|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  26 / 12 / 2015                      مصطفى غازي فيصل حمود                       كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

هل سينتهي القتل في البصرة؟؟

مصطفى غازي فيصل
mustafaalziyyir@yahoo.com

هذه الايام ضجت مواقع التواصل الاجتماعي (بهاشتاقات) وعبارات شجب وتنديد لما يحصل من جرائم قتل في البصرة, صدمة كبيرة خلفتها تلك السلسلة من جرائم القتل (الجنائية) التي شهدتها البصرة خلال الاسبوع الماضي , حيث كانت بدافع السرقة , سابقاً كنا نسمع بحدوث جرائم قتل ذات طابع طائفي أو سياسي أو خدمة لأجندات بعض دول الجوار لخلق حالة من عدم الاستقرار في داخل البصرة تنعكس على تدهور الحالة الاقتصادية في المحافظة لما لها من تأثير مباشر على مجمل الاقتصاد العراقي , بسبب ما تتمتع به(البصرة) من موقع تجاري كونها المنفذ البحري الوحيد للعراق وكذلك لما تتمع به من ثروة نفطية المصّدر منه يشكل 57% من مجمل النفط العراقي المصّدر للخارج , وبالرغم من كل الخروقات الامنية التي شهدتها وتشهدها (البصرة) ألا أنها كانت تتمتع بشئ من الامان النسبي قياساً لما هو موجود في العاصمة بغداد وبعض المحافظات ,ألا أن ما حصل في هذه الايام من جرائم زعزع هذا الامان النسبي ووّلد حالة من الهلع والخوف والتوجس لدى ابناء البصرة حتى باتت احاديث وروايات تلك الجرائم تطغي على الشارع البصري .

سابقاً كانت تلك الجرائم تنفذ في ساعات الليل المتأخرة أما اليوم فقد اصبحت في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الناس والمارة والمنفذون يقبلون على فعلتهم بوجوه مكشوفة للعيان دون خوف أو وجل , في حالة أقرب الى حكم الغاب فالقوي يأكل الضعيف من لا حول ولا قوة له .

اغلب اصحاب المحال التجارية والمهن اصبحوا يراقبون ــ أي زبون داخل أو خارج من محالهم - بعين بوليسية تحسباً لأي طارئ ولرد ما يخافون من حدوثه , كامرات المراقبة لها دور في ذلك فهي تربك منفذي العمل الاجرامي و لكنها لا تمنع ما يريدون القيام  به من فعل .

هذه الظاهرة (سلسلة جرائم القتل) تثير العديد من التساؤلات, مثل من هم المنفذون ؟؟ لماذا نشطوا في هذه الايام ؟؟ هل لتدهور الحالة الاقتصادية سبب في ذلك؟؟ هل هم من المليشيات وتم تسريحهم والبطالة دفعتهم لذلك الفعل؟؟ وغيرها الكثير من التساؤلات التي اجاباتها من الممكن ان تكون معروفة للبعض ولكن الخوف من العواقب يُبقي الافواه مكممة .

العجيب أن ردة فعل الشرطة المحلية في البصرة اقتصر على عمل سيطرات ثابتة تقوم بتفتيش السيارات المشكوك بها حسب أجتهادات العاملين فيها ,اعتقد أن الحل الامثل يكون بتوفير دوريات متحركة من سيارات النجدة بعدد اكثر من الموجود حالياً خلال ساعات النهار لكي تفوت الفرصة لمن تسوّل له نفسه بأن يعبث بأمان البصريين.

قبل يومين عرضت الجهات الامنية في البصرة - على بعض القنوات الفضائية والارضية المحلية - مقطع (فديو) مسجل لعصابة مكونة من شخصين أعترفا بمسؤوليتهما عن بعض جرائم القتل والتسليب الاخيرة التي حصلت في المحافظة ,هذة السرعة بالقبض على المجرمين مدعاة للمفخرة والاعتزاز بأجهزتنا الامنية , ولكنها في الوقت ذاته تثير ايضاً التساؤل ان كانت هكذا امكانيات متوفرة فلماذا الجهات الامنية والاستخباراتية عاجزة عن استباق الاحداث بتتبع العصابات واجهاض خططها قبل التنفيذ ؟؟, وهل سينتهي القتل في البصرة ؟؟
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter