|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  20  / 6 / 2020                       محمد جواد فارس                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الفاشية والنازية والعنصرية ، أوجه للإمبريالية

محمد جواد فارس *
(موقع الناس)

طالما أن هدف الاشتراكية هو تجاوز الحضارة الإنسانية القائمة على النهب التي عرفتها البشرية منذ بدء التاريخ حتى اليوم ، وكذا تجاوز شرور الرأسمالية ، ولا يحصل العامل على قيمة انتاجه بل على الحد الأدنى من احتياجاته الحيوية ، من أجل ذلك لابد من أن تقوم الاشتراكية  ....
                                                                                  
البرت أنشتاين -
مايو (أيار) 1949

عانت البشرية منذ أواسط القرن العشرين ظهور حركات تتسم بطابع فكري يدعو الى التسلط و الهيمنة على مصائر الشعوب ، واستخدمت أساليب شتى منها البدء بالحروب كما هي النازية بقيادة ادولف هتلر في المانيا و تبعه فرانسيسكو فرانكو بنزعته الفاشية في اسبانيا في أعوام الحرب العالمية الثانية 1939 -1945 ، واشتركا في جر العالم الى اتون حرب قدمت البشرية فيها ما يقرب من 70 مليون نسمة وقدم الاتحاد السوفيتي اكثر من 27 مليون مواطن خلال الحرب التي شنها هتلر على الاتحاد السوفيتي ، وهب الشعب بكل قومياته للدفاع عن الوطن الام استجابة لنداء الدولة السوفيتية والحزب الشيوعي السوفيتي والذي تحتفل روسيا والبشرية التقدمية بذكراها 75 ، ولابد من الإشارة هنا ان الفاشية ظهرت كنتيجة للتحولات التي حدثت في آروبا خلال القرن التاسع عشر والتي تم في فكرها رفض صيغة نموذج الدولة والذي اصبح منتشرا ، كانت قائمة على الصيغة اللبرالية التقليدية ومن ثم الانتقال و شرعت بوضع الأسس للديمقراطية البرلمانية .

والى جانب ظهور هذه الحركات ظهرت الفاشية والنازية والعنصرية وبعد الانتصار على الفاشية والنازية وقيام دول الديمقراطيات الشعبية في أوربا وبمساعدة الاتحاد السوفيتي والذي انتصر على النازية في التاسع من مايو أيار 1945 ، ظهرت حركات دولية وفي مجالات متعددة منها منظمة انصار السلام العالمي ، وأتحاد الشبيبة الديمقراطية العالمية ، واتحاد الطلاب العالمي ، هذه المنظمات أقدمت على الكثير من الإنجازات الوطنية في مجال تواجدها بين شعوبها ، والتنسيق بينها والتشاور في ما بينها في مجالات متعددة ابرزها تثبيت السلم الأهلي ، واعداد كوادر علمية من اجل تطوير التعليم والصحة والاقتصاد .

العنصرية وتأثيراتها
وفي هذه الأيام تضرب الإنسانية جائحة فايروس كارونا المتطور وتشتد المعاناة يوم بعد اخر وتزداد الإصابات والوفيات وتشمل القارات الخمس ، ولم تكن الكثير من البلدان قد جهزت نفسها في مجال تحديد الاخطار المحدقة من جراء هذا الوباء القاتل ، وذلك بتهيئة المستشفيات للحجر وللعلاج واعداء الكوادر الطبية والطبية المساعدة للتهيئة بقبول مثل هذه الحالات ، وتنبيه المواطن بأخذ الحيطة والحذر من أجل الوقاية للحد من الانتشار مثل غسل اليدين ولبس الكمامات والتباعد على طريقة القطيع في إبقاء مسافة مترين ، وغيرها من سبل الوقاية الشخصية واهميتها للتقليل من انتقال العدوى .

الولايات المتحدة الامريكية والتي تاريخها يدلل على انها الدولة التي لعبت الدور الأساسي في نشأة العنصرية وخاصة عندما غزا البيض من أوربا واستوطنوا في أمريكا الشمالية وقاموا بقتل سكانها الأصليين والتخلص منهم بكافة الطرق ومنها نشر الامراض القاتلة بينهم من البكتريا والفيروسات ، وبهذا اقدموا على بناء دولة سميت بالولايات المتحدة الامريكية وأصبحت الدولة الامبريالية التي تشن الحروب على الكثير من البلدان في اسيا وافريقيا للهيمنة على الموارد الموجودة في هذه البلدان كالنفط ومشتقاته المستخدمة في الطاقة والمعادن المستخدمة في الصناعات العسكرية والمدنية ، ولعب المواطنون من الجنس الأسود دورا مهما ومشاركا للمواطنين من الجنس الأبيض ولكن الدولة الامريكية منذ التأسيس بقيت تتعامل مع السود وكأنهم مواطنين من الدرجة الثانية ويحتقروهم في المواقع الحياتية كالمقاهي و المطاعم و وسائط النقل مما هيأ الأجواء لظهور منظمات تدعو الى رفع الحيف والتمييز العنصري مع السود وهم مواطنين يجب ان يتمتعوا بكامل حقوقهم المدنية وظهرت منظمة الفهود السود وكان الحزب الشيوعي الأمريكي ينشط في مجال النضال ضد العنصرية وكلنا نتذكر الناشطة الشيوعية البروفسورة واستاذة الفلسفة في الجامعات الامريكية أنجيلا ديفيس والتي قادت مظاهرة في واشنطن ضد الحرب الامريكية على الشعب الفيتنامي و التي لازالت تناضل من اجل المساواة بين البيض والسود وجاءت التظاهرات التي كان سببها مقتل الشاب الأسود جورج فلويد على يد الشرطة الامريكية ، وموقف الرئيس الأمريكي بتصريحاته التي تدل على انحيازه الى جانب الشرطة واعطائهم الضوء الأخضر لقمع التظاهرات السلمية فقد أدت الى تشديد التظاهرات واخذت طابع الصدام مع الشرطة والعسكر والحرق لبعض المخازن وتحطيم تماثيل لقادة امريكان .

ان سياسة الولايات المتحدة الامريكية وامدادها واسنادها لدولة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة حيث يمارس هذا الكيان العنصرية الفاشية في التعامل مع سكان الأرض الاصلين وهدم المساكن وقتل المواطنين دون أي رادع او قانون يحاسب المستوطنين ، ومشاريع دونالد ترامب ومنها نقل السفارة الامريكية الى القدس وكذلك برنامجه المعروف باسم صفقة العصر ، والضغط على الدول العربية في الخليج من اجل مد الجسور على كافة المستويات ولكي يتم الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني (إسرائيل).

وأخيرا ان المستقبل سوف يكون للشعوب التواقة للتحرر من الاستعمار بكل اشكاله ، وظهور التوجه من اجل بناء الاشتراكية والتي ستكون هي النظام الذي يقيم السلام والعدل والمساواة .


 

 * طبيب وكاتب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter