|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  21 / 9 / 2013                               موسى فرج                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

صفحات من كتاب تحت الطبع :
الفساد في العراق . . خراب القدوة وفوضى الحكم

موسى فرج

* الطبقة السياسية وليس الشعب العراقي مسؤولة عن تفشي الفساد في العراق..
* الذين شرعنوا الفساد بقوانين وقرارات ومراسيم وليس الفقراء والمحرومون من مفردات البطاقة التموينية والكهرباء والخدمات هم المسؤولون عن تفشي الفساد في العراق.. .
* الذين حموا الفاسدين وأعاقوا جهود مكافحة الفساد هم المسؤولون عن استشراء الفساد في العراق .. .
* الذين استبدلوا المواطنة بالطائفية والعشائرية والحزبية هم وليس الشعب المسؤولون عن استشراء الفساد في العراق..

الفساد في العراق ليس مجرد أشاعه يراد منها تشويه سمعة الحكومة أو ادعاءات يقصد منها غمز قناة الطبقة السياسية في العراق .. فهو حقيقة ماثلة تعرفها الحكومة والطبقة السياسية أكثر من غيرها بحكم المزاولة والتعاطي..

والتنديد بالفساد باتت كلمة السواء الوحيدة التي يجتمع عليها العراقيون إلا أن نسبة كبيرة من الأصوات العالية التي تندد بالفساد تنطلق من حناجر ملوثه به وشريكة فيه لكنها تسعى من وراء ذلك الضجيج إلى إلقاء تبعة كل الفساد على شريحة دون غيرها من الطبقة السياسية وبما يحاكي مضمون المثل الشعبي القائل: ( تحط نغلها على عتبة باب جارتها )..

البعض يُرجع أسباب استشراء الفساد إلى الضنك المادي الناجم عن قلة الرواتب في عهد صدام وهذا غير صحيح لأن الذين أفرطوا في الفساد لم يكونوا في العراق وقتذاك ولم يعانوا من ذلك الضنك وهم اليوم على خزائن العراق لكن الفساد طبع في النفوس الوضيعة.. مثلما هي النزاهة من شيم النفوس الطاهرة كما قال الإمام علي (ع)..

في أعقاب انهيار نظام صدام كان العراق بأمس الحاجة لمواجهة الفساد وما زال.. فمواجهة الفساد تعني في الوقت نفسه بناء نظام الحكم الصالح والرشيد..

وحجر الزاوية في نظام الحكم الصالح هي المواطنة.. وكل قول خارج هذا الإطار لا معنى له غير معنى واحد.. هو وضع المزيد من العصي والسلاسل في عجلة تقدم العراق باتجاه بناء نظام الحكم الصالح..

الطبقة السياسية التي تهيمن على السلطة في العراق اليوم لم تكن أمينة لا مع تضحيات ولا مع معاناة ومكابدة الشعب ولا مع طموحاته ولا حتى مع الرموز التي إلتفعت بعباءتها لخداع الأوساط الشعبية البسيطة .. وعندما تمكنت وهيمنت تسببت في خيبة أمل وإحباط شعبي عام بسبب النزعات الاستئثارية والاستغلالية التي مارستها والتي ترجمتها في ممارسات فساد لم يعرفه العراق سابقا نجم عنه تبديد المال وهدر الثروة وإفقار الناس وإنكار حقوق الآخرين في الإسهام ببناء البلد أو تطرح هي رؤى وسلوك يبعث على الاطمئنان لحاضر ومستقبل العراق .. بدلاً من ذلك انغمسوا في التقاتل على بساط السلطة والتدافع على المكاسب الرخيصة والامتيازات المادية على حساب الشعب وبطرق فاسدة ووضيعة أساءوا فيها لكل ما هو راق ومعتبر من قيم .. وحاولوا استنساخ نزعة نظام صدام في الاستئثار بمقدرات البلد وتوظيفها من أجل السلطة ووصولهم للمناصب والتمسك بها وعبثهم بأموال الشعب..

وفي الوقت الذي اتسعت فيه دائرة مناهضة الفساد باطراد مع اتساع دائرة ممارسة الفساد في العراق وتعدد أشكاله فقد كانت المواجهة حامية بين من سعوا لإفشال جهود مواجهة الفساد وبين حماته..

دائرة رفض ومواجهة الفساد تتسع باطراد لتضيق الخناق على الفاسدين الذين خاطبتهم في مؤتمر صحفي من فندق بابل عام 2007 بقولي : قولوا لهؤلاء الذين يتوهمون بأنهم يمتلكون رقابنا إن تلك الرقاب تنتصب على صدور تكتظ بالمثل العليا وقيم الاستقامة وليست معلقة على جيوب مكتظة بالمال الحرام.. وجلودنا قد قدت من حياة أمضت كل تاريخها ومذ رأت هذا العالم متقلبة بين ممض وأمضُّ.. وما يمض في الجلود الترفةِ الرقيقة لا يمضُّ في جلودنا.. لقد وجدت قبل أيام صديقي محمود المشهداني رئيس مجلس النواب سابقا وقد كتب قصيدة شعرية يعبر فيها عن التوجع بسبب غزو الشيب لمفرقيه فكتبت له :

إن حل الشيب في فناءك متأخراً كما يحيى فانه قد حل بوادينا متزامناً مع الحلم.. ولم نأبه ما دامت ياسمين الخيام تشدو: والله أحبك.. لا تقلق ، دع شيبك يسفر يتألق..

اليوم أمعنت النظر في صورة إحدى أمهاتنا وهي تخاطبهم قائلة: (مشكوله ألذمه على فلوسي..) تقول ذلك بثغر طاهر لكنه يخلو من التأثيث في الوقت الذي يرمم فيه بعض نواب الشعب أقفيتهم بعشرات الملايين من أموال الشعب.

مع ذلك أجدني بحاجة لأن أذكّر بان معركة مواجهة الفساد في العراق طويلة وقد تستغرق أجيالا ولكن المهم في الأمر أني مثلاً لي اليوم بالذات 4 أحفاد ثلاثة منهم ذكور وواحدة أنثى وكأن الأمر فيه كوته .. أطمح بان يعلق كل من أحفادي صورتي بعد غيابي في صدر غرفة الاستقبال فانا لست ممن يستحرم تعليق الصور وعندما تعترض عليه زوجته قائلة : من هذا ..؟ يقول لها بلغة الواثق : هذا موسى فرج .. وهذا استحقاق يبلغه كل نزيه في هذا البلد .. أما أولائك الفاسدون فإن أحفادهم يضطرون لحفظ صورهم بين طيات الملابس القديمة في خزانات الملابس ولا يجرأون على تعليقها على الحيطان .. و(عود من يتذكره حفيده بالذكرى السنوية يطلع الصورة ويقرأ له الفاتحه بالظلمه) خوفا من أن تراها زوجته فتعيره بجده الذي سرق المال وأمعن في الفساد واستأثر بالوظائف والموارد وتسبب في إفقار الناس.. وأيضا أذكّر بان شروط مكافحة الفساد ومحاصرته وإحلال ثقافة النزاهة تتضمن التالي : 

1. رأي عام فاعل .. .

2. اعتماد المواطنة أساسً في تقرير الحقوق والواجبات.. .

3. حكام قدوه.. .

4. مجلس نواب نظيف .. .

5. شفافية في العمل الحكومي .. .

6. إعلام نزيه . .

أما عن شروط مواجهة الفساد ومعاقبة الفاسدين فتتطلب التالي:

1. هيئة نزاهة مستقلة وقويه .. .

2. قضاء مستقل ونزيه .. .

3. مجلس نواب نزيه وقوي.. .

4. حكوميون وساسه يتقيدون بالدستور ويلتزمون بالقانون ويخضعون للمساءلة ..

5. رأي عام فاعل وقوي .. .

6. إرادة سياسية لوقف الفساد .. .

7. مجلس خدمة عامة.. .

8. شفافية في العمل الحكومي .

9. إعلام نزيه .. .
.
 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter