|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  8/4/ 2013                        مصطفى غازي فيصل حمود                       كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أموال مهدورة بين العرافات و الانتخابات ..!!

مصطفى غازي فيصل
mustafaalziyyir@yahoo.com

لم تبق على انتخابات المجالس المحلية للمحافظات سوى بضعة أيام معدودات ,وكلما قلت المدة زادت وتيرة وحمى التنافس بين المرشحين ,حتى وصلت ذروتها ,ابتداءً من دفع البعض منهم أموالاً لمأجورين ليقوموا بتمزيق إعلانات وصور منافسيهم ــوالتي صرفوا عليها ملايين الدنانيرــ وصولاً إلى لجوء أحد المرشحين ــ من ذي المناصب الحالية في إحدى مجالس المحافظات ــ إلى المنجمات والعرافات لضمان الفوز والظفر بمقعد في مجلس محافظته والبقاء بمنصبه لدورة أخرى ,هذا ما أعلنته إحدى الفضائيات ,وطبعاً هذا كله تحقيقاً لمأربه وأطماعه في المكاسب المادية الممنوحة والامتيازات التي فاقت جميع ما يمنح للمجالس التشريعية والسيادية في العالم كله, وهذا حسب ما يمنحه القانون طبعاً..!!

ولم يكتف البعض منهم بذلك فحسب بل تمادى في غيه إلى استغلال وسرقة المال العام بطرق كثيرة وملتوية لتحقيق ثروة ومكاسب له تفوق الخيال ,وتستثمر تلك الأموال خارج العراق خوفاً من المساءلة ,وهذا ما نوهت إليه المرجعية في أكثر من مناسبة في خطب الجمعة وخصوصاً ما ذكره السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة ليوم 29/3/2013م من الحضرة الحسينية الشريفة في كربلاء ,وما تطرق له حول استثمار رؤوس الأموال العراقية خارج العراق ,وكيف أن هنالك نوعان من الاستثمار: الأول هو استثمار التاجر الذي يستثمر أمواله خارج العراق إما خوفاً على أمواله بسبب الأوضاع الأمنية في العراق ,وإما أنه فاقد للواعز والحس الوطني الذي يدفعه للاستثمار في داخل البلد. والثاني استثمار المسؤول الذي يستثمر مليارات الدولارات خارج العراق خوفاً من افتضاح أمره ومساءلته حسب قاعدة ــ من أين لك هذا ــ كون هذه الأموال معروفة المصدر ولايختلف اثنان حول ذلك المصدر ..!!
حيث أردف السيد الصافي متسائلاً: لوكان راتب المسؤول فرضاً عشرة ملايين دينار ,فكم دينارا يصرف منه؟ وكم دينارا يدخر منه؟ لكي تكون عنده هكذا مليارات من الدنانير والدولارات ..؟

وما هو مستوى العقل والذكاء الذي عند ذلك المسؤول لكي يستثمر بضعة ملايين لتصبح مليارات ــ هذا إذاافترضنا أنه عن طريق الحلال ـــ ونحن نضيف: ربما سعى هذا المسؤول إلى العرافين والعرافات أيضا لتضخيم تلك الملايين إلى مليارات. أحد المرشحين تجاوزت شهرته جميع الفنانين والفنانات ,لكثرة صوره الدعائية في الصحف اليومية والتي تتكرر في أكثر من خمسة صحف يومية على التوالي ولأكثر من عشرة أيام مضت ..!! والتي تكلف مبالغ طائلة تصل إلى عشرات الملايين ـــ الفقراء والجياع من الشعب أولى بها ــ وهذا أنموذج بسيط عن هدر الأموال التي كسبوها دون تعب .. وختاما لا يسعني القول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter