|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  1 / 12 / 2014                                ماجد فيادي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

شاهد عيان على جرائم داعش في ضيافة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا

ماجد فيادي

استضافت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا النصير كفاح كنجي على قاعة الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون يوم السبت 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، استهلت الامسية بعرض فلم الفرمان الاسود للمخرج العراقي نوزاد شيخاني فقد اعتمد ضمن الوثائق المقدمة الى محكمة حقوق الانسان ضد جرائم ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية (داعش) تناول صور وافلام عن ما قام به الارهابيون من جرائم يندى لها جبين الانسانية ضد بنات وابناء الديانة الايزيدية .

رحب الرفيق ناظم ختاري بالحضور ودعاهم للوقوف دقيقة صمت وحداد على ارواح شهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية العراقية وضحايا الارهاب من العراقيين، ثم عرّف الحضور بالنصير كفاح كنجي احد مقاتلي حركة الانصار الشيوعيين ضد النظام الدكتاتوري البائد، وتضحيات عائلته التي راح اغلبهم في عمليات الانفال سيئة الصيت .

تحدث النصير كفاح عن بداية ذهابه الى اقليم كردستان بعد سماع الاخبار عن احتلال ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية لمناطق سنجار وشيخان وبعشيقة، ومكوثه هناك لمدة اسبوع يستمع الى الاحاديث ويراقب الاحداث ونزوح العوائل الى مناطق دهوك وزاخو، حتى تمكن من تشكيل مفرزة شيوعية قتالية. يستذكر كنجي كيف تعرض الى حادثتين مأساويتين خلال حياته، الاولى في عمليات الانفال سيئة الصيت، عندما بكى لمرة واحدة على ما عانته العوائل واهله من الضحايا، الثانية في العام 1991 عندما هاجم جيش الدكتاتور المقبور اقليم كردستان دافعا الاهالي الى نزوح جماعي، ادى الى دفن رفيق او امرأة او طفل او شيخ في كل متر تحركوا فيه، اليوم تتكرر المأساة على يد ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية (داعش) وهو يشاهد نازحي سنجار وبعشيقة وبحزاني في منظر لا يختلف عن سابقتيه .

في جبل بعشيقة تمركزت المفرزة الشيوعية القتالية باسلحة خفيفة اشتروها على حسابهم الخاص وبعض التبرعات من الانصار الشيوعيين واصدقائهم، حتى تمكنوا من شراء سلاح قناص بسعر اربعة ملايين دينار، مكنهم من القيام بعمليات نوعية، صوّرعدد منها بواسطة كامرة خاصة. قوات البيشمركة المرابطة على سلسلة الجبال المقابلة لبحزاني وبعشيقة تعود لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وهي تأتمر بقيادة وزارة البيشمركة، لكنها عمليا مرتبطة بالحزب، هذا الوضع الذي تعيشه قوات البيشمركة من انقسام بين الاحزاب ادى على مدى سنين طويلة الى اضعاف الحس الوطني وتنامي الشعور بالانتماء الى الاحزاب اكثر من الاقليم، كما اضعف من عمليات التدريب الجادة وسط ظاهرة الفضائيين التي انتشرت في بغداد والاقليم، هذه الحالة ادت الى عزوف الكثير من ابناء الايزيديين من الالتحاق بفصائل المقاومة لان فروضات مورست عليهم اما ان يكونوا ضمن قوات الاحزاب الحاكمة او الجلوس في مخيماتهم، ولان ابناء الايزيديين يعتقدون ان قوات البيشمركة قد سلمت سنجار وبعشيقة وبحزاني بدون قتال فهي المسؤولة عن ما اصابهم من كارثة، فالجميع يتحدث عن فرض قوات البيشمركة على الاهالي ترك السلاح والانسحاب ما ادى الى تسليم مدنهم لقمة سائغة للارهابيين، فيما لو تمسكت البيشمركة بسلسلة الجبال الاولى المواجهة لبحزاني وبعشيقة لما كانت التضحيات كما نعيشها اليوم ، رغم ذلك فان اهالي سنجار تمكنوا من تدريب 900 مقاتل من شبابهم وزجهم في جبهة سنجار .

يستكمل قوله.. لم تكن مشكلة مفرزة الانصار الشيوعيين تقتصر على ضعف التسليح وقلة الذخيرة، بل تعدت الى عدم السماح لها في بادئ الامر بشن هجمات سريعة ضد ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية (داعش) انتهت اخيراً بعدم توفير غطاء الحماية من قبل قوات البيشمركة، بحجة عدم ورود اوامر من غرفة قيادة العمليات لقوات التحالف الدولي، ولو ان ظروف اخرى توفرت للمفرزة من دعم مادي واسلحة وعتاد لكان تعدادها اكبر بكثير بحكم ثقة الناس بنا، ولقمنا بعمليات عسكرية اكبر واكثر تأثيرا .

في معرض اجابته على سؤال عن سبب انسحاب قوات البيشمركة امام ارهابيي داعش دون الخوض في معارك ؟؟؟ يقول ان آمر الفوج المرابط على السلسلة الاولى للجبال المقابلة لبحزاني وبعشيقة ابلغ القيادة انه قادر على الحفاظ على الجبل واعاقة تقدم الارهابيين، لكن الاوامر جاءت له بالانسحاب وعدم خوض اي قتال، ما يفسر وجود اتفاقات نجهلها، مهما كانت اهدافها فهي غير مبررة، ويدّعي العديد من كوادر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ان الانسحاب جاء كخطة لدفع امريكا في استقدام قواتها الى الاقليم والمساهمة في اقامة الدولة الكردية، لكن هذا الطرح مردود عليه ، اذ ان اقامة دولتنا الكردية لن يأتي على حساب معاناة الناس وليس عبر القوات الامريكية بل بالتفاهم مع بغداد اولا .

يجيب النصير كفاح على سر تمتع ارهابيو دولة الخلافة الاسلامية بسمعة قتالية ومقدرة في ايقاع الخسائر بالجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي، ان هذه السمعة سبقتها دعاية كبيرة على وسائل الانترنيت، كان مخطط لها على مستويات رفيعة، فكلما وضعت المقاومة افلام عن انتصاراتها على الارهابيين كانت ترفع بعد يوم، يقابله ضخ كبير لممارسات داعش الارهابية من قتل وذبح، فكانت الكفة غير متوازنة، حتى جاءت لحظة صمود أمرلي وكوباني عندما اسقطت شهيدة كوباني خسائر معنوية في الارهابيين اكثر مما اسقطته قوات التحالف فيهم.

من الجهود التي مارستها بالتعاون مع العديد من الوطنيين انني ارسلت اخبار عبر الفيسبوك عن تمتع الاهالي في شيخان بهدوء وحركة تبضع حتى الساعة التاسعة ليلا، ما ادى الى عودة الكثير من العوائل بسرعة اكبر. توالي الاحداث ساهم في كسر تلك الصورة المصطنعة لارهابيي داعش، وساهم في تمكن المقاومة في سنجار من تحرير 500 مواطن ممن كانوا في سجون بادوش، كل هذا يشير الى ان اندحار دولة الخلافة الاسلامية حتمي لكنه يحتاج الى تضافر الجهود بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي، وخضوع كل القوات الى أمرة الجيش العراقي وانهاء ظاهرة المليشيات باسرع وقت ممكن، خاصة وان الناس بدأت تثق باجراءات حكومة حيدر العبادي .

لم يتغيب النفط عن الحوارات فقد تساءل الجمهور عن سر تهريب النفط من قبل داعش، فيما لو كان بعلم حكومة الاقليم ام لا؟؟؟ فاجاب النصير كفاح ان المنطقة التي تواجدت فيها لا تمثل منطقة تهريب للنفط لكن التقارير الصحفية العالمية تؤكد عبور شاحنات نفط من داعش عبر الاقليم ما اثار غضب اميركا، وهناك مشاهدات سبقت حزيران في عبور شاحنات نفط الى ايران وتركيا، ما يعني ان الجميع شركاء في تهريب النفط .

في رده على كيفية مساهمة المدنيين بدعم النازحين؟؟؟ يقول ان الكثير من الدعومات وصلت الى النازحين اما ملابس او غذاء او افرشة، لكن هذا لا يمنع عن وجود حالات فساد في ايصال الاموال الى المحتاجين وهي اليوم تمثل الحاجة الاكبر لهم، لهذا على من يريد التبرع بالمال ان يتأكد من الطرف الذي يدفع له التبرع، اما الملابس والافرشة فهي تصل باستمرار من قبل المتبرعين .

شهادات لصور على الارض

- يقدر عدد النازحين في اقليم كردستان بمليون ونصف من مختلف الوان الطيف العراقي تتحمل الحكومة العبء الاكبر في تنظيم حياتهم .

- الميسورين من الايزيديين تمكنوا من النزوح الى اقليم كردستان وتركيا بوقت مبكر، في حين ترك الفقراء يعانون ظلم الارهابيين .

- يشيد النازحون بأهالي زاخو ودهوك بشكل كبير، فقد اعلن رجال الدين في الجوامع ان الجنة تقترب منهم اذا ما فتحوا بيوتهم للايزيدية وساعدوهم في تخطي محنتهم، وهناك قرار لدى اصحاب التكسي بعدم اخذ الاجرة من النازحين، لكن السؤال الى متى يتمكن الاهالي من الاستمرار بتقديم هذه المساعدات اذا ما طالت الحرب؟

المساعدات التي تصل الى النازحين يقدر نسبة 90% منها تقدمها الاهالي والباقي من الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم.

- المساعدات التي خصصتها حكومة الاقليم واعلن عنها السيد نجيرفان البارزاني لم يصل منها سوى 5% والباقي سرقه ضعاف النفوس، فمدير ناحية يحصل على تلك المساعدات مع اقاربه في حين الفقراء لم يحصلوا على شيء .

- منحة المليون دينار التي خصصتها الحكومة الاتحادية اصبح اسمها نقمة المليون، لان الناس اضطروا لصرف مبالغ بآلاف الدنانير دون ان يحصلوا عليها .

- المدارس استوعبت اغلب النازحين، لكن مجهودا لم يبذل للاستفادة من طاقات النازحين في بناء مساكن مؤقتة، بدل اعطاء صفقة بناء مخيم شاريا الى شركة تركية، وحرمان النازحين من العمل في بناء المخيم وكسب رزقهم .

- المساعدات التي انطلقت من اوربا ساهم السيد محافظ دهوك بشكل كبير في ايصالها الى النازحين بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني .
 

 

 


 


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter