيا العثمانية الى تركيا الاخوانية شرطي في المنطقة

محمد جواد فارس *
(موقع الناس)

استنبول ، يا أستانبولي
يقولون أن البؤس فيك
يفوق كل وصف
ويقولون أن المجاعة تحصد الناس
ويقولون أنهم يذوون بالسل
أخبار سيئة من مدينتي البعيدة
مدينة الشرفاء والكادحين و الفقراء

                              
   ناظم حكمت

تركيا العثمانية كانت قد سيطرت على المنطقة في القرن الثامن عشر على بلاد الشام وفلسطين والعراق ومصر وحكمت هذه البلدان ضمن الخلافة العثمانية متمسكة بالدين الإسلامي ، ومكملة للخلافة الإسلامية باستمراريتها ، ولم تقدم لهذه البلدان وشعوبها سوى التخلف بعيدا عن العلوم و الحضارة ، واستثمار ثروات الشعوب لمصلحتها ، لنأخذ التدخلات ضمن الصراع بين الامبراطوريتين الفارسية والعثمانية ، فقد كتب الكاتب البريطاني المستر ستيفن هيمسلي لونكريك في كتابة أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ترجمة جعفر الخياط ، يتحدث فيه عن تاريخ العراق في العصور المظلمة ، وهو كتاب مهم للباحثين في تاريخ الشأن العراقي ، كتب عن ما كان يحدث في العراق يقول ان العراق كان يتعرض لغزوات من الشرق يأتي الفرس لغزو العراق ويقوموا بقتل السنة ويأتي الاتراك من الشمال لقتل الشيعة وهكذا كان العراق يعاني من التطرف الطائفي الذي يأتي من الجارتين ، والعراقيون كما هو معروف عنهم لم يكونوا طائفيين بل كانوا يتعايشون مع كل المذاهب الدينية والأقليات القومية الساكنة على ارض الرافدين ، ومن منطلق المواطنة والكل شركاء في الوطن .

وهذه التدخلات استمرت حتى الوقت الحاضر ، ونحن الان في الحديث عن التدخل التركي ، وبعد مجيئ كمال اتاتورك عام 1923 ميلادية ورسم سياسة جديدة للجمهورية التركية معتمدا على النهج العلماني و الحضاري ومتخليا عن نهج العثمانيين وترك الحروف العربية مستبدلا أياها بالحروف اللاتينية و وضع الأسس الحديثة للمجتمع التركي ، ولم يمس بالتراث للديانات المسحية بل ابقى أيا صوفيا متحف تاريخي لكن ما جرى في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة الطيب رجب أورد وغان في تحويلها الى مسجد حاليا ، وهنا نربط هذا الحدث كتعدي يذكرنا بمجازر (سيفو) بحق الأرمن والمسحيين ، و اليوم ما يجري من سياسة الحزب التركي الحاكم في قطع المياه عن البلدين سوريا والعراق و إقامة السدود على نهري دجلة والفرات للتحكم بمصير الشعبين السوري والعراقي ، واليوم يقوم الجيش التركي بالدخول الى الأراضي العراقية مسافة 25 كيلو متر واحتلال أراضي عراقية في سنجار وقصبات أخرى بحجة وجود عناصر حزب العمال الكردستاني (PKK) وسقوط عدد غير قليل من الضحايا من المدنيين العراقيين نتيجة القصف اليومي لهذه المدن ، هذه الغطرسة والعربدة التركية مستغلة ضعف العراق بعد الاحتلال وانتقاص لسيادته الوطنية وانتقاص لقرارات الأمم المتحدة بالحفاظ على سيادة الدول .

وفي سوريا كما حدث في عام 2011 من احداث داخلية استغلت من قبل اطراف عربية ممولة لحزب العدالة والتنمية بالأموال من اجل اسقاط النظام في سوريا كما أشار الى ذلك رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم حيث صرح بانهم دفعوا أموالاً تقدر ب 50 مليار دولار من اجل اسقاط نظام الأسد وها هو الأسد باقي وسوريا لن تركع ، وعند التدخل التركي بالمال والسلاح لمن يسمون انفسهم الجيش الوطني السوري ومنهم منشقون عن الجيش والتحقوا بمخطط الاتراك ، لتدمير بلدهم سوريا وليعطوا فرصة لنهب المدينة الصناعية العريقة حلب حيث، فكك الاتراك المصانع ونقلوها سرقةً الى تركيا ، ناهيك عن احتلال مدينة ادلب المتاخمة للحدود التركية وتجميع المرتزقة فيها والانطلاق منها لضرب الامن السلمي للشعب السوري .

كذلك التدخل التركي الفظ في الشأن الليبي وبمساعدة حكومة فايز السراج فقد أقدمت الحكومة التركية الى إرسال عدد من المرتزقة السوريين وتزويدهم بالسلاح والمال والدافع للتدخل هو الهيمنة على الشمال الافريقي والاستفادة من النفط الليبي في مدينة سرت و المسمى بالمثلث النفطي ، وإيجاد قواعد عسكرية في ليبيا ، ولم ينصاع الطيب رجب إلى الرأي العام العالمي للكف عن التدخل بالشأن الوطني وفسح المجال للمواطنين في ليبيا لتقرير مصيرهم واختيار الحكم الذي يريدونه.

ولا يمكن ان ننسى الدور الذي لعبه حزب العدالة والتنمية التركي في تقسيم الجزيرة الصغيرة قبرص والذي كان يتعايش فيها اليونانيين والأتراك وعمل من اجل تقسيمها الى قبرص التركية وقبرص اليونانية ، وتحريك أسلحته البحرية في البحر الأبيض المتوسط لغرض تهديد دولة اليونان والتي هي عضو فعال في الاتحاد الأوربي وعضو في الناتو وتركيا هي عضو في حلف الناتو ولديها قاعدة عسكرية للحلف في مدينة أنجرليك التركية ، وتركيا لم تقبل لحد الان في الاتحاد الأوربي لأنها ستكون اول بلد مسلم في الاتحاد الأوربي ، وكل هذه السياسات المتخبطة من قبل المسؤول الأول لحزب العدالة والتنمية جرت الحزب الى الانقسامات في داخله وقد اصبح رفيق دربه السابق احمد داود أغلو الند له وشكل حزب وجمع العديد من المؤيدين لسياسته وهو صاحب نظرية صفر مشاكل وكذلك غادر الحزب الرئيس عبد الله غول ، وتخبطه في عدم حل المشكلة الكردية و بقاء قائد حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان معتقل في احدى الجزر في وضع مزري ولا أنساني والمتوقع ان اردوغان سوف يخسر في الانتخابات القادمة نتيجة سياسته التوسعية والهادفة الى بناء منظومة أخوان المسلمين الدولية .

 

 * طبيب وكاتب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter