|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس 6/9/ 2012                                 مصطفى غازي فيصل حمود                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

منحة دراسية ...! أم مذلة دراسية...؟

مصطفى غازي فيصل
mustafaalziyyir@yahoo.com

يسعى الإنسان الطامح دراسياً الى تعزيز مكانته العلمية من خلال مواصلته للدراسة الى أخر مستوياتها لنيل الشهادات العليا لكي يشبع جوعه للعلم ونهمه للمعرفة وصولاً لمصاف كبار العلماء والمفكرين, وهذه حالة صحيةلايشوبها غبار.

وفي جميع دول العالم يكون للباحثين والدارسين منزلة عظيمة وتقوم الحكومات في تلك الدول بتوفير جميع المستلزمات الضرورية لهم من معاهد وجامعات ومختبرات ومراكز تخصصية للبحث ومكتبات تضم المراجع والمصادر المهمة بجميع مجالات العلوم وكذلك تسعى جاهدة لتوفير زمالات دراسية لطلبة الدراسات العليا.

أما عندنا نحن العراقيين فالأمور دائماً على العكس - فبدلاً من كسب هؤلاء الباحثين والدارسين وتوفير جميع السبل لدفعهم للتقدم بالدراسة والبحث - ,حيث يقوم صغار موظفي الدوائر الرسمية المعنية بهذا الأمر على إحباط الباحث وكسره نفسياً وذهنياً بوضع العثرات والمطبات في طريق طموحه ,حيث يقومون بخلق أجواء من التصعب والعرقلة لإنجاز موافقات ومعاملات سفر الطلبة المشمولين بالبعثات الدراسية للخارج عن طريق تأخير إنجاز معاملاتهم بقضايا (كتابنا وكتابكم وروح تعال باجر .. وروح تعال بعد شهر) كأنهم لا يعلمون بأن الوقت بالنسبة لهؤلاء الطلبة كالسيف إن لم تقطعه قطعك..! فالطلبة يكونون خاضعين لقوانين ولوائح الجامعات التابعة للدول التي يدرسون فيها مثل تأريخ  بداية الموسم الدراسي والعطل والكورسات الدراسية المحددة بتأريخ معين ,ناهيك عن ما يعانيه الطالب في الحصول على سمة الدخول (الفيزا) للبلد الذي يدرس فيه له ولعائلته أن كان متزوجاً.

وهنا أذكر حالة لصديق مقرب لي خير مثال عن هذه المعاناة أكرمه الله بأن كان من المشمولين ببعثة دراسية للمملكة المتحدة (بريطانيا) على نفقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ,أكمل موافقة سفره والفيزا بعد التي واللتيا وسافر لبريطانيا وقضى الكورس الخاص بدراسة اللغة واجتازه وبعد أنتهاء فترة سمة الدخول يجب عليه العودة للعراق لإتمام معاملة سمة الدخول الدراسية التي قد تصل فترتها ثلاث أو اربع سنوات حسب مدة الدراسة فقدم للعراق وبدأ رحلته المكوكية ما بين دائرة البعثات في الوزارة والسفارة البريطانية في الأردن والملحقية الثقافية لسفارة العراق في الأردن ..!

نعم في الأردن لكونه و لسوء حظه من الطلبة اللذين حصلوا على سمة الدخول الأولية من السفارة البريطانية في الأردن, وبقى عالقاً لأكثر من أسبوع في الأردن للتقديم على الفيزا ورفضت لكون موافقة الحكومة العراقية غير مرفقة مع الطلب وذهب للملحقية الثقافية في السفارة العراقية لاكمال الموافقة والتي كان موظفوها يصرون على مخاطبة السفارة البريطانية باللغة العربية ..! (من باب الاعتزاز بلغتنا العربية طبعاً) وليس من جهل الموظفين باللغة الإنكليزية وعدم أتقانهم لأصول المخاطبات الدبلوماسية بين سفارة البلد وسفارات البلدان الأخرى .وعاد وقدم طلباً للمرة الثانية عسى أن يقبل هذه المرة علماً أن وقت بداية الكورس الثاني لم يبقَ عليه سوى أقل من شهر .وهذه المعاناة كلها بكفة والكفالة المالية (التعجيزية) بكفة أخرى فالطالب المشمول بمنحة دراسية عليه أن يقدم كفالة مالية يصل مبلغها الى مئة وخمسين مليون دينار عراقي وذلك عن طريق جمع عشرة الى خمسة عشر موظفاً لا يقل راتب احدهم عن خمسمئة الف دينار لكي يقوموا جميعهم بكفالة الطالب لضمان عودته الى ربوع الوطن حيث يجد مكانه المناسب ومنصبه الوظيفي جاهزاً  اسوة بحاملي الشهادات العليا من ماركة (سوق مريدي)..!

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter