| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
السبت 7 / 1 / 2017 ماجد فيادي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
المواطن العراقي كرة جوراب بين هذا المتنفذ وذاك
ماجد فيادي
(موقع الناس)تصريحات بوقع اصوات طبول الحرب، وتغريدات بموسقى النعيق، وصفت ان اختطاف افراح شوقي سياسي جرمي، بوقعٍ مسرحي سيئ الاخراج، عاشتها الناشطة المدنية والصحفية تسعة ايام في حالة رعب، في مكان آخر، خوف العائلة من مصير مجهول لسيدة عراقية، في اسوء احتمالات تتوقعها، أن تصفية جسدية ترفع المخطوفة الى جنان الله او جهنم الحمراء.
وفق التصريحات الرسمية فان عملية الخطف قامت بها مليشيات حزبية، دون توجيه الاتهام نحو جهة حزبية بعينها، لكن خبرة العراقيين منذ سنين الدكتاتورية الاولى الى الدكتاتورية الثانية، تمكنهم من فك خيوط الجرائم البوليسية افضل بكثير من الكاتبة اجاثا كرستي، ذات النمط الكلاسيكي في الكتابة، وافضل من جيمس بوند ذلك العميل المدلل باستخدام افضل الاجهزة العلمية. فقد اكتفى العراقيون بما قاله السيد رئيس الوزراء ان عملية الخطف سياسية جرمية، ولان السيدة حنان الفتلاوي من جناح الصقور الموالي للسيد نوري المالكي قد غردت، ان عملية الاختطاف فلم هندي انتهى بتقديم طلب اللجوء في فلندا من قبل الزوج، ومكالمة من شخصية بارزة سمتها (VIP)، سمحوا لانفسهم ان وجهو اصبع الاتهام للسيد رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي، هذا الربط يضعنا امام مجريين للاحداث لا ثالث لهما، ما دام هذان الطرفان السياسيان الوحيدان اللذان بعبع الخروف في عبيهما.
الاول :. ان الخاطفين ينتمون لمليشيات تابعة للسيد المالكي، قاموا بهذا الفعل لهدفين الاول خلخلة الاوضاع الامنية في عهد السيد حيدر العبادي، امام الانتصارات التي تحققها القوات العراقية بكل صنوفها وانتماءاتها، لقطع الطريق عليه في الانتخابات القادمة كمنافس قوي داخل قائمة دولة القانون، الثاني اخافة الوسط الصحفي ومنعهم من نشر وتحليل مواقف ضد السيد المالكي، بمعنى تكميم الافواه ، من الان الى حين الانتخابات البرلمانية القادمة. وهناك احتمال ان تنفيذاً لأوامر ايرانية، صدرت ضد كل من يشك بامره في الخبر المنشور بجريدة الشرق الاوسط، لقطع اي امكانية تنتقد المبالغة المفتعلة بالشعائر الحسينية، (علما انني لا اتفق من سخافة ما نشر في تلك الصحيفة) هذا يعني ان الاجهزة الامنية العراقية في قسم كبير منها يتحرك بخيوط ايرانية، وهي كارثة لايمكن القبول بها.
الثاني:. ان الخاطفين قوى امنية تأتمر باوامر السيد رئيس الوزراء، وقد نفذت هذه العملية لثلاثة اهداف مهمة، الاول اتهام المالكي بهذه العملية من خلال تصريح للصحفين بدون الاشارة الى الاسم، وتسقيطه كمنافس انتخابي بدأ بحملته الانتخابية من الان، وسط ترحيب ايراني واضح،الثاني اقناع حزب الدعوة ان صورة المالكي اهزت امام الشعب العراقي ولم تعد مقنعة للناخبين، في حين صورته تعد الافضل في الحزب لما حققه من انتصارات اعادت ما فقد في عهد المالكي،يرافقه قبول اقليمي وعالمي واسع، يمكن استغلاله في الانتخابات القادمة، فيما لو ترأس قائمة دولة القانون، الثالث انه كرئيس وزراء يعاني من مشاكل عديدة، حتى من داخل حزبه، لكن رغم ذلك هو قادر على الاستمرار والعمل، وهو الحامي الافضل للوسط الاعلامي الذي بيده تحسين صورته خلال الانتخابات القادمة، وفي نفس الوقت يطالبهم ان يتوقفوا عن ادانة حكومته فهو يعمل لوحده بدون دعم سياسي، فكونوا انتم يامن احميكم سندي في مواصلة العمل.
فاذا كان هذا الطرف من قام بهذه العملية او ذاك، ونحن لا نمتلك الدليل، لان الدولة مفقودة وتقودها احزاب بمليشيات مشرعنة بقانون، لا تسمح باجراء تحقيقات رسمية، او تحقيقات يسمح لها بالنشر، اقول اياً كان الطرف الفاعل فان التوجه المدني العلماني، هو الطرف الاسهل ان يكون تلك الكرة التي يتضاربها اصحاب المليشيات لتحقيق اهدافها، ويبقى الانسان الشريف يعيش في ظل حكومة احزاب فاسدة اسوء انواع الحياة.
ما يؤسف له ان عدد من التجمعات العراقية ممن اتخذت موقفاً بنشرها تصريحاً، لم يحمل الحكومة المسؤولية، كونها مكونة من احزاب تمتلك مليشيات استخدمتها في عدة مناسبات باعلان رسمي منها، وان تشريع قانون يضفي صبغة قانونية على تلك المليشيات، هو السبب في انتشار العنف والخطف، والحكومة باحزابها مسؤولة عن ضعف الاجهزة الامنية المنقسمة في ولاءاتها الى احزابها، في حين لم تتردد رموز احزاب الحكومة الرسمية في توجيه اصابع الاتهام لبعضها.
ما يحزن اكثر ان مواقع التواصل الاجتماعي العراقية فيها من المواطنات والمواطنين من تبنى تشكيك السيدة حنان الفتلاوي، بان الصحفية افراح شوقي طرف في ذلك الفلم الهندي، متناسين قضيتين، الاولى الاشتراك في هذا الفلم يقدم صورة مؤلمة عن المدى الذي وصلت له المواطنة والمواطن العراقي، باللجوء الى اساليب خطرة ومهينة تفقد ثقة الاخرين بهم، فقط حتى يحصلوا على حق اللجوء في بلد اوربي، ولا بد من التساؤل، اي معيشة يعيشها العراقيين تدفعهم للاشتراك بهذا الفلم الهندي، القضية الثانية ما هي الضمانات التي تقدمها مليشيات حزب في الحكومة لصحفية حتى تلجئ الى هكذا فلم، الى اي مستوى وصلت الام العراقية حتى تضع اطفالها وذويها في حالة هرع ومن اجل ماذا، هل يمكن الوثوق بمن لا ثقة له وهل يستحق الثمن.
في كل الاحوال ان كانت افراح شوقي ضحية لمليشيات احزاب الحكومة، وهذا ما اصدقه حتى اللحظة، ام كانت شريكة في ذلك الفلم سيء الاخراج، فهي وعائلتها واصدقائها وكل من لا يؤمن بالعنف وسيلة للحياة، ضحية لاحزاب حاكمة بلغة المليشيات.