|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  13  / 5 / 2021                       محمد جواد فارس                            كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

قراءة في شعر عادل الياسري
في ديوانه الجديد ورد محمل بالمطر

محمد جواد فارس *
(موقع الناس)

كان الشعر ولا يزال هو ترويح للنفس يتذوق الشعر من احبه ، والشعر أنواع منه الغزلي والرثاء و الهجاء والسياسي ، والشعر عرف في وادي الرافدين منذ 7 الاف سنة منذ ملحمة كلكامش التاريخية و التي وجدت في مكتبة أشور بانيبال ، وهو أول من أسس المكتبة في العالم ، وملحمة كلكامش كتبت باللغة الأكدية البابلية وأستمر الشعر لحد القرن الحادي والعشرين ، وفي الجاهلية قال العرب : أن الشعر ديوان العرب ، والعرب كانوا يتحدثون باللغة العربية شعرا ، وكان الشعراء يتبارون ، ويعلقون قصائدهم على جدار الكعبة وسميت بالمعلقات السبعة و يقال المعلقات العشرة ، ومن الشعراء عمر بن كلثوم والنابغة الذبياني و طرفة بن العبد وزهير بن ابي سلمى وعنتر بن شداد العبسي وغيرهم .

وبعدهم شعراء صدر الإسلام و من ثم بعد ظهور الإسلام من أمثال حسان بن ثابت ، وفي القرن العشرين ظهر شعراء من فلسطين العربية شعراء المقاومة منهم : توفيق زياد ، سميح القاسم ، معين بسيسو ، محمود درويش وغيرهم ، كان شعرهم يجسد مقاومة الشعب الفلسطيني في ارضه ضد العدوان الاستيطاني الغازي للأرض ، كما يحدث اليوم من عدوان على غزة والقدس وكل الأراضي الفلسطينية ، وفي العراق موطن الشعر و الشعراء منذ عقود من الزمن ظهر شعراء فطاحل في الشعر من أمثال المتنبي و صفي الدين الحلي و محمد مهدي البصير و الزهاوي والرصافي و الجواهري وغيرهم ، في القرن العشرين ظهر شعراء مجددين في الشعر الحر وما أقدموا عليه في الشعر يعتبر انقلاب ثوري في عالم الشعر ، ومنهم نازك الملائكة و بدر شاكر السياب وسعدي يوسف و عبد الوهاب البياتي و غيرهم و هذا التغيير ظهر عند شعراء شباب من أمثال حميد سعيد وموفق أبو خمرة و فاضل السلطاني و سامي مهدي وفاضل العزاوي وهاشم بنيان ومنهم شاعرنا موضع القراءة عادل حميد الياسري .

من هو عادل الياسري
هو عراقي الجنسية و المواطنة ولد في مدينة صفي الدين الحلي في مدينة العلم والعلماء لغة وشعر ، والحلة هي مركز محافظة بابل مدينة حمورابي ونبوخذ نصر مدينة الاثار الحضارية في القانون مسلة حمورابي ، و في العمارة والزراعة الجنائن المعلقة .

كتب عن شاعرنا الاديب و الروائي و الباحث ناجح المعموري يقول : صار واضحا للغاية لمن يتابع تجربة عادل الياسري من أن اهتمامه بالعنونة إنشغال ثقافي ، وعنايته بها سعى لتكريس رمز مفرد ولكنه يمثل بتفاصيله شبكة رمزية ذات دلالات واسعة جدا .

ونحن نعرف ومن زمن العنونة عتبة ضرورية لقراءة النص و استدياع المتلقي . أنها فاتحته الأولى المفضية اليه ، و للعنونة سلطة تحكم وتوجيه في نوع ومستوى القراءة ونلقي تواصل النص ولن تكون القراءة . ويستطرد في مكان اخر قائلا عن الشاعر عادل الياسري ، السؤال الذي يوجع المتلقي حول تجربة عادل الياسري و مركزها حول الورد في عنونه دورانية الأربعة و يتبادر للذهن مثل هذا السؤال وقد طرحت تساؤلي منذ الديوان الثاني - هل التركيز على الورد مقترن بالنسبة الريفية التي عاشها وما زال مرتبطاً بها الشاعر . أم هناك اقتران بين امراة ما و الورد و كلما ازداد التاريخ الثنائي كشفا لها بتعمق القيمة الرمزية والموضوعية بين الاثنين الذكر والانثى .

ومن خلال قراءتي للديوان الأخير (ورد محمل بالمطر) و المتضمن سبعة عشر قصيدة كتبها الشاعر في أماكن مختلفة ، في الحلة ومينسك بيلوروسيا و باكو أذربيجان و دبي الامارات ، كلها تتغنى بالورد والطبيعة الخلابة ، وهذا يدلل على ان شاعرنا غرم بالورد وجماله ودلالاته في التعبير عن صورة جمال الورد والعلاقة الجدلية بين الحب ومشاعر المودة ومن قصائده في الديوان : قصيدته ظل الماء كأسي ... ومنها:

هل رأتك الحمامة
ظلا لعشق روادا الرأس
أم كنت الذي داهمته الهواجس
أن بغداد أنبهار
بها يلبس الورد فستان العشيقة
بها الطائر
تستلقي على جناحيه الشجيرات
هل كان عاشقك الجلنار ؟
هل نخلة تفيأتها زمان الطفولة
مدت برأسك الجذر ؟
حتى انتهى بك الكف
للحلم تلمسه
تتوهم الأنهار
أشجارا ظلالها الماء
أستدر لظلك
الشمس نادت عليه
لكن أذانها شربت أصداءه الريح


وهذا المقطع القصير من القصيدة له دلالات كبيرة ان شاعرنا رسم لنا صورة وردية عن جمال الطبيعة وعشقه للورد والحياة .
أتمنى للشاعر عادل الياسري كل التوفيق والنجاح والتألق .
 

 * طبيب وكاتب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

          موقع الناس .. موقع لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

             جميع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لموقع الناس                                                              Copyright © 2005-2012 al-nnas.com - All rights reserved         

  Since 17/01/05. 
free web counter
web counter