نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

 

الثلاثاء 25 / 4 / 2006

 

 

 

المجد لقوات بيشمه ركة كوردستان !

( 2 - 2 )

 

د. مهند البراك

وفيما شكّلت حركة بيشمه ركة كوردستان ومنظماتها المتنوعة، ورغم كلّ المحن والمشاق والضغوط المتنوعة . . فيما شكّلت وتشكّل دعامة هامة لقضية الشعب الكوردي العادلة فانها غدت تشكّل دعامة هامة لقضية الحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير للشعب العراقي بكل اطيافه، باعتبارها جزء فاعل اصيل فيها.
بعد ان لعبت ادواراً لايمكن ان تنسى وكانت مدرسة للتضحية بالنفس وبكل غال وثمين في النضال ضد الدكتاتورية ولعبت ادواراً لابد وان يجري التذكير بها اليوم في حماية المدنيين ودخلت معارك ضارية لم تبال بالخسائر، للدفاع عن الجماهير الشعبية والأقتصاص لها من ظلم السلطات الدكتاتورية، بل واجّلت كثيراً من المشاريع والخطط الستراتيجية آنذاك بالسيطرة على مدن هامة (1) التي صارت دانية بعد نضالات طويلة وصارت في متناول اليد في مطلع عام 1988 . . حرصاً على اهاليها من انتقام السلطات الدكتاتورية منهم بطرق الموت الجماعي كما حصل في تدمير مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي، التي صارت مثالاً مرعباً كان رجال السلطة يهددون به المدن التي كانت تتعاطف مع البيشمه ركة.
اي ان مرشد البيشمه ركة الأساسي كان سلامة المدنيين في تحقيق الأهداف، وليس الصورة الوحشية الكريهة التي تقوم بها منظمات الأرهاب الزرقاوي والصدامي وغيرها، من التي تسمي نفسها بـ (المقاومة الشريفة) . . لقد نشأت قوات البيشمه ركة على اساس احترام الناس ودعمهم ومساعدتهم لكسب ثقتهم وبالتالي دعمهم (2)، وعلى اساس ان تكون رمزاً للتآخي القومي والديني، الذي اضافة لما ذكر لعبت فيه منظمة بيشمه ركةانصار الحزب الشيوعي التي ضمّت بيشمه ركة من كل الأطياف العراقية الدينية والقومية، دوراً لابد ان يذكر فيها.
ولم تكن قوات بيشمه ركة كوردستان في ظروف النضال ضد الدكتاتورية قوات عسكرية لاتعرف الاّ منطق القوة والرصاص، بل انها تكونت وشرعت باستخدام السلاح دفاعا عن النفس وعن الحقوق، ثم من اجل اسقاط الدكتاتورية بعد ان سدّت كل منافذ التغيير سلمياً . . لقد استخدمت السلاح ومالت الى النضال السلمي ايضاً عندما لاحت الفرص، الاّ ان تلك الفرص كانت تضيق بشكل متواصل، وكانت طروحات سلطة صدام بشأنها مخادعة دائماً، حيث كانت ترمي دوماً الى الضغط من اجل الأستسلام بدون حل اي مشكلة وبدون قيد او شرط، التي تواصلت عليها بشكل وحشي ومحموم، مهما غلّفتها .
لقد مارست قوات البيشمه ركة في نضالها، نضالاً سياسياً عسكرياً، وكانت البندقية بيد القرار السياسي وليس العكس، ورفضت اتباع الطرق التي كان من الممكن ان تروّع وترهب الناس، رغم ما تسبب ذلك في مشاق اضافية للعمليات العسكرية التي كانت شاقة اصلاً . . ولكل ما تقدّم، ورغم نواقص واخطاء جرت ايضاً، احتضنتها الجماهير وحمتها عند المحن ومدتها بجحافل الشباب وعوضتها عن رفاق الدرب الذين ضحوا بارواحهم الغالية من اجل القضية، لأنها وجدت فيها ابناءها .
ولابد من القول ان احتضان الأحزاب الكوردستانية والأحزاب المعارضة لصدام المتواجدة في كوردستان العراق . . ان احتضانها لقوات البيشمه ركة وارشادها وتقويمها ودعمها، جعل منها قوات عسكرية تعي حقوق الجماهير والفلاحين ولاتتجاوز عليها بل كانت تصونها، على مدى العقود.
من ناحية اخرى فأن الأنتصارات التي صنعها البيشمه ركة الأبطال بدمائهم ومخاطرتهم بعوائلهم، هي التي حمت في الحساب الأخير كل احزاب معارضة الدكتاتورية وتواجدها في كوردستان سواءاً قبل 1991 او بعده وحتى سقوط الدكتاتورية . . ان بطولات البيشمه ركة هي التي جعلت قواتهم قادرة على استضافة فعاليات ونشاطات وقيادات احزاب معارضة الدكتاتورية، وفي معاقلهم وبحمايتهم عقدت مؤتمراتها حتى صارت كوردستان نقطة الوثوب الأمامية لقوى المعارضة العربية والكوردية والأسلامية وغيرها للأجهاز على الدكتاتورية . . بعد ان صنعت وغذّت الأمل بحتمية زوال ليل الدكتاتورية البغيض بعملها وتضحيات البيشمه ركة، كل بيشمه ركة كوردستان !
واليوم وفيما اكتنزت قوات البيشمه ركة خبرة حياة سياسية وعسكرية متواصلة طيلة نصف القرن الأخير، واثبتت مصداقيتها للشعب الكوردي بخاصة وللشعب العراقي بعامة، فانها يمكن ان تشكل ضمانة
هامة لهما، الضمانة المجسدة في السعي لبناء الدولة البرلمانية الفدرالية الموحدة من جهة.
ومن جهة اخرى في الدفاع عنها امام التحديات الدولية والأقليمية وامام تحديات الأرهاب المنفلت، خاصة وانها تسير نحو التوحيد، ونحو اقامة آلية للعلاقة مع القوات المسلحة لعموم الدولة الفدرالية على اساس الضمانات المتبادلة المنصوص عليها في قانون المرحلة الأنتقالية، الدستور الذي جرى التصويت عليه والتعديلات المنتظر القيام بها عليه . . كما قررت الجمعية الوطنية الأنتقالية.
ويرى العديد من قدامى مناضلي قوات بيشمه ركة كوردستان ومن ذوي خبر متنوعة، ان ادامة قوات بيشمه ركة كوردستان لايمكن ان يكون الاّ بادامة وتطوير الروح التي تشكلت ونشأت عليها وتلك الخصال الكفاحية والأنسانية التي تجمعت لديها عندما دافعت عن حقوق الجماهير وقدمت الغالي والنفيس في سبيلها طوال السنين، وان انصفت ولم تنس قدامى مناضليها، الذين ضحوا بكل شئ في سبيل قضية الحرية والديمقراطية في كوردستان والعراق، ممن تعوّق او مرض او لم يبق له مما كان . . من الذين لم يمدّوا ايديهم لأحد يوماً وممن لم يزدهم نضالهم في قوات بيشمه ركة كوردستان، الاّ اصراراً على تلك المثل . . من العراقيين بكل اطيافهم الذين كافحوا وعاشوا في جبال ووديان وشعاب وقرى ومدن كوردستان العراق المناضلة .
وان تكافح البيروقراطية التي تنشأ عفوياً وبدون استئذان، في اية قوة مسلحة ان اصابها الركود والملل والمراتبية، التي تدفع اليها انواع التشوهات الأجتماعية وانواع الجماعات المسلحة التي صنعتها وخلّفتها الدكتاتورية وسنوات الحروب والتهجير ومخيمات المعدمين، وعدم الأستقرار والنهب والسلب، وان لاتبتعد عن نبض الجماهير اليومي والمرحلي وحاجاتها ودرجة وتطور وعيها . . سلامة للتجربة وحماية لها من كل ما يمكن ان تخبئه الأقدار غير المستقرة عالمياً واقليمياً وداخلياً، حيث ان قسما من الجيوش اياها بدأ يشحذ سكاكينه .
وفي الوقت الذي يذكر كثيرون ادوار ومواقف قادة قوات البيشمه ركة وكوادرها الخالدين، المرحوم ادريس البارزاني، الشهيدين ابراهيم عزو وعلي العسكري، المرحوم احمد الجبوري، الشهداء علي كلاشنكوف، حسو ميرخان، مام كاويس، خضركاكيل، علي حاجي نادر، بكرتالاني، خضر حسين، وغيرهم وغيرهم. فانهم لاينسون مآثر البيشمه ركة الشهداء مام خوله، ابو فيروز، ابوسحر، ابوكريم، ملاعثمان، داود وعباس، ملازم ئارام، علي يزيدي، مامه ريشه . . وعشرات الأبطال، مثلما لايمكن نسيان الشهيدات ليلى قاسم، صنوبر، ام سه رباز، عائشة حمه امين حلاق، عميدة عذيبي . . واخيراً فان مناطق اربيل لايمكن الاّ ان تتذكر المعارك البطولية في سي كاني، ايلنجاغ، سماقولي، هيلوه وغيرها وغيرها . . ان هناك اوفي القواطع الأخرى التي احالت الأرض ناراً تحت اقدام الدكتاتورية .
المجد لقوات بيشمه ركة كوردستان والمجد لشهدائها الأبرار !


(1) بعد ان استطاع البيشمه ركة دخول مركز قضاء مانكيش وسيطروا، وضعت عديد من وحدات البيشمه ركة خططاً كانت معقولة، لأحكام السيطرة على مدن باشروا في بعضها وتوقفوا عن الأخرى للسبب المذكور اعلاه، كمدن خوشناو، شقلاوة، طقطق . . في اربيل، واخرى في قاطعي السليمانية كركوك وبهدنان .
(2) اضافة الى نضالها الجاد من اجل حقوقهم ومن اجل حياة افضل لهم .


لقراءة الحلقة الأولى