| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 7/10/ 2012 ماجد فيادي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
إختتام اعمال مهرجان الزهاوي للحفاظ على نهري دجلة والفرات وحماية بيئة وادي الرافدين
ماجد فيادي
نهار السبت 29.09.2012 في مرسم الفنان حسام البصام والخطاط مهند الصالحي، تجمعنا خلية العمل لنحضر وسائل الايضاح ومعرض الرسم، لننتقل الى قاعة الاحتفال باختتام أعمال مهرجان الزهاوي الاولى للحفاظ على نهري دجلة والفرات وحماية بيئة وادي الرافدين، فعملنا على تحضير القاعة من مقاعد الجلوس الى ترتيب لوحات معرض الرسم ونصب جهاز العرض وربط المايكرفونات، حتى اصبح كل شيئ مهيأ لاستقبال الضيوف والجمهور.
تقدم المهندس هيثم الطعان للترحيب بالحضور والقاء كلمة الديوان الشرقي الغربي بمناسبة اختتام أعمال المهرجان، ثم فتح الباب أمام الدكتور بدر الجبوري لتقديم سرد تاريخي لمجريات المهرجان من محاضرات ونقاشات وفعاليات، ثم قدم الشكر لكل العلماء والاصدقاء ومن ساهم بالعمل في إنجاح المهرجان، بتقديم هدايا تذكارية بالمناسبة.
حاورت المهندس هيثم الطعان رئيس الهيئة الادارية للديوان الشرقي الغربي، وتساءلت عن مسحة التشاؤم وخيبة الامل في كلمة الديوان بالمناسبة ؟
يقول الطعان ”لسنا متشائمين، لكن مجهود عام من العمل الدءوب لخدمة الشعب العراقي والدفاع عن مصالحه وحقوقه، لم ينعكس ايجابياً من قبل الحكومة العراقية واصحاب القرار بتعاون يذكر، حتى السفارة في برلين لم تتجاوب مع الدعوة التي وجهناها لهم، كما أن الاتصال اليتيم من المكتب الاستشاري لرئيس الوزراء والذي عرضنا عليهم اقامة مهرجان عالمي بخصوص المياه، واستضافة علماء وباحثين ومعاهد عالمية لخدمة قضية مياه دجلة والفرات، لم يتم الرد عليه. يبدو واضحاً بالنسبة لنا أنهم غير راغبين بالعمل خارج نطاق احزابهم واجندتهم. هذا لن يثنينا عن العمل وسنواصل بكل امكانياتنا البسيطة.
وفي رده على استفسار في ضعف تعاون شخصيات علمية ومدنية عراقية مع المهرجان، وسط حضور كبير لعلماء اجانب ومختصين على مستوى منظمة الامم المتحدة ومعاهد اوربية وامريكية واساتذة جامعات. أجاب
”في الاصل هذا المجهود جاء على اساس دعوة من نشطاء عراقيين في مجال البيئة والزراعة، لهذا جاءت المادة العلمية متناغمة مع توجهات الديوان واعضائه، وسنعمل كعراقيين مهتمين بالشأن العراقي في اصدار كتيب بمختلف المحاضرات والمعلومات التي قدمت خلال المهرجان للتعريف بمشكلة المياه والبيئة في وادي الرافدين. ولا بد من الاشارة الى مشاكل الفيزة التي اعاقت مشاركة العديد من العلماء العراقيين في المهرجان، ولا ننسى فقد شارك الدكتور حسن الجنابي بصفته الشخصية وليس الوظيفية بمحاضرة قيمة ودعم لوجستي مهم“.
ماذا عن امكانيات الدولة العراقية لو استغلت في هكذا فعاليات لتعريف المجتمع الدولي بمشاكل الشعب العراقي الملحة ؟
يجيب ”أنت من الهيئة التحضيرية للمهرجان واطلعت على كل مجهودنا، فبامكانياتنا البسيطة، استطعنا أن نلفت انتباه المجتمع الالماني بمؤسساته العلمية والصحفية، وصار الاتصال بنا من مختلف الجهات لتقديم المعلومات وحضور المؤتمرات الاختصاصية، بالاضافة الى الاتصال من قبل منظمات عراقية وشخصيات علمية تحثنا على الاستمرار، فما بالك لو أن الحكومة العراقية بميزانيتها الانفجارية قد سمحت لنا بالتنسيق معها والعمل على اقامة فعاليات ذات طابع عراقي دولي، للتعريف بهكذا مشاكل والضغط على دول المنبع لمياه دجلة والفرات، لكانت الثمرة اكبر بكثير، لكن واضح أن امكانيات الدولة مسخرة لاغراض ضيقة بعيدة عن الطابع العراقي“.
ماذا لديكم من مشاريع قادمة، وكيف ترغبون باقامتها ؟
يقول الطعان ”من خلال تجربتنا في مهرجان الزهاوي، توصلنا أن الثقافة العراقية لا تعني فقط الاهتمام بالشعر والموسيقى والمسرح والكتاب، ولا يجب حصرها في إطار ضيق، لهذا نتمنى على منضمات المجتمع المدني العراقية في العراق أو خارجه أن تتعاون معنا في تقدم صورة اكثر شمولا للشعب العراقي بابداعاته وهمومه. نحن نحضر لفعالية عن مشاكل البيئة العراقية وانعكاسها على الفقر، واخرى عن التلوث الاشعاعي، امسية عن حوار الاديان، ونحن مستمرون بفعاليات للاطفال الاجانب لمهجرين ومهاجرين في المانيا، أما الندوات التي تدور حول الديمقراطية فهي مستمرة دون توقف“
عندما توجهت الى الدكتور بدر الجبوري المنسق العام للمهرجان، كان منهمكا بين استعراض اعمال المهرجان والترحيب بالضيوف والتعريف بمشاريع الديوان القادمة، ساعياً لاشراك اكبر عدد ممكن من الضيوف بالهم العراقي الكبير. سألته ماذا تستنتج من المعلومات التي قدمت خلال فعاليات المهرجان ؟
يرتب الدكتور بدر أفكاره ويجيب ”اذا ما ركزنا على محاضرات اصحاب الاختصاص، نجد أن الدكتورة شفارتس مديرة المركز الجيولوجي الالماني الذي يقدم النصح للحكومات الالمانية، قد أشارة الى أن المياه لا تقارن كثروة وطنية بالبترول، لانها مشتركة ومتحركة بين كل الدول، لا يحق لاحد احتكارها دون الاخرين. أما البروفسور كيرك من جامعة كولون والمستشار القانوني للكونكرس الامريكي، فقد اختصر كلامه في عرض خارطة لمنطقة الشرق الاوسط بدون حدود سياسية، وقال هكذا نفهم أن المياه لا تعترف بالحدود المصطنعة، فهي ملك البشر جميعا، وان السياسة التركية والايرانية المتبعة وفق مفهوم النظام الهرموني الروماني غير مقبولة. ولو ركزنا على الدكتورة آنيا مويتج المساعدة العلمية للبروفسور كيرك، فهي ترى أن عدم تحرك الحكومات العراقية المتعاقبة منذ السبعينات، في تقديم شكوى الى المحكمة الدولية في لاهاي أو الامم المتحدة، يسمح للمتضررين من العراقيين المقيمين في العراق برفع دعوى قضائية ضد هذه الحكومات لتقصيرها في المطالبة بحقوق الشعب العراقي. بالاضافة الى ضعف البحوث والاحصائيات العراقية في هذا الشأن، التي تبين حجم الضرر المترتب نتيجة سياسة كل من تركيا وايران وسوريا، افقدنا القدرة في تثبيت دجلة والفرات نهرين دوليين على عكس ما تدعيه تركيا من أنهما ممتلكات تركية. من كل ما تقدم نستنتج أن الحكومة العراقية تفتقر الى الرؤية والاستيراتيج في حل مشكلة المياه المتفاقمة، والتي انعكست سلباً على البيئة العراقية بشكل عام واصابت المدنيين بالضرر الكبير“.
سألت الدكتور بدر هل أشار المحاضرون الى تحمل الحكومة العراقية مسئولية ما يحصل ؟
يقول ”نعم كانت الاشارة واضحة، فقدر ذكر البروفسور ريشكامر أن الحكومة العراقية بيدها مفتاح الحل، لكنها لم تتخذ أي اجراء فني أو قانوني حقيقي لحل المشكلة. وذكرت الدكتورة شفارتس أن الحكومات المتعاقبة لم تحضر لجان مشتركة عبر الامم المتحدة أو الاتحاد الاوربي“.
علمت أن البروفسور كيرك يدرس في جامعة كولون العديد من الطلبة الاجانب، ممن يعيشون مشاكل مشابهة في بلدانهم لما يعيشه العراق مثل مصر اثيوبيا المكسيك ودول اخرى، لكن لا يوجد طالب عراقي واحد في قسمه، أين السبب ؟
في حسرة واضحة يقول ”ابدى البروفسور كيرك عن انزعاجه من عدم ارسال العراق زمالات لهكذا قضايا حيوية، وهو يدعو الحكومة العراقية لابتعاث طلبة قانون لكي يتخصصوا بدراسة الماجستير بالقانون الدولي للبيئة، خاصة حماية الانهر الدولية من المشاكل السياسية“.
ما هي اجراءاتكم اللاحقة ؟
يلخص الخطوات القادمة في اربعة نقاط ”اصدار مطبوع بالبحوث التي قدمت خلال المهرجان، ملاحقة الموضوع من الناحية القانونية ، قدمنا طلب الى محافظ مدينة كولون ومنظمة البيئة في مقاطعة شمال الراين طلب تمديد للمهرجان في بحث تأثيرات الاشعاعات النووية على البيئة العراقية نتيجة الحروب، واخيراً تبنينا ما قدمته (ماجد فيادي) من مقترح في جمع البحوث العراقية، التي لم يتعرف عليها العالم، والتي تختص بالاضرار المترتبة على البشر والبئية في وادي الرافدين نتيجة حرب المياه والحروب العسكرية“.
الشخصيات التي كرمت خلال اعمال اختتام المهرجان، الروفسور كيرك يونكر، الخبيرة فرانكا شفارتس، البروفسور ريشكمار، الدكتور حسن الجنابي، الدكتور جون تاكينغ، البروفسور فلادمير كريبل، البروفسور لارس ريبة، الدكتورة آنيا مويتج، الصحفي الالماني اندرياس غوتشون، البروفسور هانز نوينمان، الدكتور فولفكانك ميسرشمدت، المهندس الزراعي ماجد فيادي، السيدة الايطالية إلاريا ليوناردي، المهندس هيثم الطعان، الدكتور بدر الجبوري، الصحفي ماجد الخطيب، السيد اسماعيل الترك، الخطاط مهند صالح، السيدة الالمانية اوليركا فنسينريد، الرسام حسام البصام، مجموعة مصوري الناصرية، المسرحي حسن الدبو، فرقة السدارة الموسيقية، عازف السنطور قاسم محمد، عازف العود رائد خوشابا وفرقة الرافدين الرباعية، المصورة الالمانية جوانا فورتمان، الدكتور عبد اللطيف الشيخلي، السيدة مروج الطعان، المصور حسين الجيزاني.