التقى يوم الاربعاء 19.06.2013 وفد التيار الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية، السيدة كرستن اندرييه نائبة رئيسة كتلة حزب الخضر في البرلمان الالماني، بمقر عملها في مدينة فرايبورك جنوب المانيا. هدفَ اللقاء الى عكس الصورة الحقيقية التي يعيشها الشعب العراقي بعد العام 2003 وما آلت اليه التطورات السياسية وانعكاسها على واقعه المعيشي، بالاضافة الى البحث عن قنوات تواصل مستمرة بين الطرفين.
تكلم الدكتور صادق أطيمش رئيس الوفد عن الاوضاع الامنية الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي، بسبب النشاط المستمر لقوى الارهاب التي تستغل الخلاف السياسي بين الاحزاب الحاكمة لتكثيف اعمالها الاجرامية، مستندة الى الاخطاء القاتلة في العملية السياسية، التي تتعكز على الطائفية والعرقية والحزبية الضيقة. في معرض حديثه عن الواقع الخدمي اشار الى استمرار التردي في تقديم الخدمات، وسط انتعاش الفساد الاداري والمالية والسياسي، على حساب المواطن البسيط، مؤكداً ان الاحزاب الحاكمة لا تقوم بما يكفي للقضاء على الفساد وتقديم المفسدين الى القضاء، بل انها في العديد من المواقف اصبحت تتستر على المفسدين ممن ينتمون اليها، ما جعلها تبتعد عن القاعدة الجماهيرية، وتلجئ دائما الى خلق الازمات للبقاء في السلطة، حتى صار من العروف لدى الجميع ان الاحزاب الحاكمة تستخدم المال العام في حملاتها الانتخابية، وللتغطية على ذلك تمتنع عن تشريع قانون الاحزاب، الذي يكشف مصادر تمويلها.
في حديثه عن المصاعب التي تواجه القوى الديمقراطية من لبراليين وشيوعيين وعلمانيين ومنظمات مجتمع مدني ونقابات عمالية وفلاحية ومهنية واتحادات نسائية وشبيبة وطلبة، اشار الى المعرقلات التي تواجههم في نشر مفاهين حقوق الانسان والديمقراطية، خاصة التي تفتعلها الاحزاب الحاكمة، عندما تنشر مفاهيم التمييز العنصري من طائفية وقومية ومناطقية، عبر ادواتها الاعلامية وامكانياتها المالية واتخاذها من دول الاقليم مرجعية وسانداً لها. لهذا تناشد القوى الديمقراطية المجتمع الدولي الى دعم نضالها ضد التخلف واستغلال الانسان وانهاك حقوقه، ودعمها لانجاح العملية السياسية، لبناء العراق الجديد، بدل استخدام العنف والسلاح لنهب خيرات البلد، فمع اقتراب الانتخابات البرلمانية صار ظهور الجماعات المسلحة في الشوارع مشهداً متكرراً مع تبنيها لعدد من الاعمال الارهابية وسط سكوت الحكومة وعدم اتخاذ الاجراءات الامنية تجاههم.
ثم اوضح الدكتور صادق أطيمش ان الايدي العاملة العراقية تعاني من قلة فرص العمل، نتيجة سوء اجراءات الحكومة والبرلمان العراقيين في تشريع القوانين التي تسهل دخول الاستثمارات الاجنبية وبناء البنى التحتية وخلق قاعدة صناعية وزراعية تستوعب الطاقات البشرية العراقية.
تحدثت السيدة كرستن عن اهتمام حزبها بالشأن العراقي وطرحت عدد من الاسئلة اجاب عليها الدكتور صادق أطيمش، ثم انتقلت لتبين انشغال حزبها بالانتخابات المحلية الالمانية، آملة ان يفوزون بعدد جيد من المقاعد تمكنهم ان يكونون شركاء في صناعة القرار السياسي وتشكيل الحكومة القادمة، ثم تعهدت للوفد ان تطرح نتائج هذا الاجتماع على اعضاء لجنة العلاقات الخارجية في حزب الخضر والاحزاب القربية منهم، مؤكدة على اهمية التواصل فيما بيننا للوقوف على اهم التطورات وسبل دعم الشعب العراقي في تفادي اوضاعه الراهنة.