|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  20  / 8 / 2020                       محمد جواد فارس                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

فلسطين المقاومة لإسقاط نهج صفقة العصر

محمد جواد فارس *
(موقع الناس)

يا عدو الشمس
لكن لن أساوم
سأقاوم ... سأقاوم ... سأقاوم
                                   
   سميح القاسم

في البدء التذكير بأهمية فلسطين الموقع الجغرافي والتاريخي ضمن الوطن العربي الكبير ، وفلسطين بلد يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بلد الزيتون والبرتقال ، وجمال الطبيعة فيها جعلها من البلدان التي يقصدها السواح العرب ، وفيها القدس المدينة التي يقصدها العرب و المسلمين باعتبارها احدى المدن المقدسة بعد بيت الله الحرام في مكة و التي يئمها للزيارة والصلاة فيها لأن الرسول محمد (ص) اسرى من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ، ولكل ما تقدم كانت فلسطين هي الهدف منذ معاهدة سايكس بيكو عام 1916 لتقسيم الوطن العربي ، وبعد ذلك وبعام واحد أي عام 1917 جاء وعد البريطاني بلفور بمنح اليهود دولة وكانت العين تربو نحو فلسطين ، وهم أي البريطانيين يريدون ان تكون الدولة المزمع انشائها في فلسطين خنجراً ضد البلدان العربية وحركات التحرر الوطني فيها والتي نشأت منذ الاحتلال العثماني واستمرت بالنمو والنهوض خلال الاحتلال البريطاني بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية عام 1945 وهيمنتهم وبسط نفوذهم على فلسطين ، وازدياد الهجرة اليهودية من بلدان أوربا واتخاذ قضية قتل اليهود في المحرقة في ما سمى بالهولوكوست حجة لتوطينهم في فلسطين ، وبعدها جرت تداولات محمومة ومريبة وبتوجيه ومتابعة من اللوبي الصهيوني العالمي وبدعم من الولايات المتحدة الامريكية طرحت امام الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي عام 1948 واقر قرار التقسيم وذلك بإقامة دولتين يهودية وعربية ، و المعروف ان الكثير من القوى الوطنية والقومية كانت تؤمن بأستقلال دولة فلسطين وإقامة دولة ديمقراطية يعيش فيها سكان البلد الأصليين من العرب المسلمين والمسحيين و اليهود ، وبعد قرار التقسيم  بدأ الفلسطينيون والجيوش العربية بمقاومة الهجرة اليهودية وشنت الحرب ولكن خيانة الأنظمة العربية أدت الى هزيمة العرب وسيطر الصهاينة على مساحة واسعة من فلسطين ، وفي الأول من يناير عام 1965 نشأت حركة التحرر الوطني الفلسطيني فتح بقيادة ياسر عرفات (أبو عمار) وضمت الكثير من أبناء فلسطين في الداخل والخارج وبعدها ظهرت قوى المقاومة الوطنية فلسطينية من الجبهات الشعبية والديمقراطية وغيرها ، وفي عام 1967 وبالتحديد في الخامس من حزيران شن الطيران الإسرائيلي عدوانه على مصر و ضرب كل القوات الجوية من الطائرات الجاثمة في المطارات العسكرية ، وكانت هناك خيانات من لدن البعض من العملاء للموساد الإسرائيلي و كانت ضربة موجعة كلفت الدولة المصرية الكثير من الخسائر المادية والبشرية ، وادت الى استقالة جمال عبد الناصر والذي تحمل المسؤولية عما حدث ، وتلتها حرب عبور القناة والحرب في الجولان السوري ، مما أدى الى زيارة القدس لأنور السادات كرئيس لجمهورية مصر العربية ، والقى خطابه (العار) في الكنيست ليعلن انها اخر الحروب والبدء في التفاوض وفعلا جرى التفاوض وبرعاية أمريكية أدى الى التوقيع على اتفاقيات مذلة واعطت الحق لدولة الكيان الصهيوني كدولة ، وهكذا جرى التوقيع في مباحثات أوسلو من قبل منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بياسر عرفات ، و كان للجبهات الأخرى الاعتراض على تلك المباحثات لأنها تضر بقضية الشعب الفلسطيني في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس العربية .

واليوم وبعد مجيئ الرئيس دونالد ترامب الى دفة الحكم في الولايات المتحدة وانتخابه من قبل الجمهوريين وبمشاركة اللوبي الصهيوني في أمريكا ، جاء بمشروعه المعروف بصفقة العصر والذي سبقه بنقل سفارة الولايات المتحدة الامريكية الى القدس واعتبار القدس عاصمة ابدية لدولة الكيان الصهيوني ، و في تعليقه على صفقة العصر مع شريكه بنيامين نتنياهو قال : انها خطته للسلام في الشرق الأوسط كما يدعي انهاء الصراع العربي الفلسطيني مع اسرائيل في الشرق الأوسط ، وكانت هذه الصفقة موضع استنكار من قبل كل قوى المقاومة الفلسطينية وحتى دولة فلسطين التي استنكرتها واعتبرتها هي (صفعة العصر) ورحبت بها بعض الدول العربية العميلة والرجعية وخاصة بعض دول الخليج العربي ، ومن ثمار هذه الصفقة هو ان دولة الامارات العربية المتحدة ذات السكان 460 الف مواطن وأربعة ملايين من مواطني دول اجنبية من دول جنوب شرقي اسيا ودول أخرى أقدمت على الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني ، وبدأت بإقامة علاقات تجارية علنية والشروع بفتح سفارة الكيان الصهيوني في أبو ظبي ، وفتح خط جوي عبر العراب الأكبر المملكة العربية السعودية بين أبو ظبي وتل ابيب والعلاقات مع دول الخليج العربي واضحة للعيان فموقف عمان واضح من خلال زيارة رئيس دولة الكيان ولقائه مع قابوس ابن سعيد وكذلك دولة البحرين و علاقاتها مع الكيان الصهيوني في مجالات متعددة وهي الان تنتظر في دور التطبيع من اجل إقامة علاقات دبلوماسية علنية وحتى قطر المحمية من القواعد الامريكية وهي الممول الرئيسي لمنظمات الأخوان المسلمين في العالم وخاصة لتركيا بزعامة رجب طيب أردوغان وما يقوم به الان من اعمال عدوانية ضد شعوب عربية بدءاً من سوريا وما جرى في حلب والان ما يجري في ادلب وكذلك في العراق من احتلاله لأجزاء من شمال العراق بحجة مطاردة اكراد تركيا من PKK ، وكذلك من تدمير ليبيا والتدخل الفظ في الشأن الليبي ، كل هذه المصائب على الشعب الفلسطيني وعلى الشعوب العربية انها من فعل من لديهم المال النفطي في الامر على الشعوب ولتمويل الة الحرب في الولايات المتحدة الامريكية ، و دفعهم مبالغ كبيرة من المال لحكومة الولايات المتحدة الامريكية لحماية عروشهم ، وهذه الأموال هي أموال تسرق من الشعوب الذي تعيش حالة الكفاف ، وسيأتي اليوم الذي سوف يحصل الشعب الفلسطيني بمقاومته الباسلة على حقه في العودة وإقامة دولته الفلسطينية على كامل ترابه وعاصمتها القدس .


 

 * طبيب وكاتب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter