|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  26  / 6 / 2020                               موسى فرج                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

نريد للكاظمي أن يكون ناجحاً...هذا كل ما في الأمر...

موسى فرج *
(موقع الناس)

الخطوة الوحيدة التي تحسب للسيد الكاظمي لغاية تاريخه هي ما قام به جهاز مكافحة الإرهاب أمس باعتقال عناصر كانت تبيّت لإطلاق الصواريخ في العاصمة وبالجرم المشهود من خلال وضع اليد على منصات إطلاق الصواريخ في منطقة الدوره...

وأي تراخٍ أو خضوع أو لملمة للقضية من دون التعامل معها بشكل قانوني حازم يعني قطع آخر خيط ثقة يربط بين الكاظمي بالشعب... لأن كل خطواته الأخرى لا تخرج عن المناكفات والاستعراضات الفارغة بل ومن بينها الكثير صادمة ومقززة وإلا ما معنى تسرب الأخبار عن قيام جهاز مكافحة الإرهاب بفرض سيطرة الدولة على المنافذ الحدودية التي يعلن الكاظمي نفسه بأن السرقة والنهب فيها يتجاوز المليارات وفي اليوم اللاحق يصدر بيان من المسؤولين في تلك المنافذ يقول بأنه لا صحة للخبر...؟ في الوقت الذي يمكن فيه فرض سيطرة الجهاز عليها وتسليمها لوزارة الداخلية...

وما معنى قول الكاظمي أنه ينوي إحداث تغييرات في مواقع إدارية للحكومة لكنه يخشى حملة التسقيط التي سيمارسها المتضررون من تلك الإجراءات...؟ وما معنى تشريع قانون للاقتراض وهو قادر على تعظيم موارد الخزينة من خلال قرارات حازمة بشأن سيل المال العام من البنك المركزي لأغراض تهريب وغسيل المال...؟ وما معنى تصدر العراق للوفيات بسبب الكورونا لأن سراق وفاسدين يفرضون سيطرتهم على وزارة الصحة ...؟ وما معنى ارتفاع عدد الوفيات بالكورونا إلى رقم قياسي في حين تمنع عصابات حزبية فاسدة معامل تابعة للدولة من إنتاج الأوكسجين الخاص باستنقاذ المصابين بالكورونا لأنهم يريدون من الحكومة استيرادها من دولة يوالونها أو للحصول على كومشنات من عملية الاستيراد...؟ وما معنى الخطوات الاستعراضية التي يقوم بها الكاظمي تارة بالمناكفات وأخرى بتعيين ناطق رسمي باسمه يقوم باستغلال اسم الكاظمي نفسه ليعبر عن نوازعه هو وتوجهاته هو بدلاً من التصرف باتزان وحياد وعقلانية وأمانة ودون التطاول على دستور الدولة وقوانين الدولة وشعب الدولة والإجهار بنفعيته من بعض أطراف الفساد والمحاصصة...؟

لسنا ضد الحشد الشعبي ولكننا ضد العصابات التي تسحق سيادة الدولة وهيبتها وتروع الناس باستخدام سلاح الدولة نفسه وعجلاتها ذاتها أما من يلبس الحق بالباطل ويتباكى على الحشد فعليه أن ينتبه إلى أن للحشد قانون ينظمه وينص على ارتباطه بالقائد العام للقوات المسلحة...

ولسنا ضد الكاظمي لكننا نريد له أن يكون مختلفاً لأن السيل لم يبلغ الزبى فقط بل صعد فوق السرة وبلغ الحناجر وباتت الأنفاس تضيق به، ونريد منه الرجوع فوراً لبرنامجه الحكومي وتعهداته والمباشرة بها بشكل حازم وواثق وبعيد عما نسمعه من مجرد تصريحات واستعراضات لا معنى لها ولا قيمة، هذا كل ما في ‏الأمر...

* رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter