|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  19  / 9 / 2019                       محمد جواد فارس                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العلامة الشيخ عبد الكريم الماشطة رجل دين ونصير سلام

محمد جواد فارس *
(موقع الناس)

لا والذي سًمك السماوات العلى بغير عماد                                               
لا أرتضى غير الاكارم معشرا ولا غير العراق بلادا
 
الشاعر المجاهد  محمد سعيد الحبوبي
 
لا بد من الإشارة الى ان العلامة الشيخ عبد الكريم الماشطة ، كان شخصية على المستوى العالمي والعراقي لمواقفه الوطنية تجاه المحتل الإنكليزي و موقفه العالمي ضد الحرب ومن اجل السلام ان يعم على الكرة الأرضية ، ومواقفه في الأمور الدينية باعتبار الدين الإسلامي دين التسامح والعدالة والإنسانية الحقة ، ولم يكن الوحيد في مواقفه ، فقد كان علماء اجلاء أبناء الوطن والتي ارتبطوا بتربة هذا الوطن وعاشوا فيه ، من أمثال العالم محمد حسين كاشف الغطاء ، والعالم الجليل أحمد الحسني البغدادي الجد والحفيد ، وكذلك الشيخ يوسف كركوش صاحب (كتاب تاريخ الحلة) ولا يمكن نسيان الدكتور عميد المنبر الحسيني أحمد الوائلي ، تركوا بصماتهم في تاريخ العراقي السياسي في الروح الوطنية الوثابة والعروبية الحقة .

ولد العلامة عبد الكريم الماشطة عام 1881 في الحلة محلة جبران وفي شبابه انتقل الى النجف الاشرف ليدرس في مدارسه وعلى يد علماء النجف الاكفاء و درس الفلسفة الإسلامية وقام بتدريسها الى طلبته في مدينة الحلة ، وقد كتب حميد المطبعي في موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين قال أن الشيخ عبد الكريم الماشطة اهتم بتدريس الفلسفة الإسلامية لطلبته في الحلة ، كتب في مجلة (الفيحاء) والتي كانت تصدر في الحلة واصدرها المؤرخ عبد الرزاق الحسني سنة 1928 ، واصدر الشيخ عبد الكريم الماشطة مجلة باسم (العدل) ، ومؤلفه هو الاحكام الجعفرية في الأصول الشخصية طبع في القاهرة عام 1947 وكان له رأي مثبت في كتابه الشيوعية لا تتصادم مع الدين ولا مع القومية العربية ، نشر الكتاب أيام فتوي الحكيم بتحريم الشيوعية والانتماء للحزب الشيوعي ، هذه الفتوى التي سببت واعطت مسوّخا لانقلابي شباط 1963 لإقامة المجازر ضد الشيوعيين والديمقراطيين ، تركزت كتاباته في أفكار نيرة للجدل بين السياسة والدين والصحافة والثقافة .                                                 
 
لقد ذكره عبد الجبار وهبي أبو سعيد في كتابه (من أعماق السجون) وكان يحمل اسم مستعار للكاتب هو عبد الله الراشد يقول فيه في بغداد ذهب وفد مؤلف من سماحة الشيخ العلامة عبد الكريم الماشطة عضو مجلس السلم العالمي والحاج عبد اللطيف محمد والد أحد السجناء السياسيين وهو الأستاذ محمد عبد اللطيف مطلب خريج الجامعة الامريكية في بيروت ، كان أستاذ في كلية الهندسة حتى القاء القبض عليه عام 1948 ، ذهب الوفد لمقابلة الملك في البلاط والطلب اليه ان يتدخل لمنع جريمة إبادة السجناء المحاصرين ، قابلهم مدير التشريفات ، وقدموا له احتجاجهم وطلبهم ولكن دون جدوى حدث هذا سنة 1953 وكان المعتصمون ينشدون:       
                                                                                  
نعيش كرماء او نموت شهداء                                                         
لا نهاب الرصاص ،لا نهاب الرصاص                                                
الموت او حقوقنا العادلة                                                           
الموت للجلادين                                                                 
الموت للخونة الجبناء     
                                                         
وعندما كان معتقلاً في أواسط الخمسينات في معتقل سراي بغداد ووضع في غرفة فيها مروحة وخصص له شرطي لمرافقته ومراقبته وبعد أيام أقتحم مدير المركز الغرفة معاتبا الشيخ الماشطة قائلاً له : تريد تسوي شرطتنا شيوعيين فاستغرب الشيخ لهذا الطرح متعجبا قال مدير المركز الشرطي اختلت موازينه حينما رأى الشيخ منكب في قراءة القرآن وأداء الصلوات ، وكان الشيخ الماشطة يرفع شعارات الشيخ رفاعة الطهطاوي حول الحرية والعدل والمساواة . 

وفي عام 1954 مساء الخامس عشر من تموز وفي منطقة ام العظام في بغداد عقد مؤتمر انصار السلام ضم 130 شخصية عراقية وتوسط الاجتماع الشيخ الماشطة التقى المجتمعون في دار عبد الجليل برتو ومن الحضور عبد الله كوران الشاعر الكردي وعبد اللطيف مطلب من الحلة وعبد الحميد الونداوي ومحمد زياد الاغا وطلعت الشيباني وإسماعيل النجار وإسماعيل حقي شاويش وانعام العبايجي وفاروق برتو ونزيهة الدليمي وصفاء الحافظ وصلاح خالص وكمال عمر نظمي وفي ختام الجلسة القى الشيخ عبد الكريم الماشطة كلمة الختام  أشار فيها الى وحدة الرأي بين الفصائل الوطنية وطالب ان تكون هذه الوحدة منطلق لجبهة وطنية خلال الانتخابات ونال تأييد أحزاب الاستقلال والوطني الديمقراطي والشيوعيين والبعث والديمقراطي الكردستاني . عمل الماشطة مع جوليو كوري الرئيس الاقدم لمجلس السلم العالمي ومعه الشاعر الفرنسي ارغون وبيكاسو الرسام العالمي وبول ايلور شاعر الحرية. 
                                                                                       
واختم بما عرفته عن الشيخ الماشطة ابن مدينتي عندما كان يراقبه المخبر عمران السري كان يحمّله علاكة التسوق ، حتى ان رفاق كانوا يحذرونه وكان يقول لهم البرجوازيه لديهم فلوس يدفعوا الى الحمال وان الحكومة وضعت عمران لي مخبرا وحمالا ، كان دمث الاخلاق احبه من تعرف عليه ، واتذكر عندما رشح لانتخابات البرلمان ضمن مرشحي الجبهة الوطنية خرج بشعار يعادل برنامج حزب يقول فيه : من يريد الخبز والعمل والمدارس والمستشفيات والمصانع بدل من القنابل والمصانع الحربية فليصوّت للشيخ عبد الكريم الماشطة  
                                                  

 

 * طبيب وكاتب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter